السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد عقدت قراني منذ مدة، وسيكون زواجي قريباً إن شاء الله، ولكن زوجي يريد مني أن أمارس الجنس معه عبر الهاتف، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل سيؤثر ذلك على الزواج؟
وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجمع بينكما على خير.
وبخصوص ما ورد برسالتك وكما لا يخفى عليكِ أن العقد يبيح للرجل والمرأة أن يستمتع كلٌّ منهما بالآخر؛ لأنه تترتب عليه سائر الحقوق الشرعية التي تترتب على الدخول، إلا أن مسألة ممارسة الجنس عملياً أو نظرياً متوقفة على دفع النفقة من الزوج لزوجته، والدليل أنها لو عصته وهي في عصمته ولم تمكنه من نفسها سقط حقها في النفقة، وبناء على ذلك فإن العلماء قرروا أن الاستمتاع متوقف على الإنفاق، وبما أنه لا يدفع أي نفقه حالياً فليس من حقه ممارسة الجنس معك وإن كان العلماء لا يرفضون مقدماته كالقبلة مثلاً.
وأما الممارسة الكاملة أو حتى عبر الهاتف فالذي أنصح به تأجيلها إلى الدخول الحقيقي حتى يكون لها طعمها الخاص في ذلك الوقت، وفوق ذلك من يدري ماذا سيحدث غداً؟! فقد يحدث شيء غير متوقع فتظل عقد الذنب وتأنيب الضمير تلاحق الإنسان فترة من الزمن، وإن كان الأمر في أصله مباح، وقد يفهم الرجل المرأة فهماً خاطئاً إذا عبرت عن مشاعرها بصراحةٍ وصدق.
ولذا أرى محاولة إرضائه بغير هذا الطلب وإشعاره بأن الأيام الباقية قليلة وستكونين كلك له، كما أن هناك احتمالاً أن تكون الهواتف مراقبة، وقد يتصنت عليكم أحدٌ خفية ويستغل ذلك في المستقبل، بالإضافة إلى أن الهواتف غير مأمونة، وأنكِ تفضلين الستر والصبر والانتظار حتى لحظة الحلال الطيب البعيد عن أي مأخذٍ شرعي أو عرفي، ومن المهم أن تحاولي صرفه عن ذلك بهدوء ورفق، وركزي على مسألة عدم أمن الهواتف واحتمال التصنت وهذا قطعاً لا يمكن أن يقبله أحد.
وبالله التوفيق.