السؤال
السلام عليكم
عمري 52 سنة, منذ عشر سنوات أصابتني نوبات من الدوار على فترات متفاوتة خلال العشر سنوات الماضية, بحيث أشعر بدوار الأشياء من حولي, وكان تشخيص حالتي من قبل الأطباء بـ(دوار دهليزي) وأعطوني البيتاسيراك، وأصبحت تأتيني النوبات بشكل أشد من السابق, فأجريت عمليت إزالة زوائد قرنية في الأنف بسبب ضيق مجرى التنفس؛ فارتحت على أثرها من الدوار سنتين.
ومن ثم عادت هجمات الدوار كما كانت سابقاً, وأصبحت على أشد من السابق, وأصبحت ملازمة في حياتي اليومية, رغم التزامي بالعلاج, واشتدت حالتي النفسية بالسوء, وازداد التوتر والقلق لدي, حتى أصبحت لا أتحمل نفسي, وأثرت على حياتي اليومية.
ونظراً لانشغالي فيها والخوف والقلق من عودة نوبات الدوار أصبحت أعاني خلال السنتين الماضيتين من اضطراب توازن (لا دوار كالعادة أي لم تعد تأتيني نوبات دوار كدوران الأشياء من حولي) فبكل حركة رأس وبأي اتجاه أشعر باضطراب في التوازن, وخاصة أثناء المشي أشعر بالسقوط, ولا أحد يشعر بأني غير متزن مما سبب لي تعبا وشدا في أعصاب الرأس والركبتين والأرجل.
كذلك عند الصلاة سواء وأنا واقف أو على الكرسي, ومن خلال حركة العينين أو الصوت العالي؛ أشعر بشيء في رأسي, وكأنني أهوي من جبل, مما يؤدي إلى خفقان القلب وشد الأعصاب, وثقل الرأس, وكأنه صعقة, فيرتبك جسمي.
ولا تخف هذه الحالة إلا بعد الجلوس والاسترخاء؛ فيرتاح جسمي, ويبقى اضطراب التوازن مستمرا معي.
عملت كل الفحوصات المطلوبة من (MRI) و (CT) للرأس والأذن والرقبة, وكل النتائج كانت سليمة, ما عدا (MRI) الرقبة, حيث وجد ديسكات خفيفة, وديسك قويا بين الفقرة 5 و 6, فأجريت لي عملية ديسك الرقبة ونجحت ولله الحمد.
علما بأنني لا أشعر بالتنميل, ولا بآلام اليد, فقد عملت العملية من أجل أن يزول اضطراب التوازن كما قالوا لي, ولم أستفد شيئا, وبعدها توجهت إلى تصوير شرايين الرقبة فوجدوا تضيقا ولاديا في الشريان الأيمن, وقالوا أن الأمور كلها طبيعية, وسيرها طبيعي على زعمهم وتقاريرهم.
عدت إلى أطباء الأذنية مرة ثانية, وعملت دراسات واختبارات التوازن, وتخطيط, والنتائج كانت سليمة, لكن لوحظ من بعض الأطباء بأن الذي معي هو داء منيير لا نمطي, وآخرون قالوا هو (دوار دهليزي) وآخر (دوار وضع حميد) إلى آخره…
وكل ما تبين أنه من خلال مشاهدة أحد الأطباء الاستشاريين أن هناك خللا في أنصاف الأقواس في الأذن الداخلية اليسرى, وبمعنى أدق خللا في السائل, والذي بدوره يشعرني دائماً بضغط عال في أذني اليسار بشكل مستمر, مع أصوات غريبة بشكل خفيف، وقد أجريت فحصا لضغط الأذن الوسطى, فوجدوا ارتفاعا في الضغط (negative pressure) ووضعوا لي أنابيب في الأذنين, ولم يخف الضغط, ولم يذهب الاضطراب.
علماً أنني حقنت أذني اليسرى سابقاً بالكورتيزون ولم أستفد, وكذلك عملت تخطيطا للسمع, فوجدوا انخفاضا طفيفا بـ(high tone) بالأذن اليسرى, رغم شعوري بإغلاق الأذن.
وعند فحص قناة أوستاكيوس وجد تضيق شديد في الأذنين, مما اضطر الأطباء لعمل أنبوب التهوية, وقد تناولت جميع أدوية الأذن والأعصاب لفترات طويلة, مثل (البيتاسيرك والاستجورون والسيبليوم والأمتربتيلين …. إلخ) ولم أستفد شيئا, وأنا ألخص شعوري بعد ذلك بأنني أشعر بخلل بالتوازن في كل حركة أقدم عليها, وعلى كافة المستويات, مع شعوري بثقل شديد في الرأس, وتوتر في الأعصاب, مما يؤدي إلى انعزالي عن العالم والكآبة والتقهقر.
آمل من الله تعالى أن يأتي بالفرج على يديكم, وأن تحل عقدتي من خلالكم, والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه, جعل الله ردكم ونصائحكم في ميزان حسناتكم.
وأنا آسف على الإطالة.
والسلام عليكم.
.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية شفاك الله وعافاك وأذهب عنك ما تعانيه, وأدام عليك الصحة والعافية, إنه ولي ذلك والقادر عليه, اللهم آمين.
وبخصوص الدوار؛ فبما أنك عملت كل الفحوصات اللازمة من رنين مغناطيسي, وأشعة مقطعية, ورسم سمع, وضغط طبلة الأذن, وكذلك قمت بعمل استئصال لغضروف الرقبة -والذى قد يكون سببا في الدوار في بعض الأحيان- ولم يتبين لنا أي شيء غير طبيعي سوى الضغط السلبي بالأذن الوسطى نتيجة انسداد قناة أستاكيوس -وذلك أمر هين-؛ فهذا شيء مبشر.
وهذا الدوار قد يكون بسبب مرض منيير, وليس بسبب وجود ورم أو أي شيء من هذا القبيل مسببا ذلك الدوار, ولذا فعليك باستخدام بيتاسيرك 16 مج, حبة 3 مرات يوميا, مع الإقلال من الأملاح, والتي قد تسبب ازدياد ضغط السوائل بالأذن الداخلية, كما يجب أن تقلل من الالتفات يمنة ويسرة حال وجود الدوخة لديك؛ لأن ذلك من شأنه زيادة الدوار.
والله الموفق.