السؤال
السلام عليكم
أكتب لكم لكي أستفيد من خبراتكم، أنا طالب متفوق وفي المرحلة الأخيرة من الثانوية، وفي الفصل الأول حصلت على المركز الأول بين طلاب مساري، والآن الامتحانات على الأبواب ولم أدرس إلى الآن لفقدان شغفي، كما أن الخوف من الفشل يتملكني، ولدي الكثير من الضغوطات مثل: تراكم المواد الدراسية والقلق والتوتر، فماذا أفعل لكي أتدارك الموضوع في أسرع وقت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي أحمد- ، ونسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
إن طريق التفوق طويل يا أحمد، وغالباً ما تأتي لحظات على أصحاب الهمم تفتر فيها همتهم وتضعف قوتهم، وأحياناً يكون للشيطان دور حين يقعدك عن الطريق أو يشغلك بالمفضول عن الفاضل، أو يزين لك القبيح من السلوك حتى يشغلك عن طريق العلم الذي تتمناه.
أخي أحمد: لا تكن صريعاً للشيطان، ولا تستمع إلى همزه ولمزه، إنه يريد أن يحزنك، وأن يوهمك أن الركب قد مضى، والأمر قد خرج عن قدرتك، لتستلم لهذا الإحساس ثم تكتشف بعد ذلك ما وقعت فيه، فاحذر، وأنت إنسان ذكي ومثقف ومتفوق، ويجب عليك الآن وقبل الغد أن تبدأ في وضع خطة تستدرك بها ما قد فات منك، واعلم أن الله معك ما قصدت الخير لك ولدينك ولأمتك، وننصحك بما يلي:
1- إصلاح العلاقة مع الله عز وجل فهذا أول الطريق، واحذر أخي أن تخرب آخرتك بتعمير دنياك.
2- وضع جدول زمني مرن، لا يكون مثالياً ولا يكون مثبطاً، بل قسم المواد إلى ثلاثة أقسام:
أ- قسم صعب يحتاج إلى تركيز شديد.
ب- قسم طويل يحتاج إلى وقت لكنه ليس بصعوبة الأول.
ج- قسم يحتاج إلى وقت لكنه يسير.
ضع في كل خانة المواد ثم ابدأ بتخصيص نصف ساعة للأول، تليها ساعة للثاني، ثم نصف ساعة للأول تليها نصف ساعة للثالث، ثم راحة نصف ساعة يمكنك فيها أن ترتاح أو تتريض أو تذكر الله عز وجل، ثم تعيد الكرة بعد الكرة، ويمكنك أن تطيل في المدة أو تقصر على حسب تركيزك ووقتك.
استعن بالله في كل أمورك، ونحن واثقون أنك إن قمت بعملك فإن الله سيوفقك ويكتب لك الخير، ونرجو منك أن تبشرنا بنتيجتك آخر العام.
وفقك الله ورعاك، والله الموفق.