يتبنى عالم الجينات الألماني رودي بولينغ رؤية مستقبلية مؤداها أن المريض سيذهب إلى الطبيب ويحصل على وصفة طبية أكثر فعالية يتعافى بها بشكل أفضل.
ويتوقع بولينغ أن تنتهي الأيام التي كان يضطر فيها المرضى إلى تجربة أنواع من الأدوية مع ما لها أحيانا من آثار جانبية خطيرة.
لكن الأدوية المصنعة لأغراض محددة ستبقى ممكنة من خلال طريقة جديدة تعتمد على تحليل الدم، ويمكن من خلالها تحديد 20 ألف عنصر ترتبط بالجينات والبروتينات وعملية التمثيل الغذائي، وبعد ذلك يكون بالإمكان اقتراح أسلوب العلاج المناسب للمريض.وقال بولينغ -وهو مدير مركز أبحاث جديد لنظام الأدوية البيولوجية الذي تأسس مؤخرا في جامعة لوكسمبورغ- إن الحلم يمكن أن يكون حقيقة في خلال 20 سنة.
وأضاف بولينغ أن أحد الأسس الهامة لتحقيق هذا الحلم يتمثل في فك شفرة الجينوم البشري الذي أصبح أٌقل تكلفة من كل الأوقات.
وتكلفت عملية فك شفرة أول جينوم بشري 50 مليون دولار واستغرقت ثماني سنوات، بينما تصل تكاليفها حاليا إلى 10 آلاف دولار وتستغرق أسبوعا واحدا فقط.وتوقع بولينغ أن تنزل تكاليف فك شفرة الجينوم خلال 20 عاما إلى 10 دولارات، وهو ما من شأنه “إحداث ثورة في علم الأحياء”.وقد جند بولينغ مجموعة من علماء البيولوجيا والرياضيات والفيزياء وتكنولوجيا المعلومات للقيام بهذه المهمة، ومن المتوقع أن يقوم الفريق الذي يضم 100 متخصص خلال أربع سنوات بإجراء بحث في مركز لوكسمبورغ لأنظمة الأدوية البيولوجية.
ومن المتوقع أن تقترب نتائج هذا البحث من تحقيق هدف العيش لفترة أطول وبصورة أفضل.