السؤال
السلام عليكم
طالب جامعي بالفرقة الثانية، وأصبح هدفي منذ بداية السنة هو التفوق في التخصص الذي أريده، وأريد أن أكون من ضمن المعيدين في الجامعة، لكن مع اقتراب امتحانات منتصف السنة الدراسية، أصبحت الأفكار السيئة تراودني وتصاحبني ولا تتركني مثل ماذا بعد اكتساب المعرفة والتفوق وأنت تدرس في نظام فاشل معتمد على الوساطة والمحسوبية؟ وليس لك مستقبل بعد التخرج حتى ولو حصلت على أعلى الدراجات والخبرة في مجالك.
حتى الخبرة ممنوعة؛ لأنه لا يوجد لديك أحد بعد التخرج يساعدك ويتوسط لك، فعليك أن تكتسب الخبرة في مجالك، وبالتالي كل ما تريد بذله والحصول عليه في فترة الدراسة سيصبح بعد التخرج ليس له أي قيمة، حتى ولو أردت السفر خارج دولتك لكي تعمل في مجالك فأنت ممنوع مهمش كما يقولون في دولتنا أم الدنيا.
حتى كانت نتيجة هذه الأفكار هي دخولي الامتحانات مثل أي طالب لا يعرف شيئا سوى القليل عن منهجه المقرر.
باختصار أنا طالب، ولا يوجد موظف قريب لي، أو يعمل في مجالي الذي أريد أن أختاره لكي يساعدني على العمل بعد التخرج، فهل إذا بذلت جهدي ووفرت ما يحتاجه مني تخصصي من خبرات ومعرفة به في مجالي سأنال العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالتفوق الدراسي مطلب ضروري لتحقيق النجاح والارتفاع بالمستوى العلمي، وإذا كانت لديك القدرة على ذلك فلا تفرط فيه، بل احرص عليه دائما في حياتك.
وأما ما ذكرته عن طبيعة الحياة في كثير من البلاد العربية وليس بلدك فقط، لا يوظف ولا يرقى الموظف إلا من كان لديه وساطة، وكل شيء بالمحسوبية، فهذا الكلام صحيح، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا الواقع المر سببا في ترك التفوق الدراسي، أو يكون مانعا من دخول الامتحانات؛ لأنك أدركت الخطأ، وأنت بحاجة إلى الوظيفة، فإذا كان غيرك يحصل عليها بالمحسوبية، فأنت تحصل عليها بالكفاءة وبجدارة، وإذا كان هناك من لا يقدر تفوقك العلمي، لكن هناك من سيقدر مستواك ويعرف قدراتك فلا داع لليأس أو القلق.
ثم اعلم -أخي الكريم- أنك عندما تكون متفوقا في دراستك، وحرصت على أن تكون ذا علم وقدرات عالية، ونيتك صالحة في نفع نفسك وأمتك، فإن الله ييسر أمرك، ويهيئ لك كل فرص العمل المناسبة، قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).
ولا مانع شرعا أن تبحث لك عن واسطة للتوظيف بعد تخرجك، فأنت تحمل شهادة تؤهلك للوظيفة، ودور الواسطة ستكون الشفاعة الحسنة لمنحك وظيفة أنت جدير بها أصلا.
وفقك الله لمرضاته.