السؤال
السلام عليكم
أعاني من دوخة تأتيني وقت الصلاة أثناء الركوع والسجود، وتكون دائما عندما أقوم من السجود يأتي معها سرعة في نبضات القلب، للعلم أنا أيضا أشكو من سرعة نبضات القلب، وبعض الأحيان أشعر بأن نبضي خفيف، أو بصعوبة أشعر به.
بعض الأحيان أكون جالسة ومرتاحة، ويبدأ قلبي بالنبض لعدة ثوان، ثم يهدأ لا أعلم ما السبب، ماذا يجب أن أفعل؟ وهل أقوم بزيارة طبيب قلب أو أعمل تحاليل معينة؟ أريد أن أرتاح.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوخة التي تشتكين منها عقب تبدل الوضعية من السجود إلى الوقوف تتوافق مع هبوط في ضغط الدم الانتصابي. وهبوط الضغط الانتصابي هي الحالة التي ينخفض فيها الضغط الدموي عند تبديل الوضعية من الاستلقاء، أو الجلوس، أو السجود إلى وضعية الوقوف.
وتفسر بأنه وخلال الثواني القليلة من تبديل الوضعية، وبسبب الجاذبية يبقى سائل الدم في القسم السفلي للجسم فينقص حجم الدم الراجع إلى القلب عبر الدورة الدموية، بالتالي يقوم القلب بضخ حجم دم أقل إلى الجسم، مما يؤدي لانخفاض ضغط الدم.
ويتدارك الجسم ذلك بسرعة عبر ازدياد في سرعة القلب حتى تعود الأمور سوية، وبشكل سريع، وذلك بواسطة خلايا خاصة موجودة بشرايين العنق تكتشف انخفاض الضغط وتحرض على زيادة سرعة القلب ليرتفع الضغط من جديد، وعادة ما يكون الانخفاض خفيفا مع إحساس بالدوخة لعدة ثوان.
وفي حالات يمكن أن يؤدي للإغماء لشدة الحالة، ويزيد حدوثها عند المسنين، والبدانة الشديدة، وتزيد عند وجود نقص في السوائل ( قلة شرب الماء , إسهالات شديدة, ارتفاع الحرارة, الداء السكري عند ارتفاع شديد بالسكر يؤدي للجفاف ), وتحدث أيضا في حالات تصلب الشرايين المتقدم, بعض الأمراض العصبية كاعتلالات الأعصاب، وداء باركنسون, أمراض القلب.
وفي سياق الحمل بعض الأدوية التي يحدث خلال أخذها هبوطا بالضغط الانتصابي كخافضات الضغط والمهدئات والمدرات البولية.
وحسب موجودات شكواك أختي الفاضلة: لديك زيادة وزن كبيرة , مع تسرع في القلب يحدث عندك في وقت الراحة، وهذه التسرعات قد تؤدي إلى حالة هبوط في الضغط الشرياني، وهذا ما تشعرين به من صعوبة بالشعور بالنبض أحيانا.
وعادة فإن علاج هبوط الضغط الانتصابي الخفيف لا يحتاج لعلاج سوى تشجيع المريض على شرب الماء بشكل كاف، ممارسة رياضة بسيطة لتقوية الدورة الدموية، وتقوية سرعة استجابة الجسم لهبوط الضغط، وقد ننصح بارتداء الجوارب المطاطية لتحسن عود الدم السريع أثناء تغيير الوضعية.
وفي حالتك ولوجود حالة التسرع القلبي أثناء الراحة أنصحك بالتالي:
1 – قياس ضغط الدم في وضعية الوقوف والاستلقاء وملاحظة الفرق بين رقمي القياس.
2 – أن تبدئي برنامجا للتخلص من زيادة الوزن لديك.
3 – أنصح بمراجعة لطبيب أمراض قلب لتحديد نوع التسرعات القلبية لديك، وإجراء مراقبة لرسم القلب 24 ساعةHolter .
مع تمنياتي لك بالشفاء ودوام الصحة.