السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أشعر بضيق مستمر، وأكره الدراسة، وأنسى المعلومات، وأستخدم دواء زولفت حبة صباحا وحبة مساءً.
كما أعاني من مغص شديد في البطن، وألم في الجانبين، أجريت فحص البراز، وكانت النتائج سليمة، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنتِ تستخدمين الزولفت وبجرعة كافية جدًّا، وبالرغم من ذلك لم تحصل الاستفادة منه، إذًا قد لا يكون التشخيص صحيحًا، وهذا هو الغالب، الشعور بالضيق المستمر، وكُره الدراسة ليس من الضروري أن يكون ناتجًا من عِلَّةٍ نفسية، قد يكون الأمر فقط قائمًا على سوء مفاهيم، وعدم تقدير أهمية العلم، فيجب أن يُعاد النظر في التشخيص، وما دام الزولفت غير مفيد لك، أعتقد أنه من الأفضل أن تتوقفي عنه تدريجيًا، خفِّضي الجرعة إلى حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله.
وانتهجي منهجًا آخر، وهو منهج الصبر على التعليم والتعلُّم، والثقة بالنفس، وحُسن إدارة الوقت، وإدراك أهمية العلم، وأن تنامي نومًا ليليًا مبكرًا مُريحًا، لأن النوم الليلي يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، مما ينتج عنه يقظة، وانطلاقة إيجابية جدًّا في أثناء النهار، واحرصي على الصلاة في وقتها وعلى الدعاء، ورفِّهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، تواصل اجتماعيًا، اذهبي إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يأتيك منه خير كثير، وكوني إنسانة فاعلة في أسرتك، لا بد أن تكون مشاركاتك إيجابية.
أعتقد بهذه الكيفية تستطيعين أن تتخلصي تمامًا من الضيق الذي أنت فيه، -وإن شاء الله تعالى- تُدركين أهمية العلم مما يُشجعك على الدراسة، وواحد من الأشياء الجميلة جدًّا التي جرَّبناها في أيام الدراسة هو المذاكرة في أثناء الصباح، أن تنامي ليلاً نومًا مُريحًا وتستيقظي مبكرًا وتُصلي الفجر، وبعد ذلك تدرسين في هذا الوقت ساعة، أو ساعتين قبل أن تذهبي إلى مرفقك التعليمي مدرسةً كانت أم جامعة، واذهبي بكل نشاط وبكل يقظة، وفي ذات الوقت التحصيل والمذاكرة في فترة الصباح شيء عظيم جدًّا، فما تقرئينه وتستذكرينه في فترة الصباح، إذا درستِ لمدة ساعة واحدة تساوي ساعتين أو ثلاثة في غير هذا الوقت المبارك، فقد بُورك لهذه الأمة في بكورها.
فأرجو أن تنتهجي هذا المنهج، ومن جانبي أسألُ الله لك العافية والتوفيق والسداد.