السؤال
السلام عليكم
منذ فترة وأنا أمشي بسيارتي في الشارع أحسست بدوار شديد، وتعب بكامل الجسم، حتى أنني لم أستطع إكمال قيادة السيارة، اتصلت بأحد الأصحاب وذهبت للمشفى ويداي ترجفان طوال الوقت، تم فحصي من حيث الضغط ونبض القلب، ومن ثم عمل تحليلا للدم وكانت كل النتائج سليمة.
بعدها بفترة أحسست بوخزات بكامل جسمي، وكأنما بعوض يقرص جسمي بأكمله، وخاصة في اليدين والظهر، وأحيانا أفقد تركيزي للحظات، أعدت الذهاب للمشفى وأعدت الفحوصات وكل شيء سليم، قال لي الدكتور أنه من الممكن أن يكون السبب نفسيا، وأنا لا أعتقد ذلك في الواقع، وسألني إن أصابتني إصابة قبل ذلك، وقلت له أنني قبلها كنت ألعب في نادي رياضي، وأصابني ألم شديد في الرقبة فجأة، واستمر الألم تدريجيا ليومين فنصحني بدلك مكان الإصابة بزيت الزيتون إلى الموعد القادم.
لم يكن الدكتور دكتور أعصاب؛ نظرا للازدحام في المستشفيات، وبعد الموعد القادم أطلب منكم مساعدتي ، الوخزات مستمرة إلى الآن وتتفاوت شدة ألمها من حين لآخر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالإنسان حين تأتيه أعراض غريبة ومفاجئة لا شك أن ذلك يسبب إزعاجًا كبيرًا له، وأنت جزاك الله خيرًا حين كنت تقود سيارتك أحسست بدوار شديد وتعب كامل في الجسم، وهذا بالفعل مزعج، لكن – إن شاء الله تعالى – ليس خطيرًا، وفي مثل هذه الحالات من الضروري أن نُحدد: هل هنالك سبب عضوي أم سبب نفسي أم أن السبب نفسي جسدي، بمعنى أن حالة نفسية قلقية (مثلاً) أدت إلى هذه الأعراض الجسدية الكثيرة أم أن الموضوع أصلاً عابر وانتهى؟
فيا أيها الفاضل الكريم: المنهج الصحيح هو أن تقتنع بما قاله لك الطبيب، وهو أن فحوصاتك سليمة، ما دامت هذه الفحوصات سليمة وأنت قمت بفحص نفسك مرتين، فأعتقد أن هذا يجب أن يثبت قناعتك بأن هذه الحالة حالة عرضية.
بالنسبة للدوّار الشديد: يحدث للإنسان نسبة لانخفاض في ضغط الدم (مثلاً) وهذا يكون وقتيًا، إصابة فيروسية في جهاز التوازن المرتبط بالأذن الداخلية، خوف لم يلحظه الإنسان، هذا كله قد يؤدي إلى الشعور بالدوّار، حركة سريعة في الرقبة تؤدي إلى ضغط بسيط في الأعصاب (وهكذا) فالأسباب كثيرة وكثيرة جدًّا.
أنا أعتقد أنه سيكون من الأفضل لك أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هذا جيد، وهذا – إن شاء الله تعالى – يفيدك.
الانقباضات العضلية والوخزات الجسدية كثيرًا ما يكون سببها القلق النفسي، خاصة أنك الحمد لله تعالى في بدايات سن الشباب، ولا نتوقع حدوث مرض عضوي في هذه المرحلة السنية، نسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع.
فأنا أكثر ميولاً على أن هذه الحالة حالة قلقية عابرة أدت إلى ما يمكن أن نسميه بالأعراض النفسوجسدية، ومثل هذه الحالات تستفيد كثيرًا من تطبيق تمارين الاسترخاء، وكذلك ممارسة الرياضة بقدر المستطاع، وهناك دواء ممتاز جدًّا يسمى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) يفيد كثيرًا في مثل هذه الحالات، لكن أريدك (حقيقة) أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، حتى تطمئن، لأن هذا مهم في حد ذاته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.