السؤال
السلام عليكم
ابني بعمر سبع سنوات ونصف، لديه تشتت وضعف تركيز حاد، أدى ذلك إلى تدني مستواه في المدرسة، لدرجة أنه يحفظ الإملاء في البيت، وإذا ذهب للمدرسة لا يكتب شيئاً، أو يكتب بعض الكلمات، وينسى كثيراً؛ حيث إني أسأله ماذا أعطتك المعلمة؟ فيقول لا أدري! أو كم أخذت في الامتحان أو الإملاء؟ فيقول نسيت!
تواصلت مع المعلمة، وقالت لي: إنه إذا حدثت أي حركة صغيرة في الصف يشتت انتباهه عن الدرس، ويذهب ذهنه للصوت الذي حدث.
علماً بأنه حافظ لجزء عمّ، وقدراته بالبيت تختلف عن المدرسة، وقد تعرض لعملية جراحية منذ كان بعمر 6 أشهر، عملية استسقاء دماغ، ولكنه الآن لا يعاني من شيء سوى التشتت، وضعف التركيز، ولا يأخذ أي نوع من الدواء.
حاولت أن أناقشه ماذا أخذت في المدرسة؟ وماذا قالت لك المعلمة؟ وبماذا شاركت في الصف؟ لكنه يظل ساكتاً، ويقول: لا أعرف، وإذا طال النقاش يبدأ بالبكاء، وأقول له: لماذا تبكي؟ فيقول لي: لأني نسيت.
دائماً يتضجر من الدراسة، وأعاني أنا وأمه من إقناعه لكي يدرس في البيت، وكأنه لا يثق في نفسه، لأنه إذا درس وذهب للمدرسة ينسى كل ما درسه.
الغريب أنه إذا أخذ إملاءً في المدرسة ولم يكتبها، وعندما يعود للبيت أقول له: اكتب الإملاء الذي نسيته فيكتبها بتقدير 8 من 10.
أرجو إرشادي إلى الصواب، لأتمكن من انتشال ابني من هذا الوضع، وأريد أن أقول لكم: إنه يفقد أغراضه بسرعة، ويغضب بسرعة، وينسى ويتضجر من المدرسة والدراسة.
علماً بأنه محبوب لدى المعلمات وزملائه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، وأدعوه تعالى أن يقر أعينكم بولدكم هذا، وأن يجزيكم خير الجزاء على رعايتكم له.
أخي الفاضل: من خلال ما ورد في رسالتك -وقد ورد فيه الكثير- هناك احتمال كبير أن ولدك يُعاني من شيء من مرضٍ نسميه (فرط الحركة وتشتت الانتباه)، حيث يعاني الطفل -وهذا يبدو واضحاً في سؤالك- من سهولة تشتت الذهن، فأي حركة أو صوتٍ من حوله تجذبه بعيدًا عمَّا بين يديه من الدرس، وكذلك ربما فرط الحركة، وخاصة ما ذكرته في آخر سؤالك من أنه يفقد أغراضه بسرعة، ويغضب، وينسى … إلى آخره.
أخي الفاضل: ربما هذه الأعراض التي يعاني منها ولدك لها علاقة بحالة استسقاء الدماغ الذي عانى منه عقب الولادة، حيث من الواضح أنهم أجروا له عملية ما تُسمَّى (الشفط) أي إفراغ السائل حول الدماغ (الاستسقاء)، أو ربما ما يعاني منه قد لا يكون له أي علاقة بالعملية التي جرتْ.
أخي الفاضل: أنصحك وأنت في قطر بالأمور التالية:
– أن تذهب إلى المركز الصحي، حيث تسكن، تعرض عليهم حالة طفلك، وهم من طرفهم سيحوّلون طفلك إلى قسم الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين، التابع لمستشفى حمد، ومقرهم في منطقة معيذر، أو يحوّلونك إلى مستشفى سدرة، وهناك -سواء في معيذر أو في سدرة- يجب أن يقوموا بالأمور التالية التي سأذكرها لك:
– أولاً: ربما يقومون بإجراء فحص اختبار الذكاء (IQ) ومن ثمَّ أيضًا يمكن أن يقوموا بتقييم حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، فإذا ثبت أن الطفل يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه، فعادة إذا كانت شدة الإصابة متوسطة أو شديدة، فغالبًا يحتاج إلى علاج دوائي؛ ممَّا يُعين طفلكم على التركيز والقدرة على التعلُّم والتذكُّر، واكتساب العلم والمعرفة، ومهارات الحياة التي سيحتاجها في حياته.
أخي الفاضل: هذا الدواء هامٌّ جدًّا؛ لأن الطفل ليس بيده أن يضبط عدم تشتته وفرط حركته، لذلك الدواء يمكن أن يُعينه على هذا، ولا شك أن الطبيب المعالج -سواء في معيذر أو في سدرة- سيشرح لك أكثر حول هذا الموضوع، ولكن من طرفي أدعوك ألَّا تتأخّر أو تتردد في تحقيق ما ذكرته لك.
أدعو الله تعالى لكم ولولدكم بالصحة والعافية.