الم البطن (Abdominal pain) هو المصطلح الاكثر شيوعا للاعراض المرضية، التي تصيب جدار البطن، او الاعضاء الموجودة داخل البطن. لا يشعر الاشخاص ببطونهم، في الوضع الطبيعي، ولذلك كل الم بطن يلزم المراجعة، التشخيص وتقديم العلاج المناسب.
اذا كنتَ تُعانِي من ألمٍ في البَطن، ربَّما يسألُك طبيبُك عن مكانِ الألم، هل هو في الأسفل وعلى اليمين؟ أو هل هو في الأعلى وعلى اليسار؟ أو في جميع أَنحاء البطن؟
تُعَدُّ أَوجاعُ البطن وآلامُه شائعةً جداً، وهي ليست خَطيرةً في أغلب الأوقات. اِستخدِم الإرشاداتِ اللاحِقَة لتُساعِدَك على معرفة متى تَحتاج إلى زيارة الطَّبيب، ومتى يمكنك الاعتناء بالمشكلة بنفسك.
يُشير مصطلحُ ألم المعدة عادةً إلى المغص أو التشنُّج أو الألم الكليل المتوضِّع في منطقة البطن، ويكون هذا الألمُ قصيرَ الأمد عادةً، وناجماً عن مرضٍ أو اضطراب بسيط.
تُعَدُّ الآلامُ البطنيَّة الحادَّة سبباً مهمَّاً للقلق. ويجب النظرُ إلى الألم البطني كحالةٍ إسعافيَّة إذا بدأ بشكلٍ مفاجئ، وخاصَّةً إذا تركَّز الألمُ في منطقة مُحدَّدة، مثل الجزء السُّفلي الأيمن من البطن (الذي قد يكون سببه الزَّائدةَ الدودية، والذي سنأتي على ذكره في هذه الفصل)، وفي هذه الحالة، ينبغي على المرء الاتِّصالُ بطبيبه فوراً أو الذهاب إلى قسم الطوارئ التابع لأقرب مستشفى منه.
يعود المغصُ أو التشنُّج المعدي إلى انحباس الغازات والنفخة غالباً؛ وهذا الحالةُ شائعة جداً. ورغم أنَّها تبدو مربكة، إلاَّ أنَّ من السهل التَّعاملُ معها، ويمكن للصيدلانِي أن يصفَ لمن يعاني منها أقراصَ الفحم أو الكربون، والتي يمكن شراؤها من دون وصفة لحلِّ مشكلة الغازات.
إذا كان المغصُ المعدي كانَ قد بدأ للتوِّ مع المريض وترافق مع الإسهال، فإنَّ السببَ المحتمل لذلك هو التهابُ المعدة الأمعاء. وهذا يعني أنَّ المريضَ مُصاب بعدوى جرثوميَّة أو فيروسيَّة في معدته وأمعائه، والذي سيَقوم جهازُه المناعي بمحاربته بعد أيَّام قليلة. ويعدُّ فيروسُ القيء الشتوي (أو ما يُدعى فيروس النورو) سَبباً شائعاً لالتهاب المعدة الأمعاء. وقد يكون المغصُ أو التشنُّج المَعِدي الشَّديد والإسهال اللذان يسبِّبان الإعياءَ الشَّديد للمريض (أعراض كالحمَّى والقشعريرة) ناجمين عن عدوى خطيرة، مثل التسمُّم الغذائي. وهنا أيضاً تأخذ الحالةُ بالتحسُّن من دون تدخُّل دوائي.
في حال استمرَّت أعراضُ المغص المَعِدي والإسهال، فهذا يعني احتمالَ إصابة المريض بحالة مزمنة، مثل متلازمة القولون المتهيِّج.
إذا كان المريضُ يعانِي من ألام مبرِّحة في منطقة معيَّنة من البطن، يجب عليه الاتِّصال بطبيبه فوراً أو التوجُّه إلى قسم الإسعاف والطوارئ في أقرب مستشفى؛ فقد تكون تلك الآلامُ أعراضاً لمرض خطير قد يترقَّى ويزداد شدَّةً ما لم يتمَّ علاجُه.
تتضمَّن الأسبابُ الأكثر شيوعاً للألم البطني المفاجئ الشديد ما يلي:
القرحة الهضمية المنثقبة: وهي قرحةٌ تحدث على الطبقة المبطِّنة للمعدة أو الاثناعشري، مخترقةً هذه البطانة.
الحصيات الصفراويَّة: وهي حصياتٌ صغيرة تتشكَّل في المرارة، وقد تحتاج معها المرارةُ إلى الاستئصال.
التهاب الزَّائدة الدودية: وهي حالةٌ إسعافيَّة، تترافق مع آلام مبرِّحة، وعلاجُها يكون باستئصال الزائدة.
التهاب المعدة والأمعاء: كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ معظمَ المرضى المصابين به يتحسَّنون من دون تناول أيِّ دواء.
الحصيات الكلوية: وهي حصياتٌ صغيرة قد تُطرح مع البول، ولكنَّ الحصيات الأكبر يمكن أن تسبِّب انسداداً في الحالبين الكلويين. وفي هذه الحالة، فإنَّ العلاجَ يكون بتفتيت الحصيات في المستشفى أو حسب ما يراه الطبيب.
التهاب الرُّتوج: وهو التهابٌ في الجيبات الصَّغيرة التي تشكِّل جزءاً من الأمعاء في حالات الإمساك المزمن أو بعض الأمراض الأخرى.
يجب على البالغين الذين يُعانون من ألمٍ بطني مستمرٍّ أو معاود أن يعرضوا أنفسَهم على الطبيب، ولا داعٍ للقلق ما دام أنَّ السببَ لا يكون خطيراً، ويمكن معالجتُه بسهولة غالباً.
ومن الأسباب الشَّائعة لهذا الألم المزمن عند البالغين:
متلازمة الأمعاء المتهيِّجة: حالةٌ شائعة تَميل فيها عضلاتُ الأمعاء إلى التشنُّج، ويزول الألمُ هنا بالذهاب إلى المرحاض للتغوُّط غالباً.
التهاب المسالك البوليَّة: يكون كثيرَ المعاودة، وفيه يشعر المريضُ بحرقة في أثناء التبوُّل.
القرحة الهضمية المزمنة: وهي قرحةٌ تظهر على الطبقة المبطِّنة للمعدة أو الاثناعشري.
الإمساك.
حرقةُ الفؤاد (اللَّذعُ) والجزر الحمضي: يحصل ذلك عندما يتسرَّب الحمضُ المعدي نحو الأعلى باتِّجاه المريء (الأنبوب الواصل بين الفم والمعدة).
اتَّصِلْ بالإِسعاف في الحالات التَّالية:
إذا كنت تُعانِي من ألمٍ في البطن وأُغمِيَ عليك.
إذا كنت تُعانِي من ألمٍ في أعلى بطنك، يُرافِقه ألمٌ أو ضَغط في الصَّدر، لاسيَّما إذا ما حدثَ ذلك مع أيَّة أعراضٍ أخرى لنَوبةٍ قَلبية (انظر النوبة القلبيَّة).
إذا كنتَ تُعانِي من ألَمٍ شَديدٍ بعدَ ضَربَة أو إِصابةٍ في البَطن.