السؤال
السلام عليكم.
منذ ولادتي أعاني من دوخة وعدم اتزان، ذهبت إلى العديد من الأطباء وجميع فحوصاتي سليمة باستثناء ارتفاع الكولسترول ونقص فيتامين (د) وعملت أشعة على الرقبة للتأكد من عدم تأثير الفقرات على الأعصاب ولكن ـ الحمد لله ـ سليمة، عملت سونارا للقلب وفحص النظر والأذن وكله طبيعي.
قال لي الطبيب: لا يوجد لدي سبب للدوخة، وهذا يزيد في حيرتي إذ قال لي: ربما مشكلتك نفسية، أخبرته بأنها ليست نفسية وأنا في الحقيقة نفسيتي بدأت تتأثر بسبب الدوخة المستمرة وعلى علاقاتي الاجتماعية وعلاقتي مع زوجي حتى أنه لا يمكنني الخروج إلا للعمل.. بقي لي سبب واحد فقط هل من الممكن أن تكون الدوخة وعدم الاتزان بسبب تأثير البنج + الكمام العادي المستخدم لتخفيف الطلق + إبرة لتسكين الألم إذ أن هذه الإبرة سببت لي دوخة وعدم الإحساس بمن حولي وقت الطلق، فهل هذا هو السبب وما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أولا: لا أعتقد أن تكون إبرة البنج والتخدير قد سببت لك هذه الدوخة، فعادة الأدوية التي تؤخذ يزول عملها خلال عدة ساعات وإن طالت فلا تطول أكثر من عدة أيام ثم تختفي من الدم، وما أحسست به من عدم إحساسك بمن حولك كان من تأثير الدواء إلا أن هذا المفعول يزول بعد عدة ساعات لأن هذه الأدوية تكون عادة قصيرة المفعول، وارتفاع الكولستيرول ونقص الفيتامين (د) لا يسببان الدوخة.
والدوخة أو الدوار هما إحساس المريض بدوران الجسم أو المكان أو الاثنين معاً، مع عدم القدرة على حفظ التوازن، وقد يصاحب هذه الأعراض غثيان وقيء وخفقان بالقلب وشحوب بالوجه وعرق، ويحدث هذا دون أن يفقد المريض الوعي.
وهناك أسباب كثيرة ومتعددة للدوخة وسأذكرها لك حتى نحاول أن نجد سبب الدوخة عندك؛ لأن الطبيب المشرف وبعد الفحص الطبي والأشعة يستطيع في معظم الأحيان تشخيص سبب الدوخة في الأسباب التي سأذكرها:
1- داء منيير: Menniere syndrome وهذا المرض يتعلق بالسوائل في الأذن الداخلية المسئولة عن التوازن في الجسم، وأعراضه تشمل الطنين – أصوات داخل الأذن – وانسداد الأذن، ونقص السمع، وهجمات حادة من الدوار مترافقة مع غثيان وقيء، وتعالج هذه الحالة بتغير الحمية والأدوية، ولا ينصح بالعلاج الجراحي إلا في حال فشل الأدوية.
والدوخة في هذا المرض تحصل بشكل هجمات من الدوخة تأتي وتروح ولا تستمر كما هو الحال عندك فهي تظهر فجأة نتيجة حدوث خلل في القوقعة والجهاز الدهليزي، ويؤدي إلى إحساس بالدوار والطنين مع ضعف بالسمع، وتستمر الأزمة لمدة ساعات قليلة ثم تزول وتحدث هذه الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة، وبعد كل مرة يضعف السمع أكثر ولا تختفي الأزمات إلا بزوال السمع تماماً.
ويبدو أن هذا لا ينطبق على حالتك.
2- دوار الوضعة السليم (Benign positional vertigo): وهي حالة تحدث بسبب اضطراب للوحدات الحسية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، والأعراض تشمل إحساساً بالتأرجح أو خفة الرأس، ويحدث بتغيير وضعية الجسم، ويستمر لمدة ثوان محدودة ولا يصاحبه ضعف بالسمع، ومتى غيرت الوضعية فإن الدوخة تتحسن، فإن كان هذا ينطبق على حالتك لأنك لم تذكري تفاصيل الدوخة عندك فقد يكون هذا مما تشكين منه.
3- اضطرابات الأذن الداخلية: وتعتبر هي المسئولة عن نسبة لا بأس بها من أسباب الدوخة، مثل: الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان: يكون الدوار شديداً أو حاداً لا يمكن المريض من الجلوس أو الوقوف، وتتحسن الأعراض الشديدة خلال 48 إلى 72 ساعة، ويميز هذا الدوار أنه يستمر لعدة أيام متصلة ولا يصاحبه ضعف بالسمع وهذا لا ينطبق عليك.
4- التهاب العصب الدهليزي: ويحدث بسبب التهاب الخلايا العصبية في قسم التوازن في الأذن الداخلية، والعرض الرئيسي هو دوار مفاجئ.
5- وأما إذا كانت الدوخة تأتي من الجلوس السريع أو الوقوف السريع من وضعية النوم أو الاستلقاء فعندها يجب أخذ قياس الضغط في كل الوضعيات (الاستلقاء والجلوس والوقوف) لمعرفة إذا كان هناك انخفاض في الضغط يسبب هذه الدوخة.
– من أسباب الدوخة وجود ورم صغير في العصب السمعي ويسمى Acoustic neuroma ويسبب دوخة مع اضطراب في التوازن ونقص في السمع ويظهر هذا الورم في العصب السمعي بعمل صورة بالطنين المغناطيسي للرأس مع التركيز على العصب السمعي.
6- وإن كانت الدوخة تحصل بعد تسارع في القلب فإن تسارع القلب قد يكون السبب في ذلك.
7- وقد يقع سبب الدوار خارج الأذن الداخلية بسبب أي مرض عام يؤثر على تدفق الدم إلى المخ أو الأذن الداخلية، مثل حدوث خلل في ضغط الدم انخفاضاً أو ارتفاعاً، وفي حالة انخفاض ضغط الدم يتم الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة بعد طول الجلوس أو بعد السجود، وكذلك يؤدي فقر الدم الشديد واختلال منسوب السكر بالدم إلى حدوث الدوار.
إذا كان هناك إصابة سابقة بحادث سيارة أو رضوض على الرأس والرقبة فقد تسبب أيضاً دواراً ودوخة مستمرة.
في بعض الأحيان قد لا نستطيع معرفة السبب في البداية وبعد فترة من المتابعة تستبين الأعراض أكثر وأكثر ويمكن معرفة السبب.
ولذا أرى إن لم تكوني قد أجريت صورة للرأس فإنه يمكن أن تجرى صورة للرأس بالطنين المغناطيسي وكذلك من المهم حتى ولو لم نعرف سبب الدوخة عندك أن تستمري بالمتابعة مع الطبيب المعالج وهو طبيب الأعصاب أو طبيب الأذن، والاستمرار بالأدوية إن كان قد كتب لك الطبيب الأدوية للدوخة.