كيف يمكنني تغيير مزاجي نحو الدراسة والمذاكرة بطريقة إيجابية؟

السلام عليكم

أحييكم على هذه الخدمة الراقية، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

أنا طالب في كلية طب الأسنان، ومشكلتي المذاكرة، حيث بدأت حالتي المزاجية نحو المذاكرة بالتدهور من العام الماضي، حتى أني لم أذاكر في الامتحانات النهائية، لكنني نجحت بمعدل سيء، وقررت أن أتغير في العام المقبل، ولكني لم أتغير، إنما ازدادت حالتي سوءًا، حتى أني لم أعد أذاكر إلا وقت الامتحان، علما أني كنت من المتفوقين دراسيا.

لقد فقدت الرغبة والحماس في الدراسة والمذاكرة، كنت في السابق أذاكر مع زميلي في السكن، وقد رحل عني، فهل يكون هذا هو السبب؟ هل يوجد دواء لإيجاد رغبة المذاكرة؟ سمعت وشاهدت الكثير من فيديوهات التنمية لكن دون جدوى، هل هناك رقم أحد من الاستشاريين يمكنني عرض مشكلتي عليه؟

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: استشعار أهمية العلم هي المحرك الأساسي للإنسان من أجل أن يذاكر، وأن تدرك أيضاً أن العلم نور، وأن الإنسان قد يفقد كل شيء في هذه الحياة، لكن لا يفقد علمه ولا دينه، أي لا أحد يستطيع أن يأخذ منك علمك أو دينك.

ومن المفترض أن تتصور ما هو وضعك بعد خمس إلى ست سنوات من الآن، كيف أنت؟ ما هو مؤهلك؟ أي وظيفة أنت فيها؟ الزواج والزوجة؟ لا بد أن تضع أمامك حقيقة المستقبل، والمستقبل في حالتك لا يمكن أن يبنى إلا من الحاضر أو من خلال الحاضر، وعليك بالدعاء لنفسك.

وأنصحك بحسن تنظيم الوقت وأن ترفه عن نفسك بشيء طيب وجميل، وأن تنام مبكراً، وأن تستفيد من المذاكرة في الصباح، لأن البكور فيه خير كثير، وقد اتضح الآن وبما لا يدع مجالا للشك أن المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية والخاصة بالمرسلات العصبية تفرز في أثناء الصباح هذا اكتشاف علمي كبير.

أما بالنسبة لموضوع القراءة مع أحد الزملاء: فهذا لا بأس به إن توفر، لكن يجب أن تعتمد على نفسك، وقل لنفسك: لماذا لا أكون مثل الشخص الذي كان يسكن معي وهو يذاكر؟ لماذا لا أكون مثل بقية الطلاب؟ الأمر كله أمر فكري وليس هنالك دواء يساعد الناس على المذاكرة، على العكس تماماً الأدوية قد تؤدي إلى المزيد من الخمول، فخذ الأمر بهذه الكيفية نظم وقتك، مارس شيء من الرياضة، احرص على صلواتك، وضع برنامجا دراسيا واضحا، وكما ذكرت لك، البكور فيه خير كثير فاستفد من الصباح.