السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب عمري 38 سنة، أعمل موظفاً، وأشكو منذ سنتين من ضيق في الصدر ودوخة ووجع مع دوران وثقل في الرأس، مع اضطراب في النوم، وتنتابني نوبات من الخوف من حدوث شيء يؤذيني، ولقد راجعت طبيباً نفسياً فوصف لي البروزاك (20ملغم)، وبعد تسعة أشهر على هذه الجرعة لم يتغير شيء، فراجعت الطبيب فزاد الجرعة إلى (40ملغم)، (20ملغ) صباحاً و(20ملغ) مساء، أو أن أتناول هذه الجرعة لمدة شهر، وقد استفدت قليلاً، فهل هناك بديل أحسن من البروزاك لحالتي؟ وإذا كان هناك بديل فكيف الجرعة وكيف أترك البروزاك؟ وهل يوجد تأثير من تناول جرعة 25 ملغم من أدوية ثلاثية الحلقات مع مجموعة البروزاك؟
مع جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
فإن (البروزاك Prozac) يتميز بأنه لديه إفرازات ثانوية، هذه الإفرازات الثانوية وهي – إفرازات كيميائية – تمنع أي آثار للانسحاب، بمعنى إذا توقف الإنسان عن البروزاك بصورة مفاجئة لن يحس بأي أعراض انسحابية، وهذه ميزة عظيمة لهذا الدواء؛ لأن الإفرازات الثانوية بعد التوقف تبقى في الدم حوالي سبعة أيام، وتعمل تغطية كاملة للمسارات العصبية مما يمنع حدوث أي نوع من الآثار الانسحابية.
أتفق معك أن هذه الفترة التي تناولت فيها البروزاك هي فترة كافية، وجرعة أربعين مليجرام هي الجرعة الصحيحة تقريباً في حالتك، ولكن مع احترامي الشديد لطبيبك، فإن البروزاك لا يفيد كثيراً في نوبات الخوف، كما أنه لا يحسن النوم؛ ولذا أرى أنه من الأفضل أن تنتقل إلى عقار آخر.
الطريقة هي: أوقف كبسولة واحدة من البروزاك اليوم، وبعد ذلك ابدأ تناول العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، وهو دواء فعّال وممتاز ومزيل للخوف والقلق والتوتر والاكتئاب ويحسن النوم نسبياً، كما أنه سريع الفعالية وهو دواء سليم وغير إدماني – كما ذكرت لك -.
إذن أوقف كبسولة واحدة من البروزاك وابدأ تناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام، واستمر على هذه الجرعة – كبسولة واحدة من البروزاك وعشرة مليجرام من السبرالكس – لمدة عشرين يوماً، ثم بعد ذلك أوقف كبسولة البروزاك الأخرى وارفع السبرالكس إلى عشرين مليجراماً، وهذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة، وهي في شكل حبة واحدة تتناولها ليلاً.
أعتقد أن الأمر واضح جدّاً ومفهوم تماماً، استمر على هذه الجرعة العلاجية من السبرالكس (عشرين مليجرام) في اليوم لمدة تسعة أشهر، وهذه هي المدة الصحيحة لمثل حالتك لأنك لم تستجب بسرعة للبروزاك، وبعد انقضاء التسعة أشهر خفّض جرعة السبرالكس إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذه هي الطريقة الصحيحة للتوقف عن البروزاك، وقد ذكرت لك البديل الذي أراه فعَّالاً وممتازاً.
بالنسبة للأدوية ثلاثية الحلقات؛ فلا أرى أنها سوف تكون مفيدة بالنسبة لك، كما أن إعطاء هذه الأدوية أو تناولها مع الأدوية المثبطة للسيروتونين Serotonin مثل البروزاك والسبرالكس لا يعتبر أمراً صحيحاً.
أنا لا أقول لك أنه ممنوع أبداً؛ لأنه من الجائز استعمال البروزاك ومعه أحد الأدوية ثلاثية الحلقات مثل التفرانيل Tofranil بجرعة خمسة وعشرين مليجراما في اليوم، ولكن جرعة خمسة وعشرين مليجراما في اليوم لا تعتبر جرعة علاجية، ولا تؤدي إلى مساندة أو تدعيم كبير للبروزاك.
إذن لا مجال في رأيي لئن تتناول الأدوية ثلاثية الحلقات، وأنا أصلاً من الناحية المبدئية العلمية الطبية لا أفضل أن تتداخل الأدوية مع بعضها البعض.
إذن علاجك – بإذن الله تعالى – هو في السبرالكس، وتناوله حسب الطريقة التي أوضحتها لك، وأرجو أيضاً أن تركز على الآليات العلاجية غير الدوائية وذلك بالتفكير الإيجابي، والاستفادة من وقتك، ومقاومة الخوف وتحقيره وعدم اتباعه، والتواصل الاجتماعي وعمل الطاعات، هذه كلها – إن شاء الله تعالى – فيها علاج نفسي عظيم جدّا إذا طبقها الإنسان وكان مقتنعاً بفائدتها.
جزاك الله خيراً