السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في السنوات السابقة كانت الدراسة أحد أهم الأسباب لدي، ودائما كنت متميزة فيها، ومتفوقة في الامتحانات، ولكن بعد فترة بسبب جائحة كورونا تحولت الدراسة عن بعد، وبدا عقلي وكأنه مبرمج على الدراسة عن بعد، أشعر بعد عودة التعليم حضوريا بضغط بسبب الدروس الخصوصية ودوام المدرسة، أشعر وكأن وقتي ضائع على أسباب لا أجد لها مبررا.
أدرس للامتحانات بجد، ولكني أصعق بالنتيجة، رغم ثقتي القوية بالله، وبأنها مرحلة مهمة لأدخل بعدها إلى الجامعة.
أتمنى أن تفيدوني بجواب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا
ابنتي الكريمة، ما تعانين منه في موضوع الدراسة هي مشكلة تكيف، وهذا أمر متوقع ويحصل مع كثير من الطلاب والطالبات، حيث انتقلوا من الدراسة الحضورية إلى الدراسة عن بعد، ثم رجعوا إلى الدراسة الحضورية مرة أخرى فاختل عندهم التكيف، وطريقة الاستيعاب، وتلقي المعلومات، والموضوع لا يتطلب علاجا في الغالب، وإنما يحتاج لشيء من الصبر ومزيد من الوقت حتى يحصل التكيف والتعود على الوضع الجديد، والمهم هو تنويع أساليب الاستذكار للدروس، وطريقة توزيع الوقت.
من الوسائل التي قد تساعدك على استعادة النشاط والهمة للدراسة ما يلي:
– الجدولة اليومية للأوقات، وترك مساحات للترفيه والراحة.
– وضع مخطط لمذاكرة المواد، ووضع نسبة وقت لكل مادة، فعلى سبيل المثال: إذا وضعت ساعة للمواد الاجتماعية يمكن أن تضعي ساعتين للمواد الثقيلة كالرياضيات.
– الاهتمام بتحديد وقت تصفح النت، وحصره بوقت محدد لا يتم تجاوزه كساعة أو ساعتين أو أربع ساعات على أقصى حد، ونعني به وقت الترفيه والمتعة ودخول تطبيقات كالوتساب وانستجرام، أما استخدام النت للاستذكار والبحث عن المعلومات فلا يدخل ضمن هذه الحسبة، والصعوبة تكمن في الجدية وعدم الانجرار مع الترفيه أكثر من اللازم.
– الاهتمام بالصلاة والعبادة والأذكار، فهي تعطي القوة النفسية لصاحبها.
– ترك مساحة من الوقت لممارسة هواية لوقت قصير كاللعب اليدوي أو الرسم، أو المشي.
– الاهتمام بأسلوب تلخيص المواد، وكتابة التعريفات، ونسخ القواعد الضرورية يدويا، وعدم الاكتفاء بحفظها ذهنيا.
– يمكنك استخدام الأوراق الملونة والاستيكرات (الأوراق اللاصقة) لتمييز الملاحظات المختلفة والتذكيرات بالمهام والواجبات.
– لو كان لديك صديقة تتشاركين معها استذكار الدروس ونقاش المواد فهذا سيساعدك كثيرا.
– ضبط وقت النوم، فهو من أهم الأمور، فالجسم بحاجة لمادة الميلاتونين والتي لا تفرز إلا ليلا وفي الظلام.
– ضعي هدفك بين عينيك، ماذا تريدين أن تكوني في المستقبل، ويمكن أن تكتبي هذا الهدف على ورقة وتضعينها أمامك في حائط غرفتك.
– ختاما: لا غنى عن الاستعانة بالله تعالى، بل إن كل أمورنا من طعام وشراب ودراسة وعمل وحركة هي بإذن الله تعالى وفضله؛ فمن توكل الله كفاه.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.