السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 18سنة، أعاني من ألم في الجهة اليمنى من الخلف في رأسي منذ أكثر من 8 أشهر، وهذا الألم أشبه بالنبض، ويأتي معه ألم بالأذن والرقبة، وأيضا العين تدمع ويذهب بؤبؤ عيني إلى الأعلى قليلا مصحوبا بتشنج في الجهة اليمنى من وجهي، أي لا أستطيع تحريك رقبتي وأشعر بثقل عند الابتسامة بالجهة اليمنى، وهذه العوارض فقط في أعضاء الجهة اليمنى من رأسي.
ذهبت إلى المستشفى وقمت بعمل تحليل دم وفحص الأذن والعين والأنف والأسنان، وتحريك الرقبة، ولم أشعر بألم عند تحريك رقبتي، وعند ظهور النتائج أخبروني بأني سليمة، وأعطوني بعض المسكنات التي لم تجد نفعا فتركتها، وقمت بأخذ حبوب بندول وبندول اكسترا وأدول؛ فيخف الألم ساعة تقريبا ثم يعود مرة أخرى وأشد.
مع العلم أن الألم يصيبني أكثر من مرة في اليوم، ويأتيني مرات بشكل يومي، ومرات يأتي من مرتين إلى أربع مرات تقريبا في الأسبوع، الألم مزعج أكثر مما هو مؤلم وأشبه بالنبضات الصاعقة من الرأس إلى الرقبة، ولا أستطيع تحديد وقت الألم، سواء كان قبل الدورة الشهرية أم بعدها، فهو يأتيني دائما تقريبا حتى في أثناء الدورة، ولا أستطيع النوم عند الألم، ولا أعاني من القيء، فقط أعاني من الأعراض التي ذكرتها مسبقا، ولم يسبق لهذا الألم أن انتشر للجهة اليسرى، هو فقط في الجهة اليمنى من الخلف وليس الأمام.
أنا خائفة من أن تكون مشكلة في الدماغ؟ ونسيت ذكر أنني أعاني من قصر في النظر، وعدم تساوي قياس النظر في العينين، فهل من الممكن أن تكون المشكلة من عيني؟ أتمنى أن يكون وصفي دقيقا.
جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا الألم الذي تتشكين منه في ناحية واحدة من الرأس: يسمى في اللغة العربية الطبية (الألم العصبي الرقبي القذالي) (Occipital Neuralgia)، أو يسمى (الألم العصبي للجذر العصبي الرقبي الثاني) C2 neuralgia، وهو يسبب ألما في أعلى الرقبة من خلف الرأس, وقد ينتشر إلى الرأس من الأعلى, ومن ثم إلى العينين, وينجم هذا الألم عن تأثر الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي, والتي تغذي منطقة خلف وأعلى الرأس, ويكون هذا بسبب رض سابق، أو حركات متكررة للرقبة في وضعية الانحناء، أو رفع الرأس إلى الأعلى، أو إجهاد على خلف الرأس, وأحيانا قد يكون بسبب عظم بارز يضغط على العصب.
ويترافق مع هذه الأعراض أيضا الشعور بالحساسية من الضوء؛ أي عدم تحمل الضوء، ويحدث الألم عند تحريك الرقبة أحيانا، وكذلك قد تكون جلدة الرأس أي فروة الرأس مؤلمة، والألم إما أن يكون كالحرق أو اللسع أو الألم النابض، وقد يحس بعض المرضى بغباشة في الرؤيا، وقد تأتي نوبات المرض إما لثوان قليلة أو قد تمتد لتصبح متقاربة ومستمرة في بعض الأحيان.
وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص الحالة خطأ على أنها صداع توتري؛ لتشابه الأعراض, ويكون العلاج: أولا بالتشخيص، ثم إعطاء حقنة كورتيزون مع مخدر موضعي, وفي حال عدم تحسن الحال فقد يفيد أيضا التدخل الجراحي.
يجب أن تراجعي طبيبا مختصا بالأمراض العصبية, أو طبيبا مختصا بجراحة الأعصاب.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.