استشارات

ما نصيحتكم لمن يغش في الامتحانات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أسأل سؤالاً بدايةً، أنا غششت في امتحان ذاكرت له وتعبت عليه، ولكن جاء سؤالان نسيتهم فغششت! أنا أعرف أنه حرام لكن لا يدخل في الجواز أبداً.

أيضاً أنا بعد هذه المرة قلت أنني لن أغش أبداً حتى وإن أخذت علامات قليلة، ولكن كان هناك اختبار أيضاً ذاكرت له كثيراً ولكن الوقت كان جداً قليلا مدته ٣ دقائق وأكثر وهناك سؤالان لم يكونا في المنهج الذي ذاكرته وغششتهم، هل علي التوبة؟ وبماذا تنصحونني لأترك الغش؟ فأنا لا أريد أن تكون وظيفتي من غش أو مالي حرام، وكنت دائما ما أترك الغش وأحذر منه لكن هناك ضغط كثير هذه الأيام، فماذا نفعل غير الغش؟

أود نصيحة لأترك هذا الشيء حتى لو كان على حساب درجاتي، فأنا لا أحب الذي أفعله!

 

الإجابــة

 

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأهلاً وسهلا بك في الموقع، وأسأل الله أن يثبتنا وإياك على الدين ويهدينا صراطه المستقيم ويرزقنا سعادة الدارين.

تأنيبك لنفسك وإدراكك لخطئك – حفظك الله ورعاك – حين مارست الغش في مسألتين وعلمك بما يترتب على الغش من راتب مالي ووظيفة محرمتين، كل ذلك أمر تشكرين عليه لما يدل على تحليك بحسن الدين والخلق والوعي، وهي بداية ضرورية لتحقيق التوبة -بإذن الله تعالى-.

الغش في كل صوره ومجالاته المادية والمعنوية محرم؛ لأنه نوع من الخيانة والخداع والجشع والطمع، وهو من صفات أهل النفاق، وعلامة ضعف الإيمان، كما وهو سبيل حرمان وممحقة للبركة.

والغش في الامتحانات الدراسية من أخطر مجالات الغش لارتباطة بباب التعليم، حيث ويترتب عليه ضعف رسالة التعليم الذي ينبني عليه نهضة البلاد والأمة في كافة مجالات الحياة، فيما يتعلق بمصالح دينها ودنياها عامة.

والغاش في الامتحانات في الحقيقة ظالم لزملائه المجتهدين في دراستهم، حيث يزاحمهم أو يتقدم عليهم بالدرجات والوظائف بغير وجه حق، فهو يبخسهم حقهم في ذلك ويجرح مشاعرهم ويسبب لهم أذى نفسيا، ويؤثر على مستقبلهم ومستقبل التعليم، كما وهو غش للمعلم والمجتمع أيضا.

ومادمت تدركين هذه العواقب الخطيرة للغش، فلا بد من المبادرة للتوبة، وتقوية العزم، والأخذ بالحزم والإرادة الصادقة والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه في ترك هذه المعصية بمجاهدة النفس ومدافعة أهوائها، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).

ومما يعين على ترك الغش، الاجتهاد في الدراسة والمراجعة احتسابا لثواب دفع الجهل عن النفس والبلاد وخدمة الدين والمجتمع والبلاد.

إلا أنه لا يضيرك ما سبق منك من تجاوز في ذلك، شريطة التوبة الصادقة (التوبة تهدم ما قبلها)، (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، فأنصحك أن تحسني الظن بالله ولا تبالغي في تأنيب الضمير، لاسيما مع ندرة ما حصل وحرصك على التوبة وتحليك بحسن الفهم والاجتهاد في الدراسة.

أوصيك بتعميق الإيمان بالذكر وطلب العلم النافع والعمل الصالح والصحبة الصالحة واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء.

وفقك الله ويسر أمرك وحقق آمالك في الخير، والله الموفق والمستعان.

المصدر

طالع أيضا

Related Posts

1 of 499