السؤال
السلام عليكم
قبل 3 سنوات أصبت بالتهاب في الجيوب الأنفية، وسبب لي رائحة في الفم والأسنان والأنف، وكانت أسناني متسوسة، ذهبت لدكتور أنف وأذن وحنجرة وأعطاني قطرة، وذهبت رائحة الأنف وبقيت رائحة الفم أو الأسنان، وذهبت للدكتور أسنان، وعالجت جميع أسناني، ونظفت الجير أو البلاك أكثر من مرة، وما زالت الرائحة موجودة، ذهبت لدكتور باطنية، وأجرى لي فحوصات وكل شيء سليم، ورجعت لدكتور الأنف والأذن والحنجرة، وأخبرني أن كل شيء سليم.
ذهب للمستشفى السعودي الألماني بلا فائدة، أعاني من رائحه الفم، ورائحة غريبة لها تأثير عليّ وعلى الغير، تسبب حكة بالأنف يتبعه عطاس، وكنت أدخن ونصحني الدكتور بتركه، وتركته منذ 3 سنوات، والآن لم أجد حلاً، لم أترك غسول فم ومعجون أسنان إلا واستخدمته، وجربت الماء والملح، ووصفات كثيرة جداً بلا فائدة، انعزلت عن الناس، وعن أهلي وأصحابي، لم أعد أعرف ماذا أفعل بنفسي، الآن عمري 25 عاماً، والمشكلة لم تذهب، أحياناً أفكر بالانتحار، ماذا أريد بعمري وأنا هكذا؟ إنا لله وإنا إليه راجعون.
لا تقولوا غسول ومضمضة وزيت، كلها جربتها بدون فائدة، إذا يوجد علاج غيرها أرجو أن تفيدوني، وسأدعو لكم بالجنة، أريد أن أعيش عمري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لتغيّر رائحة الفم أسباب متعددة، فقد تكون تلك الرائحة ناتجة عن جفاف الفم، أو قلة سيولة اللعاب، خصوصاً أثناء النوم مع الشخير، أو إهمال العناية بتنظيف الفم، أو انحشار الأكل في مناطق لا يسهل تنظيفها في الفم، وكذلك التسوسات العميقة للأسنان، والالتهابات اللثوية وجيوبها بمختلف درجاتها، والخراريج المتصلة بلب السن، أو الجذور المتآكلة لأسنان تالفة.
وهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول، مثلاً: عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة كما في الصيام، ولذا قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حتى لا ننفر من هذه الرائحة: “لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل والثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.
ولا تشكل المعدة مصدراً أساسياً لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي، لأن المريء يكون منقبضاً أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم، لكن في حالات حدوث أي خلل في الصمام العضلي، والموجود بين المريء والمعدة، مسبباً رجوع غازات وحمض المعدة إلى أعلى، فيحدث تغير لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي.
ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسؤولة عن الرائحة النفاذة وغير المرغوب فيها، ويعد سطح اللسان -كذلك- مرتعاً خصباً لهذه البكتريا، خصوصاً في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي، كما أن بعض الأمراض المزمنة مثل: مرض السكري، والفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، والعلاج بالأشعة لمرض الأورام الخبيثة، والتغيرات في الهرمونات، تعتبر من أهم الأسباب غير الفموية لتغير رائحة الفم، والتي يجب علاجها، أو السيطرة عليها للتخلص من الرائحة الناتجة عنها.
وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها :
– استخدام الفرشاة والمعجون مرتين يومياً، قبل النوم وبعد الاستيقاظ.
– استخدام السواك في تنظيف الأسنان وطهير رائحة الفم، لحديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)، وحديث (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
– العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.
– استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.
– تجنب التدخين والمدخنين، ونحمد الله أن عافاك الله من التدخين.
– تنظيف الفم مباشرة ولو بالمضمضة بعد شرب الحليب، أو تناول أي من منتجات الألبان، إلا اللبنة، فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة.
– ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.
– استعمال المواد المعقمة للفم، مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع.
– الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.
– هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها: مضغ بعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم.
فإذا فعلنا كل ما سبق، وتم علاج اللثة والجير وتسوس الأسنان، والتهاب الجيوب الأنفية، كما فعلت ولا زالت الرائحة موجودة، فقد تكون تلك الرائحة بسبب اللوزتين، حيث يتجمع في البثور، والفتحات الموجود على سطح اللوزتين فضلات الطعام، والبكتيريا الميتة التي سقطت أثناء الدفاع عن الجسم من الالتهابات، إذ أن اللوزتين تعتبر خط الدفاع الأول عن الجسم، ولذا فقد يكون الحل للتخلص من تلك الرائحة، استئصال تلك اللوزتين، ولذا بمراجعة اختصاصي الأنف والأذن، ويمكنه التأكد من هذا الأمر.
أما عن قولك أن تلك الرائحة الكريهة تسبب حكة في الأنف ويتبعه عطاس، فغالباً أنك تعاني من حساسية في الأنف تسبب لك هذا العطاس والحكة، ولذا يجب البعد عن كل مهيجات الحساسية من تراب، وعطور ودخان وبخور، مما يهيج تلك الحساسية لديك، مع تناول حبوب كلارا حبة كل مساء، مع بخاخ فلوكسيناز مرة كل مساء.
أما عن قولك أنك أحياناً تفكر في الانتحار بسبب تلك الرائحة، فهذا لا ينبغي أن يقوله عاقل يؤمن بالله واليوم الآخر، وخاصة في هذا الشهر الفضيل، فبذلك تضيع عليك الدنيا والآخرة، لكن هون عليك فالأمر بسيط، وسوف نجد له حلاً -بإذن الله- كما أسلفنا.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله الموفق لما فيه الخير والسداد.