السؤال
منذ سنتين بدأت معي دوخة شديدة وزيادة في ضربات القلب، ذهبت للطبيب فظهر عندي فقر دم، تعالجت ومنذ سنة أصبح دمي مرتفعاً حيث نسبة الحديد وصلت إلى 12 ولله الحمد، ولكن ما زالت هناك الدوخة وثقل في الرأس وزيادة في ضربات القلب والتعب والإرهاق لأقل مجهود (أشعر بأني عجوز في التسعين).
كل هذه الأعراض ما زالت موجودة! عملت تخطيطاً للقلب والرأس وكل النتائج سليمة؟
ماذا أفعل؟ حتى أني فكرت أذهب لشيخ للقراءة علي؟
لا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعة، فالدوخة أتعبتني جداً؟
وكيف أعرف أنه شيء نفسي؟ مع أني ـ ولله الحمد ـ سعيدة في حياتي مع زوجي وأولادي.
أرجو منكم النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح من رسالتك أن الدوخة أزعجتك وأنها قد ابتدأت من سنتين وكانت عندها مترافقة مع زيادة في ضربات القلب وفقر الدم، فقد يكون عندها فقر الدم هو المسبب للدوخة وزيادة ضربات القلب إذا كان فقر الدم حاداً أو شديداً.
إلا أن الدوخة قد استمرت حتى بعد تحسن الدم إلى 12، وهذا يعني أن هناك سبباً آخر.
من المهم معرفة إن كانت الدوخة لها علاقة بالوضعية أي بوضعية الرأس؛ لأن الدوخة الناجمة عن نقص الدم إلى الدماغ تكون عندما نغير الوضعية من الاستلقاء إلى وضعية الجلوس أو وضعية الوقوف وتحدث الدوخة هنا أثناء اللحظات القصيرة التي يقل فيها تدفق الدم إلى الدماغ، وهذا النوع من الدوخة يحصل نتيجة فقر الدم أو انخفاض الضغط أو إذا كان هناك تضيق في الصمام الأبهر للقلب.
كما أنه يمكن أن تحدث نتيجة لاختلاف الضغط في القناة شبه الدائرية في الأذن الداخلية، وغالباً ما تكون الدوخة مصاحبة لبعض الاضطرابات، مثل الانيميا والصرع وأمراض القلب وأمراض الأذن الداخلية، كما تنشأ من سوء الهضم والإمساك وتخمر الطعام في الأمعاء ومن بعض أمراض الكلى، كما أن لضغط الدم المرتفع كثيراً من المتاعب أحدها الدوخة، وكذلك السمع والبصر يتأثران بالدوخة، وقد تنشأ الدوخة من ضربة على الرأس، ومن إصابة أخرى أو من ارتجاج في الدماغ.
ونلاحظ في بعض الأحيان أن الشخص يحسب بأنه هو وما يحيط به يدورون، فتبدو الأشياء الثابتة كأنها تتحرك في اتجاهات مختلفة، وقد يجد الشخص أنه يتعذر عليه أن يقف منتصباً أو قد يسقط فعلاً على الأرض.
ومن الأسباب أيضاً مرض يسمى داء مينيير، وهذا تترافق فيه هجمات الدوخة مع الطنين ونقصاً في السمع.
وبما أنك تقولين أنك تشعرين بزيادة في ضربات القلب والتعب والإرهاق لأقل مجهود، وعلى الرغم من أن التخطيط قد يكون سليماً إلا أنه من الأفضل مراجعة أولاً طبيب الباطنية المتخصص بأمراض القلب حتى يتأكد من سلامة القلب بالفحص، وإن الضغط عندك غير منخفض، وإجراء بعض التحاليل وإن لزم أيضاً صور بالأشعة بما يمليه الفحص الطبي.
هناك الكثير من الأمراض مثل نقص نشاط الغدة فوق الكلية الذي يمكن أن يسبب تعب وإرهاق.
أما الحالة النفسية مثل الاكتئاب، فإنه قد يسبب هذه الأعراض التي تذكرينها إلا أنك لم تذكري أن هناك علامات للاكتئاب أو علامات توتر وقلق نفسي.
وبالله التوفيق.