السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من كثرة التخطيط، فقبل الإقدام على أي شيء أجد نفسي أطلع على الكثير من النصائح، كالمذاكرة مثلا، لدرجة أنني أفوت ذاك الشيء وأنا لازلت أطلع على النصائح ومشاهدة الفيديوهات، وأضيع هكذا في بحر الأنترنت، فكلما أنتهي من فيديو أو موقع أدخل في آخر، ويوسوس لي الشيطان أن هذه النصائح يمكن أن تكون خاطئة، أحس أن حياتي توقفت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وننصحك بتحويل الإقوال إلى أفعال، وبالتوكل على الكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا جميعا في طاعته الآمال.
أسعدتنا فكرة التخطيط للحياة، وأفرحنا تواصلك مع موقعك، وحسن التخطيط يوفر الجهد والوقت والمال، والمؤمنة تفعل الاسباب، ومنها حسن التخطيط، ثم تتوكل على الكريم الوهاب، وترضى بما يكتبه ويقدره مسبب الأسباب، وما يختاره لنا ربنا العظيم خير مما نحبه ونختاره لأنفسنا.
ولايخفى على أمثالك أن من تصل إلى الحيرة بعد البحث أو التخطيط والتفكير، عليها أن تستخير ربها القدير، والاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ولأهميتها فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، ولن تندم من تستخير وتستشير، وتتوكل على الله وتستعين به.
لا يخفى على أمثالك أن الانترنت على ما فيه من صواب، لا يخلو من كثير من الخطأ، فلا تتأثرى بكل ما يكتب، واجتهدي في التواصل مع المواقع المحكمة التي لها قواعد وضوابط، وتذكري أن تخطيط الآخرين قد لا يصلح لنا، وذلك لاختلاف بيئاتهم وتباين منطلقاتهم واختلاف أهدافهم، وعليه فالمطلوب هو أخذ القواعد الأساسية، أما الخطط التي رسمها آخرون أو نفذوها فيمكن قراءتها للاستئناس بها فقط، وإذا أردت المساعدة في وضع خطة لحياتك فعليك بالتالي:
1- اللجوء إلى الله سبحانه وسؤاله التوفيق.
2- إصلاح النية.
3- تحديد الأهداف القريبة والبعيدة.
4- رصد وحشد المعطيات أو نقاط القوة.
5- تحديد المفقود المطلوب.
6- وضع خطط متدرجة للوصول للهدف، مع ضرورة أن يكون المطلوب متناسبا مع القدرات التي وهبها الوهاب.
ولا مانع من طلب المساعدة من المختصين، ويفضل أن يكونوا ممن يعرفون بيئتك وإمكاناتك، أو من غيرهم بشرط أن توضحي لهم الصورة والفكرة بطريقة صحيحة، ولا ننصح بالتردد ولا بأخذ وقت طويل في البحث والتنقيب، فنحن بحاجة إلى كثير من العمل وقليل من الكلام.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك وبكل رواد الموقع.