صلاة التراويح
ليست مجرد شعيرة رمضانية ولكنها نشاط صحي مفيد على المستوي البدني والنفسي٬ فهى تساعد على
التخسيس٬ لأنها تشتمل الوقوف والركوع والسجود٬ وتؤدى هذه لفترة زمنية لا تقل عن ساعة يومياً٬
يمكن أن يتخلص الفرد من بعض السعرات الحرارية الزائدة٬ إضافة إلى المشى للمسجد بعد تناول وجبة
الإفطار لتأدية صلاة العشاء٬ حيث إن ذلك يساعد على زيادة تحسين عملية التمثيل الغذائي للطعام وزيادة
صرف السعرات الحرارية.
وأكد الدكتور محمد عنتر أستاذ جراحة العظام بطب بنها٬ أن كل حركات الصلاة من رفع اليدين فى التكبيرة
الأولى وحتى نهاية السجود تمثل تمرين يومي مستمر للجسم تقوي العظام والعضلات والأربطة في كل أنحاء
الجسم من الكتفين مروراً بفقرات الرقبة وعضلات اليدين والكوع إلى فقرات الظهر وعضلات الأطراف
السفلى حتى القدمين.
وأوضح عنتر أن التكبيرة الأولى تساعد على توسيع عضلات الصدر وفقراته وتزيد من التنفس وتقوية
عضلات الكتفين٬ أما الركوع فيساعد على استقامة الظهر تفتيح فقرات الظهر وابتعادها عن بعضها البعض
وهو وضع جيد جداً لتقوية الأربطة بينها ووضع الركوع يؤدي أيضاً إلى شد كامل لعضلات الرجلين وتفريغ
السائل الزيتي بينها والذي يساعد على تشحيم العضلات٬ إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية.
وأشار عنتر إلى عملية السجود والتي تساعد تحريك العظام الرباعية من الحوض إلى الساقين والقدمين وهو
مايعد تخفيف عن منطقة الحوض والاحتقان فيها من حمل الجسم٬ كما يساعد على مرونة العمود الفقري
ويساعد السجود على عملية الزفير الإجبارى وهى إخراج الهواء من الرئتين وطرد غاز ثانى أكسيد الكربون
وإعادة التنفس بهواء جديد.
وأكد عنتر أن خشونة الركبتين عند البعض تعود إلى الوزن الزائد٬ كما تساعد تراكم الدهون في منطقة البطن
عند بعض السيدات على اجتذاب الفقرتين الرابعة والخامسة في العمود الفقري إلى الأمام وتحركهما من
مكانهما الطبيعي مما يؤدي لضغط شديد على الأطراف السفلى وصعوبة في المشي.
وحذر من مرض السكر وتأثيره على العظام٬ حيث ينخفض الاحساس بالأطراف عند مرضى السكر المزمنين
مما يضعف أعصاب الطرفين ويصيب العظام بالهشاشة في الساقين٬ ونصح مرضى السكر بمتابعة نسبة
السكر باستمرار مع الطبيب المعالج والحرص على ضبطها بين الحين والاخر بالعلاج.
ومن جانبها٬ تؤكد الدكتورة نجوي عيد أستاذ الأمراض الباطنة بطب القاهرة ومستشارة وزير الصحة
والسكان في شئون طب الأسرة٬ أن صلاة التراويح تدريب جيد للصائم بعد الافطار وهى تكافئ رياضة المشي
أو الجري لمدة ثلاثة أميال, واذا كانت التراويح كلها فوائد فإن الصلاوات الخمس من الوضوء إلى الصلاة
والتكبير والقيام والركوع والسجود والتسليم والتشهد كلها تحدث تغيرات فسيولوجية مثل أى رياضة وتضفي
على الصائم نشاطاً لأن كل أعضاء الجسم تتحرك.
وأضافت عيد أن صلاة التراويح تجعل مريض السكر يتخلص من السكر الزائد لاسيما بعد الإفطار وتحسن
وظيفة الأوعية الدموية وترفع من كفاءة الجسم, وتجعل هرمون “الادرينالين” يظل فترة أطول, ويحسن
ضغط الدم, ويحقق التوازن النفسي والصحي ويبعد شبح الاكتئاب ويرفع من ثقة الإنسان وإيمانه.
الصلاة لوقتها
أكدت الأبحاث العلمية والطبية أن مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماماً مع أوقات النشاط الفسيولوجي
للجسم٬ مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله٬ الأمر الذي يجعلها تعمل علي
تنشيط عمل الخلايا وتمنع انقسامها بل وتحمي من الإصابة بالسرطان والأزمات القلبية وتنظم عمل
الهرمونات والدورة الدموية.
وأشار الدكتور سعيد شلبي أستاذ الطب البديل بالمركز القومي للبحوث في القاهرة٬ إلى أن الأبحاث المتطورة
أكدت فائدة صلاة الفجر بانتظام حيث تكون جميع أعضاء الجسم في قمة نشاطها في ذلك التوقيت فيزداد إفراز
الهرمونات خاصة “الادرينالين” المعروف باسم هرمون الخوف وينشط جميع الجسم ويحميها من الأورام
السرطانية ويفرز ذلك الهرمون من الغدة “الجاركلويه” ويسري في الدم.
وأشار خبراء في جمعية أطباء القلب في الأردن٬ إلى أن أداء صلاة الفجر في موعدها المحدد يومياً خير
وسيلة للوقاية والعلاج من أمراض القلب وتصلب الشرايين٬ بما في ذلك احتشاء عضلة القلب المسببة للجلطة
القلبية وتصلب الشرايين المسببة للسكتة الدماغية.
وأوضحت نتائج أحدث دراسة علمية حول أمراض القلب وتصلب الشرايين التي أجرتها جمعية أطباء القلب
في الأردن٬ أن مرض احتشاء القلب وهو من أخطر الأمراض٬ ومرض تصلب الشرايين وانسداد الشريان
التاجي٬ سببها الرئيسي هو النوم الطويل لعدة ساعات سواء في النهار أو الليل وعدم الانتظام في مواقيت
الصلاة.
وأثبتت العديد من الدراسات أن المؤمن الذي يؤدي الصلاة وهو في حالة خشوع تحدث في جسمه تغيرات
عديدة٬ أهمها ما يحدث في الدماغ من تنظيم لتدفق الدم في مناطق محددة.
الصلاة .. أفضل علاج لدوالي الساقين
في نفس الصدد٬ أكدت دراسة علمية حديثة بأن الصلاة تقي من الإصابة بدوالي الساقين٬ الذي يظهر
نتيجة خلل في أوردة الساقين عن طريق انخفاض الضغط الواقع على جدران الوريد الساقي عند مفصل
الكعب أثناء الركوع والسجود.
وذلك لأن وضع السجود يجعل الدورة الدموية بأكملها تعمل في ذات الاتجاه الذي تعمل فيه الجاذبية الأرضية٬
وهو ما يخفف كثيراً من الضغط الوريدي على ظاهر القدم٬ وبالتالي تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض
الدوالي.
كما أفادت دراسة مصرية حديثة أهمية اتصال الإنسان بالأرض لتفريغ الشحنات الكهرومغناطيسية الزائدة في
الجسم عن طريق السجود.
وأشارت الدراسة إلى أن الإنسان الذى يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع يحدث نوعاً من التفاعل بين
الخلايا فيتسبب في إصابة الإنسان بما يعرف بأمراض العصر٬ مثل الشعور بالصداع والتقلصات العضلية
والتهابات العنق والتعب والإرهاق٬ بالإضافة إلى النسيان والشرود الذهني.
وحذرت الدراسة من أنه ما لم يتم تفريغ هذه الشحنات عن طريق السجود في الصلاة فإن الأمر يؤدي إلى
الإصابة بالأورام السرطانية.
وتكمن فوائد الصلاة في أنها تقوي عضلات البطن٬ وذلك لأنها تمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى البدانة
والترهل٬ فتمنع تشوهات الجسم وتزيد من رشاقته٬ حيث أن الصلاة بحركاتها المتعددة تزيد من حركة الأمعاء
فتقلل من حالات الإمساك٬ بالإضافة إلى أن السجود الطويل يؤدي إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية
في الجسم كله.