فيروس هربس البسيط أو الحلأ البسيط (بالأنجليزية Herpes simplex) هو فيروس شائع يصيب الإنسان. الكثير من الناس يتعرضون للفيروس في فترة الطفولة دون أن ينتبهوا لذلك، ثم يستقر في الأعصاب ويظل كامن دون أعراض. في بعض الناس يحدث تنشيط للفيروس دون أسباب معلومة، وينتشر عن طريق الأعصاب ليصل إلى الوجه والعين. من المحتمل أن يكون تنشيط الفيروس خاضع لسلالته أو نوعه الفرعي، وكذلك حالة المناعة لدى المريض تلعب دورا في هذا الصدد. في حالة إصابة القرنية للمرة الأولى بالفيروس يحدث تكرار للحالة لحوالي 25% من المرضى في العامين التاليين. وبعد إصابة العين الثانية يكون احتمال تكرار الإصابة أكبر. هذا الفيروس معروف بأنه السبب في القروح الباردة، وظهور بثور الوجه التي تحدث في بعض الأحيان بعد نزلات البرد أو الحمى. هناك نوعان من فيروسات الهربس البسيط. النوع 1 ويشمل في المقام الأول الإصابات على الوجه والعينين، والنوع 2 يسبب في المقام الأول التهابات تناسلية.
عندما تصاب العين بالهربس البسيط، فإنه يؤثر عادة على عين واحدة وغالبا يكون التأثير الأكبر على القرنية. ربما تكون العدوى سطحية تؤثر على الطبقة العليا من القرنية التي تسمى الظهارة (بالأنجليزية Corneal epithelium)، وعادة يكون الشفاء في هذه الحالة دون تندب بالقرنية، أو تكون أعمق وتؤثر على الطبقات العميقة (بالأنجليزية Stromal keratitis)، وهذه الإصابة تؤدي إلى ندوب بالقرنية وفقدان الرؤية في بعض الأحيان.
أيضا يمكن أن يصيب الهربس البسيط الملتحمة وعادة يؤدي إلى التهاب جريبي بها (بالأنجليزية Follicular conjunctivitis).
قد يصيب فيروس الهربس البسيط أيضا داخل العين فيسبب التهابات في القزحية والشبكية. التهاب العنبية الأمامي المرتبط بفيروس هربس البسيط (بالأنجليزية Herpetic anterior uveitis) هو الأكثر شيوعا بين تأثيرات الهربس البسيط على داخل العين.
التهاب العين المزمن بفيروس هربس غير شائع. وفي حالة حدوث هذا النوع من الالتهاب المزمن فإنه يؤدي إلى تنخر الشبكية الحاد (بالأنجليزية Acute retinal necrosis ) خاصة في الرجال. تنخر الشبكية يتسبب في حدوث تلف شديد في أنسجة الشبكية وضرر بالغ بالبصر. فيروس هربس البسيط هو السبب الرئيسي لتنخر الشبكية الحاد في العمر الصغير والمتوسط، بينما يكون فيروس نطاقي حماقي (بالأنجليزية Varicella zoster) هو السبب الرئيسي لتنخر الشبكية الحاد فيمن تعدى الخمسين من العمر.
الأعراض والظواهر
التشخيص عادة يكون سهل في وجود الظواهر الكلاسيكية للمرض على القرنية، ويكون التشخيص صعب في حالة عدم وجود العلامات التي توحي بإصابة القرنية. يبدأ المرض عادة باحمرار وتهيج العين، مع الآلام والإفراز المائي. في كثير من الأحيان يصاحب هذا أعراض إصابة الجفن وتشمل وجود حويصلات متعددة على جلد الجفن.
بفحص المريض تظهر حويصلات على الجفن أو الوجه، وقد يكون الجفن متورم مع التهاب تقرحي به (بالأنجليزية Ulcerative blepharitis). عند إصابة القرنية يظهر بها الالتهاب الشجيري (بالأنجليزية Dendritic keratitis)، مع عدم وضوح الرؤية ورهاب الضوء.
في حالة التهاب العنبية الأمامي المرتبط بفيروس هربس البسيط، فإن ارتفاع ضغط العين يكون من الظواهر الهامة التي توجه إلى التشخيص. أيضا يلاحظ ترسب دقيق على السطح الخلفي للقرنية يسمى الترسب النجمي (بالأنجليزية Stellate keratic precipitates)، أيضا قد يكون هناك ترسب مركزي دهني كبير على السطح الخلفي للقرنية. ضمور القزحية الغير مكتمل أو الذي يأخذ شكل قطاعات يساعد على تشخيص المرض فهو يؤدي إلى عيب تضوء القزحية (بسبب الضمور في ظهارة صباغ القزحية)، وأيضا التاريخ المرضي للإصابة بالهربس البسيط على الشفتين أو الأعضاء التناسلية يمكن أن يكون مفيد في التشخيص مع أنه لا يكون حاضرا دائما. أيضا من العلامات الهامة لالتهاب العنبية الأمامي اتساع حدقة العين التلقائي دون استعمال القطرات الموسعة للحدقة.
على كل الأحوال، لا توجد علامة سريريه بمفردها يمكن أن تشخص الحالة، ولكن اجتماع عدة عوامل قد يساعد على التشخيص.
العلاج
العلاج يشمل مضادات الفيروسات الموضعية مثل ايدوكسوريدين (بالأنجليزية Idoxuridine)، فيدارابين (بالأنجليزية Vidarabine)، والفلوريدين الثلاثي (بالأنجليزية Trifluridine).
قد تعالج بعض حالات هربس القرنية بالكشط الخفيف للمنطقة المصابة من القرنية لإزالة الخلايا المريضة.
مع أن استعمال الاستيرويدات (بالأنجليزية Corticosteroids) يجب تجنبه في علاج الفيروسات، إلا أنه في بعض حالات الإصابة الشديد والعميقة قد يلزم استعمال قطرات الاستيرويد لمنع تندب القرنية، ومع ذلك قد لا تستجيب مثل هذه الحالات للعلاج وتحدث ندوب القرنية ويكون العلاج الوحيد هو جراحة زرع القرنية.
في حالة التهاب العنبية الأمامي المرتبط بفيروس هربس البسيط فإن هذا الالتهاب يميل إلى الاستجابة بشكل جيد إلى 400 ملغ من آسيكلوفير عن طريق الفم خمس مرات يوميا، مع إضافة البريدنيزولون الموضعي 1% أربع إلى ثماني مرات يوميا وقطرة شاله للعضلة الهدبية وموسعه للحدقة مثل تروبيكاميد (بالأنجليزية Tropicamide) من 2 إلى 4 مرات يوميا. مضادات الفيروسات التي تؤخذ بالفم هي العلاج الرئيسي لحماية القرنية وأيضا لعلاج التهاب القزحية. العلاج المضاد للفيروسات الموضعي يستعمل في حالة تطور المرض إلى حدوث اعتلال في القرنية. هناك مشكلة أيضا في استخدام الستيرويدات الموضعية حيث أن هذه الأدوية يصعب إيقافها في المرضى الذين يعانون من الهربس، ويتطلب الإيقاف سحب بطيء جدا للعلاج.
المراجع:
wikipedia