السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في الثانوية العامة، مقبل على الامتحانات الوزارية بعد شهرين من الآن.
مشكلتي بدأت قبل شهر، وهي أنني دائما مقنع نفسي أن كل ما أدرسه بدون فائدة، علما أنني أستطيع الإجابة.
ودائما يدور بعقلي سؤال أثناء الدراسة، وهو كيف يحفظ الإنسان؟ كيف يمكنني استرجاع هذه المعلومة؟ ما الفائدة مما أحفظه؟ هذا أمر صعب علي.
وهذا التفكير يطغى على التفكير بالدراسة أحياناً، وإذا تجاهلت هذا الأمر أشعر وكأن هنالك حملاً على رأسي، ويصيبني صداع، وضيق صدر أحياناً، وحزن، وكآبة، وأشعر أن قلب سيخرج من مكانه.
علما بأنني -ولله الحمد- من الطلبة المتفوقين، ولكن هذا الأمر يقتلني، ويجعلني لا أطيق الدراسة أبدا، وأصبحت أضيع الوقت بالساعات، وقد امتد هذا الأمر لأكثر من شهر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في سِنِّك قطعًا توجد متغيرات نفسية كثيرة وكذلك متغيرات هرمونية، والتقلُّبات المزاجية موجودة، وكذلك الأفكار الوسواسية.
هذه الأسئلة المُحيِّرة والمُلحّة والتي تطرح نفسها عليك هي أسئلة سخيفة، وهي نوع من الوسواس، والوسواس يُعامل بالتحقير وبالتجاهل، وألَّا يخوض الإنسان فيه أبدًا.
أنت -والحمد لله- من المتميزين ومن المتفوقين، وعليك بتجاهل هذه الأفكار، عليك بتنظيم وقتك، هذا مهمٌّ جدًّا، أهم شيء أن تمارس رياضة، وأن تنام مبكّرًا، وأن تدرس في الصباح، فكر الإنسان يكون صافيًا جدًّا وممتازًا ودرجة التركيز عالية جدًّا بعد صلاة الفجر، فإن درست ساعة إلى ساعتين بعد أن تصلي الفجر هذا يجعلك حقيقة مرتاحًا بقية اليوم.
واستشعار أهمية العلم مهمٌّ جدًّا، تصوّر نفسك بعد عشر سنوات من الآن في أي تخصص أنت؟ مُقبلٌ على دراسة الماجستير، وربما الدكتوراه، الزواج، العمل… أشياء كثيرة في حياتك. فضع هذا أمام ناظريك – أي المستقبل ومآلاته – واجتهد، نظِّم وقتك، كن بارًّا بوالديك، رفِّه على نفسك بما هو طيب وجميل، وحقّر هذه الأفكار.
إن صعب الأمر عليك – أي أصبحت هذه الأفكار بالإلحاح الشديد – فهنا اذهب إلى طبيب نفسي، وقد تحتاج لعلاج دوائي مضاد لقلق الوساوس، وتوجد أدوية ممتازة وسليمة تناسب عمرك، تحتاج لدواء واحد فقط مثل الـ (فافرين) أو الـ (زولفت) مثلاً، لكن في الأول أريدك أن تحاول التطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك، وأنا أرى أن حالتك إن شاء الله بسيطة وعارضة.
احرص على الصلاة في وقتها، هذا فيه خير كثير لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.