السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد رسبت العام الماضي في الصف الثالث الثانوي، وكان هذا لعدة أسباب: أولها: تقصيري الشديد جداً مع الله، حقاً كنت بئس العبد لا أصلي، وقمت بعمل ذنوب خلوات طغت على قلبي، وأصبحت مغرورةً، ولا أعلم لماذا؟
كنت واثقةً أن الله سينجحني، رغم أني لم أسع للنجاح، وكنت فاسدة، بل كنت عمياء جداً.
كذلك لم أذاكر رغم أني كنت متفوقة طول مسيرتي الدراسية، وكل من سمع أني رسبت لا يصدق أني رسبت!
كما أن قلبي يتقطع بسبب تأنيب الضمير، لأن أهلي يعتقدون أني ذاكرت، ولكني لم أفعل ذلك وهذه أول مرة أفشل فيها، ونأتي للحاضر، أنا أقوم بإعادة السنة ومعي (٤) مواد فقط، لا أعلم عنهم شيئاً، وتبقى (٥٥) يوماً على الامتحانات، هل أستطيع أن أقوم بالحصول للدرجات النهائية في هذه المواد؟
كلما أقوم وأحاول المذاكرة يضيق نفسي وضربات قلبي تتزايد وأشعر بالنعاس وأريد النوم كثيراً. لا أريد أن أرى كلمة راسبة مرة أخرى، فماذا أفعل؟
أيضاً لقد بدأت أصلي من منتصف رمضان، وقمت بختم القرآن تلاوة لأول مرة وأصبحت أستمع إلى تدبر الآيات وبعض المشايخ الكبار وأشعر بالسكينة.
الآن مشكلتي المذاكرة، لا أعلم ماذا أفعل؟
توجد مشكلة أخرى آسفة للإطالة، وهي أني أصبحت أشاهد المسلسلات الكورية ورغم أني لا أطيق أن أشاهد مسلسلات أياً كانت جنسيتها ولكني أشعر أني أهرب إليها، لا يعجبني كلامهم عن الدين لأنهم ملحدون، وأشعر بتأنيب ضمير، كما يوجد شرب خمر وأكل لحم خنزير، ومشاهد لا تجوز، ولكني أكمل المشاهد، وأكون حقاً شاردة الذهن، ولا أركز في المسلسل فماذا أفعل؟ أشعر أن مشاكلي كثيرة.
شكراً لصبركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وبالنسبة لسؤالك فأقول:
• بداية -ابنتي- ينبغي للإنسان أن يحذر من المعاصي الظاهرة والباطنة، فهي سبب كل بلاءٍ ينزل على العبد، وتَحْرِمُ المرء من توفيق الله له.
• عليك بالتوبة إلى الله مما كان من الذنوب والمعاصي، وتقلعي مما أنت عليه من أخطاء وتقصيرٍ في حق الله، وأسأل الله أن يكون بعودتك في هذا الشهر الفضيل إلى الصلاة وقراءة القرآن انطلاقة خير وهداية وتوجه إلى الله عز وجل صادقة مخلصة له تبارك وتعالى.
• اعلمي أن التوفيق هو من عند الله، وقد قال الله تعالى: (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنِيب)؛ ولذا فاعملي على تصحيح العَلاقة بالله، ثم اجتهدي بالإلحاح على الله طلباً للتوفيق منه والعون والسداد.
• إليك بعض الأمور التي تُعِيدُ الحماس للمذاكرة بعد الفتور:
• اجعلي عندك هدفاً كبيراً تريدين تحقيقه.
• التفكير الإيجابي: اجعلي نظرتكِ للأمور إيجابية (ثقي بنفسك، قولي أنا أقدر، أنا إنسانة ذكية، باستطاعتي أن أذاكر وأفهم وأستوعب، هذه المواد ليست صعبة، أنا تجاوزت المراحل السابقة كلها بجدارة، لا مكان للملل ولا للكسل).
• اكسري حاجز الساعة الأولى، فأول ساعة هي موطن الصعوبة ثم بعد ذلك تتيسر الأمور وينطلق الإنسان.
• هيئي مكان الدراسة وجهزي أغراضك، وأخرجي كل شيء قد يصرفك عن المذاكرة مثل الجوال أو التلفاز…، وإذا تطلب الأمر غيري مكان دراستك بين الفترة والأخرى. لأن التغيير يعطي دفعة إيجابية ويبعد عنكِ الشعور بالملل.
• لا تقارني نفسك بالطالبات اللاتي قد انتهين من المذاكرة؛ حتى لا يدخلكِ الشعور باليأس.
• وزعي جدولكِ اليومي بين المذاكرة –ويكون لها الوقت الأكبر- وبين فترات يسيرة للراحة والحديث مع الأهل. (وإياك إياك أن تقضي فترة الراحة على الجوال أو مواقع التواصل).
• بل يجب مقاطعة الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي تماماً خلال هذه المدّة، وقومي بتسليم الجوال لأمكِ.
•اجعلي لنفسك مكافأة عند الإنجاز، بشرط أن تتوافق مع طبيعة جو المذاكرة.
أسال الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك.