السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة من الجزائر، أريد دراسة الطب بدلا من الشريعة، رغم أنني أميل لكليهما، لكن إلى الشريعة أكثر؛ ذلك لأن نقصا كبيرا لدينا في أخصائيات النساء والتوليد، وبالمقابل أظن أن هناك ما يكفي من الفقهاء، فهل قراري صائب؟
جامعاتنا كلها مختلطة، لكن طبعا هنا المصلحة أكبر بكثير من مفسدة الاختلاط، كوني آمن فتنة الاختلاط، وبإمكاني السفر للدراسة في دولة أخرى بها جامعة غير مختلطة.
المشكلة هي أنني لا أريد الابتعاد عن أهلي، وأرغب حقا في الدراسة ببلدي، كما أنه رغم أن مستواي جيد بالإنجليزية -الحمد لله- إلا أننا هنا في الجزائر نركز كثيرا على اللغة الفرنسية، ما جعلني متمكنة منها أكثر في المواد العلمية، ولأننا في الجامعة ندرس بها، وأيضا أرتاح في بلدي أكثر، فعائلتي كلها هنا، وأمي لا ترتاح بابتعادي، والدراسة خارج البلد تكلف أضعاف ما هي ببلدي، فهل يجوز لي أن أدرس ببلدي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالعناية باختيار التخصص المطلوب في سوق العمل هو ما يلزم تحديده بعد النظر والتدقيق في الاحتياج، والدخول العشوائي في الجامعات يكدس البطالة بعد التخرج، كون السوق مشبع ببعض التخصصات، ولو أن الطلبة نظروا في احتياج السوق لما حصل ذلك التكدس.
بما أنه يوجد في بلدك نقص واحتياج في اختصاص الطب (نساء وتوليد) فاختيارك لهذا التخصص في محله، ولعل الله ينفع بك، وطلبك لهذا التخصص يعد من العلم النافع، ولا يقل أجره عن التخصص في العلم الشرعي؛ لأن العلم النافع هو كل علم وصل نفعه للآخرين، فكيف إذا كنت ستكفين الكثير من النساء من الذهاب إلى الذكور من الأطباء؟ والذي أراه أن قرارك صائب، وفقك الله وسددك.
الاختلاط في المدارس والجامعات مما عمت به البلوى في الأزمنة المتأخرة، وسببه عائد إلى ضعف المسلمين وتسلط الأعداء عليهم، وتقليدهم وورود من يسن القوانين التي تخدم أعداء الدين والأمة.
الذي ينبغي عليك أن تجعلي علاقتك أثناء الدراسة مع الإناث إلا ما كان ضروريا، فيقدر بقدره مع الحرص التام على عدم الاختلاء بالرجال، واجتناب مواضع الريبة.
عليك أن توثقي صلتك بالله أكثر، وأن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح وذلك بالتزام برنامج عملي، فقوة الإيمان تقيك الوقوع في الكثير من الفتن -بإذن الله تعالى-.
السفر لغرض الدراسة في بلد آخر قد يكون أكثر عرضة للفتنة، ولذلك أنصحك بالبقاء في بلدك قريبا من أهلك.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن ينفع بك إنه سميع مجيب.