السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 17 سنة، أعاني من مشكلة التفكير في المستقبل، وأخاف أن أفشل في حياتي، أفكّر في الزواج والعمل والسكن، وأقول في نفسي: كيف سأتزوّج؟ وكيف سأعمل؟ وكيف سأفعل كذا وكذا؟ ولا أجد أجوبة لهذه الأسئلة، بالإضافة إلى أنّني إنسان هادئ ومهاراتي الاجتماعيّة ليست جيّدة، وأخاف أن يتسبّب لي ذلك في حدوث صعوبات في المستقبل، كعدم القدرة على مواجهة المجتمع.
أنا الحمد لله ملتزم بالصّلاة في المساجد وبالأذكار الصّباحيّة واللّيليّة، وأدعو الله دائما أن يجعلني أنجح في حياتي وفي دراستي، أرجوكم ساعدوني لإيجاد حلّ لهذه المشكلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لماذا اخترت الطريقة السلبية في التفكير بدلا من التفكير الإيجابي؟ لماذا لجأت إلى الخوف بدلاً من الطمأنينة؟ لماذا وضعت الفشل كأولوية ولم تفكر بالنجاح؟
فيما يلي مجموعة من الأفكار التي ستساعدك في الإجابة على أسئلتك ومخاوفك:
– لا أحد فينا يعلم ماذا سيحدث في المستقبل، ولكننا نجتهد بالدنيا للوصول إلى حياة هانئة ومريحة، يقول الله تعالى: ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65 ، وقال سبحانه: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59
– فكر بطريقة عقلانية، وانظر إلى الأمور نظرة إيجابية، مثلا: بدلاً من أن تقول سوف أفشل، قل: سوف أجتهد وأنجح، فهناك الملايين من الناس الذين ينجحون في حياتهم، ويتزوجون وينجبون، ويبنون البيوت، وغيرها من وسائل العيش.
– اعمل لكل مرحلة من حياتك، واعطها القدر الكافي من الاهتمام والجهد، ففي مرحلة الدراسة، فكر في الدراسة، وعند البحث عن عمل فكر بطبيعة العمل ومكانه ومردوه المالي، وهكذا في كل شؤون حياتك، فلكل مرحلة من مراحل حياتك هناك أولويات وواجبات تستجد تبعاً لطبيعة الظروف التي تمر بها في تلك المرحلة.
– اما بالنسبة لشخصيتك، وضعف تواصلك الاجتماعي، فهذا الأمر يحتاج جهد منك للخروج من هذه الدائرة إلى دائرة أوسع، فعليك البحث عن أصدقاء جدد، وإقامة علاقات جديدة مع ذوي سمعة حسنة، وهذا يكون بالمشاركة بالأنشطة المجتمعية، مثل التطوع في المؤسسات الانسانية، وممارسة الرياضة في أحد النوادي الرياضية، وتبادل الخبرات المشتركة مع الآخرين، لتحسن قدرتك على الحديث والمواجهة والنقاش.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.