استشارات منطقة الرأس

أسباب الصداع وأنواعه

السؤال

السلام عليكم

قرأت الكثير من استشاراتكم وقد وجدت أسلوباً دقيقاً ومطمئناً، وأرجو منكم النظر لحالتي، فقد شعرت منذ شهرين أو ثلاثة أني كلما أضغط على الصدغ الأيسر لديّ يؤلمني ألماً كأنه ألم (خبطة) وبعد فترة أحسست بألم في تلك المنطقة ولم يؤثر به أي مسكن، ودام لمدة يومين، وكلما تعرضت هذه المنطقة لهواء بارد تؤلمني لفترة وكأنها وجع، ويحدث هذا الوجع من الحين إلى الآخر، ولم أعرف سببه في الجهة اليسرى من رأسي، وأشعر كأن شيئاً ثقيلابداخل رأسي، ومن أسبوعين تقريباً عندما أضغط على نفس المنطقة من الجهة اليمنى يظهر عندي نفس الألم.

أنا قلقة جداً، وأرجو منكم إفادتي في أسرع وقت، وأشكر حسن تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فألم الرأس أو الصداع من الأمراض كثيرة الحدوث، فمن منا لم يصبه ذلك؟ فمعظم الناس يصابون بنوع من أنواع الصداع ولكنه قد يكون شديداً مؤلماً وخفياً، وقد يلازم مكاناً بعينه في الرأس كل مرة أو يكون متنقلاً، كما قد يكون مؤلماً لفترة قصيرة أو يدوم أياماً وأسابيع طويلة.

وقد يظهر في أوقات معينة من اليوم أو الشهر، ويخبو في أوقات، مما يثير التساؤل عن أسبابه وعلاجه، ومن أهم أسباب الصداع:

1- آلام الرأس (صداع شد العضلات ) أو (صداع التوتر) Tension headache وألم هذا النوع ينشأ عن شد في أحد عضلات الأكتاف أو الرقبة أو فروة الرأس أو الفكين.

وتكون في هذا النوع من الصداع آلام الرأس كعصابة تحزم الرأس تلازم المريض أياماً وليالي، وتزداد شدة آخر اليوم، ولا تستجيب بسهولة للمسكنات، ومثل هذا النوع نراه في المشكلات النفسية، كالاكتئاب وحالات القلق والتوتر، وهذا النوع من الصداع هو أكثر الأنواع انتشاراً.

وغالباً ما يرتبط ظهور نوباته بحصول إجهاد أو اكتئاب أو قلق؛ ولذا فإن احتمالات معاناة أحدنا من صداع التوتر ترتفع حال ضغط العمل علينا وقيامنا بمجهود نفسي أو ذهني أو بدني لتلبية متطلباته، أو حينما لا تنال أدمغتنا وأجسامنا القسط اللازم والكافي من النوم العميق المريح، أو حينما نحرم أنفسنا أو لا يحصل لنا فرصة لتناول أحد وجبات الطعام أو نتأخر عن تناولها، ولدى البعض قد يكون الأمر مرتبطاً بالإفراط في التدخين أو تناول الكحول أو عدم تناول أحدهم ما تعود عليه من المشروبات المحتوية على الكافيين كالشاي أو القهوة، أو غير ذلك.

وأعتقد أن سبب الألم عندك هو من هذا النوع من الصداع.

2- ارتفاع ضغط الدم:

هناك نوع آخر من الصداع الحادّ الذي يكون مثل دقّ المطارق، ويصفه المريض عادة كأن رأسه سوف تنفجر من شدة الألم، وهو ما يصاحب نوبات ارتفاع ضغط الدم.

3- خلل في الإبصار: مثل ب “إستجماتيزم” يؤدي إلى ألم في مؤخرة الرأس، وكذلك حالات الجلوكوما الحادة، وهي ارتفاع الضغط داخل العين أو المياه الزرقاء تؤدي إلى صداع شديد، بالإضافة إلى احمرار العين والدموع وتدهور الإبصار.

4- التهاب الجيوب الأنفية:

التهاب الجيوب الأنفية (عبارة عن كهوف هوائية موجودة داخل عظام الرأس في مقدمة الجبهة وقاع الجمجمة وعظام الوجه) عبارة عن التهاب الغشاء المخاطي بها، مما يؤدي إلى تجمع صديدي بداخلها، واختلال ضغط الهواء بها، مما يؤدي إلى آلام شديدة مستمرة بالدماغ بأكملها، وقد لا يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة إذا كانت من النوع المزمن، ويلزم لتشخيصها إجراء الإشاعات والفحوص المناسبة لكل جيب مشتبه فيه.

5- التهاب الفك السفلي:

التهاب الفك السفلي على جانب الرأس أمام الأذن مباشرة قد يسبب ألماً عند التهابه بأي نوع من الالتهابات التي لا تؤدّي فقط إلى ألم عند المضغ، بل إلى صداع شديد على جانبي الرأس.

6- التهاب شرياني الصدغين:

على جانبي الرأس يوجد شريانان قد يصيبهما التهاب، وخصوصاً عند كبار السن، ويظهران وينفران مع ظهور نبضات شديدة بهما، ويكونان سبباً في الصداع وآلام الرأس عند نبضهما في نوبات حادة، وتكون منطقة الصدغ شديدة الحساسية ومتوترة لا تقبل اللمس أو الضغط عليها، ويكون في الكبار من السن.

3-التهاب الأعصاب:

آلام الأعصاب والتهاباتها تكون مثل لسع النار أو وميض الكهرباء في شدتها، فالعصب المخي الخامس يغذي بثلاث شعب أو فروع منطقة الجبهة والفك العلوي والسفلي، وكلها أو أحدها قد يكون مصدراً لآلام حرجة قد تحدث بدون إثارة، أو تحدث عقب الكلام أو محاولات المضغ أو غسل الأسنان أو حتى لمس الوجه أو حلاقة الذقن، وبالمثل الأمر في النصف الخلفي من الرأس تغذيه أعصاب من النخاع الشوكي العنقي، وقد تكون -هي الأخرى- مصدراً للآلام العصبية العنقية، ويكون مسار العصب في فروة الرأس حساساً عند لمسه.

4- التهاب الفقرات العنقية:

التهاب الفقرات العنقية يسبب آلاماً بالرقبة، مع تيبس وتقلص بعضلات الرقبة، وتنتشر الآلام للاكتئاب ولكنها أيضاً تنتشر بمؤخرة الرأس من الخلف، وقد تكون مصدراً لصداع مزمن بدون ألم في الأكتاف.

5- الصداع الوعائي:

وإذا انتقلنا إلى أوعية وشرايين المخ فنجدها تسبب هي الأخرى نوعاً من آلام الرأس يعرف بالصداع الوعائي، والذي غالباً ما يحدث في أحد جانبي الرأس، ويعرف بالصداع النصفي، وقد يصاحب هذا النوع القيء والميل إلى السكون التام وإظلام المكان، وقد يصاحبه في حالات معينة تنميل في أحد جانبي الجسم؛ نتيجة اختلال في انتظام كهرباء المخ.

6- أورام المخ:

الصداع الذي ينشأ عن وجود أورام أو تجمعات دموية أو التهابية مزمنة داخل المخ قد يكون شديداً أو بسيطاً، وقد تصاحبه نوبات قيء شديدة، وقد يوقظ صاحبه من النوم، وقد تصاحبه أيضاً نوبات زغللة في الأبصار نتيجة ارتشاح في قاع العين أو خلل في عضلات تحريك مقلة العين.

7- ارتفاع الضغط داخل الدماغ Bening intracranial hypertension ، وهذا الصداع يتم تشخيصه بقياس ضغط النخاع الشوكي عن طريق أخذ عينة من السائل النخاع الشوكي وقياس الضغط أثناء بذل السائل الشوكي.

وكما ترين فهناك أنواع متعددة من الصداع، إلا أنه إن نظرت إلى الأنواع المتعددة فإن أكثر سبب لصداع والذي أعتقد أنك تعاني منه هو صداع الشد العضلات.

على كل حال إن لم يتحسن الألم خلال فترة قصيرة فعليك بمراجعة طبيب مختص بأمراض الجهاز العصبي.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 71