استشارات منطقة الرأس

أعاني من صداع يعقبه ارتجاج في الرأس وقلة تركيز.. هل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، أعاني من صداع في أوقات متفرقة، ولكن الصداع ليس شديدا جدا، أيضا إذا ذهب الصداع أشعر أن لدي ارتجاجا في الرأس، وقلة تركيز، مع العلم أنه ليس لدي دوخة، أو غثيان أو قيء، وذلك يحدث خصوصا عندما أقرأ، أو أستخدم الكمبيوتر، أو أقوم بأي عمل كالتسوق.

أيضا أعاني من ألم، أو خمول في العضلة الخلفية لساقي اليسرى، وكذلك العضلة الخلفية للفخذ، وكذلك أحيانا أشعر بذلك في ساعدي الأيمن.

مع العلم بأن ذلك ألم وليس تنميلا، في بعض الأحيان أشعر بإرهاق لكامل الجسم، حاليا أنا أستخدم Levothyroxine حيث أعاني من قصور في وظائف الغدة الدرقية.

ذهبت إلى الطبيب، وطلب مني أن أقوم بعمل أشعة CT للدماغ، وقد قمت بعملها، ولكن لم أحصل على النتيجة حتى الآن.

أود من سعادتكم تشخيص حالتي، حيث إني أشعر بقلق شديد، وقد أثر ذلك على الجانب النفسي لدي، خصوصا عندما طلب مني الدكتور أن أعمل أشعة CT.

لذلك؛ هل الأعراض التي أشعر بها تدل على شيء معين، أم أنها مجرد أعراض طبيعية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أقدر مستوى قلقك وانزعاجك بعد أن طلب منك الأخ الطبيب القيام بعمل أشعة مقطعية للدماغ، لكن أريدك أن تفهم أن هذا الطلب هو طلب مبرر جدًّا، وهو سعي من الطبيب لتطمئن أنت أولاً، ثم ليطمئن هو ثانيًا، وأنا أود أن أحتم عليك أن تقوم بهذا الفحص؛ لأني أريد أيضًا أن أطمئن.

أي شخص يشتكي من الصداع المصحوب بقلة التركيز يفضل أن تُجرى له هذه الصورة المقطعية، بالرغم من أن الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الصداع غالبًا ناتجة من انشدادات عضلية، أو قلق، أو توتر، أو نوع من الشقيقة البسيطة، أو التهابات الجيوب الأنفية، أو مشاكل في العيون أو الأسنان، أو الأذنين، أو حتى النوم في وضعية خاطئة مثل أن ينام الإنسان على وسائد مرتفعة مثلاً، هذا يؤدي إلى انشداد في عضلة الرقبة، ومن ثم عضلة فروة الرأس، وهذا يؤدي إلى الألم.

فإذًا إجراء هذا الفحص هو من أجل أن تطمئن، ومن أجل أن يتم التأكد الكامل أن الأسباب المزعجة للصداع غير موجودة، وهي بالفعل نادرة ونادرة جدًّا، فأرجو أن تطمئن أيها الفاضل الكريم، وبعد أن قمتَ بعمل الأشعة أعتقد أن النتيجة دائمًا تظهر بعد ثلاثة إلى أربعة أيام، فراجع الطبيب، وإن شاء الله تعالى ينشرح قلبك، وتكون النتيجة ممتازة ونظيفة وسليمة، وهنا سوف يكون الأمر بعد ذلك أن تتجه نحو معرفة سبب هذا الصداع، وربما غالبًا يكون ناتجًا من القلق، أو التوترات البسيطة، وهنا تستفيد من ممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة، وأن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأن تنظم وقتك، وأن تنام في وضعية صحيحة، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تتأكد من الأسنان والجيوب الأنفية، وكذلك الأذنين والعيون.

هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وأنا أعتقد أن القلق النفسي الذي تعاني منه هو قلق ظرفي مرتبط بسبب معين، ولو أزلنا هذا السبب من خلال الآيات التي ذكرتها لك فإن شاء الله تعالى سوف تستقر أمورك تمامًا.

بالنسبة لموضوع قصور وظائف الغدة الدرقية: من المفترض أن تتناول الدواء بانتظام، هرمون الثيروكثين يجب أن تتناوله بانتظام، وحسب الجرعة التي يُحددها لك طبيب الغدد، وهي قطعًا مرتبطة بنتائج فحص الدم التي تُحدد مستويات الهرمون في الدم، تناول هذا الدواء بصورة متقطعة ليس صحيحًا أبدًا، فما دمت أنت تداوم عليه، فهذا هو المنهج الصحيح، وهذه الحالات تعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدًّا، وقطعًا قصور الغدة الدرقية إذا لم يعالج له تبعات سلبية على النفس، فهو من مسببات الاكتئاب المعروفة، وكذلك ضعف التركيز لدى الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

Related Posts

1 of 71