أريد طلب العلم والعفاف لكني غير قادر بسبب عدة ظروف!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، الحمد لله تبت منذ فترة واتبعت طريق الاستقامة وأحمد الله ليلاً ونهاراً، أواجه كثيراً من الصعوبات في الحياة اليومية، حتى أنها تؤثر على ديني.

أريد حفظ القرآن وطلب العلم لكني غير قادر نظراً للظروف المادية وعدة ظروف أخرى منها: أنني انقطعت عن الدراسة مؤخراً؛ لأن آفاق العمل فيها من المحرمات الكثير، وأنا في البيت الآن دون أي شغل أو عمل، كل يوم تزداد رغباتي أكثر، ومنها أنني أريد الزواج والعفاف؛ لأن الفتن والنساء من حولي في كل مكان، ولكني لم أجد حلاً لكل هذا، وأريد استشارتكم عسى أن تدلوني على طريق أحل به مشاكلي وأرضي به الله سبحانه وتعالى، وأوفق في دنياي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على ثقتك في موقعنا، ونحن سعداء لسماع أنك تسعى للحفاظ على دينك والاستقامة عليه. وإليك بعض النصائح التي قد تساعدك في تحقيق أهدافك ومعالجة المشاكل التي تواجهها:

1. ثق بأن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق والمعين. ﴿وَفِی ٱلسَّمَاۤءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات ٢٢]. فاستعن بالله وتوكل عليه في كل أمر؛ فقد يفتح الله لك أبوابًا غير متوقعة ويوفر لك الرزق والفرص المناسبة.

2. تواصل مع العلماء والمشايخ، حاول أن تبحث عن شيوخ دين موثوقين تستشيرهم في أمور الدين والحياة اليومية، فقد يوجد لديهم خبرات ومشورة قيمة لمساعدتك في تحقيق أهدافك الدينية والعلمية.

3. قم بتحديد أهم الأهداف والأولويات في حياتك، قد تحتاج إلى التركيز على حفظ القرآن وتطوير معرفتك الدينية قبل الزواج أو العمل، وقد يكون من الأفضل تأجيل بعض الأمور لتحقيق الأهداف الأكثر أهمية في الوقت الحالي، كما قد يكون العمل أولوية قصوى، ولا يتعارض أساساً مع طلبك للعلم أو حفظك للقرآن.

4. الاستفادة من الفرص المتاحة للتعلم والتطوير الشخصي، حتى وإن كانت الموارد المادية محدودة؛ فيمكنك الاستفادة من الدروس والمحاضرات الدينية عبر الإنترنت، والانضمام إلى مجموعات دراسية أو دورات عبر الإنترنت.

5. حافظ على الصبر والثبات في طريقك الديني، واجتنب الوقوع في المحرمات والمغريات، وقد تواجه صعوبات في البداية، لكن بالصبر والاستقامة ستتجاوزها وترضي ربك. ﴿قُلۡ یَـٰعِبَادِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِینَ أَحۡسَنُوا۟ فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣱ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَ ٰ⁠سِعَةٌ إِنَّمَا یُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَیۡرِ حِسَابࣲ﴾ [الزمر ١٠].

نتمنى لك التوفيق والسداد في حياتك العلمية والعملية، وابقَ على اتصال مع العلماء، واستمر في السعي للعلم والعمل الصالح، وستجد الله في عونك دوماً؛ قال تعالى: ﴿وَیَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَیۡثُ لَا یَحۡتَسِبُۚ وَمَن یَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدۡرࣰا﴾ [الطلاق ٣].

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

المصدر

إقرأ أيضا