السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أولاً: أنا فتاة عزباء أبلغ من العمر 23 سنة، مشكلتي هي أنفي، حيث أني إذا أردت النوم واستلقيت على فراشي على الجهة اليمنى تنسد فتحة أنفي اليمنى، ولا أستطيع التنفس إلا من فتحة أنفي اليسرى، وكذلك العكس إذا كنت على الجهة اليسرى تنسد الفتحة اليسرى وأتنفس من اليمنى، ولا أعلم ما السبب، ومن أمس تقريباً بدأت أشعر بين فترة وأخرى بأن صوت مثل الطقطقة في أنفي، لا أعلم سببها وبدأت تقلقني، ظهرت معي هذه المشكلة قبل عدة شهر.
أيضاً هناك انتفاخ خلف أذني اليمنى وكان كبيرا، وأعتقد أنه بسبب السماعات لأني دائماً أستخدمها، وتوقفت فترة حتى ذهب الانتفاخ، ولكن الآن ظهر انتفاخ داخل أذني بعيدا عن فتحة الأذن بعدة سنتيمترات، لا أعلم هل سببه السماعات فعلاً أم ماذا؟ لأنه دائماً كانت تظهر معي حبوب خلف الأذن إذا استخدمت السماعة، ولكن ما أخافني أن هذه الحبة التي كانت خلف أذني كانت أكبر عن كل مرة، ولأول مرة تظهر معي أيضاً حبة داخل الأذن.
وأنا ألبس نظارات طبية، ومن فترة أيضاً بدأت أشعر بانزعاج منها بالذات في المنطقة عند الأذن اليسرى، وأيضاً أشعر وكأنها تضغط على الأنف.
أيضاً دائماً أحس باحتكاك عظام الرقبة، لا أعرف كيف أصف هذا الإحساس، ولكن عندما ألتفت يمينا أو يسارا أحس بصوت وكأنه احتكاك أو طقطقة في الرقبة، مع العلم بأني مصابة بميلان في العمود الفقري، وعندي نقص في فيتامين (د) وفقر دم، وأخي عنده حساسية جيوب أنفية، وكذلك بعض من أعمامي.
وعندما أشعر بأي تعب دائماً يأتي في بالي بأنه مرض خطير؛ مما يجعلني دائماً في خوف وقلق مستمر، لا أعرف كيف أتغلب على هذا الخوف.
وشاكرة لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الطبيعي أن يحدث انسداد في الأنف في الجهة التي تنامين عليها، وذلك بسبب تجمع الدم واحتقانه في الجزء السفلي بفعل الجاذبية.
أما الطقطقة التي تشعرين بها فأغلب ظني أنها من انسداد قناة استاكيوس -وهي القناة الممتدة بين البلعوم الأنفي والأذن الوسطى، وتعمل على معادلة الضغط على جانبي طبلة الأذن- نتيجة انسداد الأنف، فعند التثاؤب أو عند الوضوء مع الاستنشاق والاستنثار لتنظيف الأنف تشعرين بتلك الطقطقة، وتنفتح الأذن لفترة وجيزة وتعود لما كانت عليه، ولو أن الطقطقة صادرة من الأنف لكان ذلك بسبب كسر في عظام الأنف، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا عقب اصطدام وارتطام شيء ثقيل أو قوي بعظام الأنف، وأنت لم تذكري شيئا بهذا الصدد فلا داعي للقلق.
وأما بخصوص الحبة التي تشعرين بها داخل الأذن فأغلب ظني أن ذلك من جراء احتكاك السماعات بقناة الأذن الخارجية، ونتيجة ذلك الاحتكاك يحدث فيها التهاب، ولما كان الجلد الذي يغطي قناة الأذن الخارجية ملتصقا تماما بالغضروف تحته -كما هو في الأنف تماما- لذا لا يجد الالتهاب مكانا للتمدد فيه فتشعرين بالألم، وقد يكون الانتفاخ الذي خلف الأذن ما هو إلا تضخم في الغدة الليمفاوية التي تغذي قناة الأذن الخارجية، نتيجة للالتهاب الحادث فيها.
وأما ما تسببه لك النظارات من مضايقة نتيجة احتكاكها وخاصة بالأذن اليسرى، فهذا يحدث مع أغلب من يلبس النظارات، والأمر بسيط وقد يحتاج الأمر لزيارة فني النظارات ليعدل من وضعية (الشامبر)، فقد تكون وقعت النظارة أرضا أو اصطدمت بشيء فحدث اعوجاج في إطارها، وأصبح ضاغطا على ناحية أكثر من الأخرى، ولا يحتاج الأمر سوى تعديل بسيط، وقد تستطيعين تعديله بنفسك لو كان استخدامك للنظارات منذ فترة طويلة وأصبحت ذات خبرة في هذا المجال.
وأما الطقطقة وصوت احتكاك فقرات العنق عند الالتفات يمنة ويسرة فذلك أمر طبيعي، وخاصة إذا كان لديك ميل في العمود الفقري، فلا يشغلنك هذا الأمر ولا تقلقي.
وأما بخصوص أن أخاك وعمك أو بعض أعمامك يعانون من التهاب في الجيوب الأنفية، فاعلمي أن التهاب الجيوب الأنفية لا يورث، ولكن الذي يكون به عامل وراثي هو حساسية الأنف، والتي تنتقل بالوراثة من الأب أو الأم إلى الأبناء، وقد تؤدي الحساسية إلى انسداد مزمن بالأنف، فتتجمع إفرازات الأنف وتحبس داخل الجيوب الأنفية لتتكاثر عليها البكتيريا مسببة التهابات في الجيوب الأنفية.
وأخيرا ندعو الله عز وجل أن يمن عليك بدوام الصحة والعافية فإنه ولي ذلك والقادر عليه.