السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
في الفترة الأخيرة كنت أعاني من قلق مستمر، لا أعرف كيف أتخلص منه، لقد تعبت منه وقد أثر على حياتي الاجتماعية والدراسية، والحالة الصحية.
أيضا كثرة البكاء والقلق، والكآبة وعدم الراحة، لا أستطع النوم في الليل، أتعب من كثرة التفكير، وليس لدي الرغبة في الأكل، بحيث أشعر أني فقدت شيئاً من وزني، فجأة.
وأعاني من الفزع والهلع الدائم، وقد أكون مصابة بواسوس لكثرة ذهابي الأطباء، لقد تعبت وأتعبت أهلي.
وأيضاً وزني 45 وعندي فقر دم 8 وفيتامين د6والكاليسوم ونقص فيتامين ب 12 وبروتين وضعف يتزامن مع الفقر الدم على حد اعتقادي.
أنا أيضاً أشرب البارد، وأكل الثلج في الشتاء، ولا ألبس جيداً، وأكل طعام غير صحي، وجرثومة في المعدة وقولون عصبي، وأشكو من صداع في الرأس من الجانبين، ومن الجبهة من الجزء الأيسر.
كما أني أعاني من ضعف في النظر وألبس نظارات، ولدي بروز في عظام الجبهة اليسرى، حيث أني قبل 3 أسابيع ضربت رأسي مرتين، وعندما أضغط عليه فإنه يؤلمني!
فما مدى الضرر؟ وهل أنا في حاجة إلى الذهاب إلى الطبيبة؟
وللعلم: أشعر بألم في مؤخرة رأسي، وعندما أتحسس رأسي أجد في مؤخرته بروزاً غير واضح بين الجهتين، ورقبتي تؤلمني من الجهة اليسرى، والألم يشبه ألم الشد العضلي.
علماً بأني أجلس بساعات أمام الجهاز، وألم في الكتفين، ولكن الألم في الكتف الأيسر أكثر من الأيمن، واليد اليسرى أصبحت ضعيفة، ولم أعد أعتمد عليها، ويمتد الظهر من جنب الأيسر على الورك الأيسر، وضعف في الركبة، وألم في كعب القدم، ولا أستطيع أن أمشي على أرض مستوية من دون ألم.
كما أن عظام القفص الصدري أشعر بأن الجهة اليسرى مختلفة عن اليمنى!
وكذلك البطن من عند السرة الجهة اليسرى فيها انتفاخ وبروز مختلف، أحيانا يكون لونه أصفر باهت وأحيانا بني.
أيضاً لدي إمساك وليونة بعد فترة.
وأريد أن أسأل عن الدم في البراز يكون ظاهرا أم لا يظهر إلا في تحليل؟
قبل فترة كان عندي تنميل وكهرباء في وجهي من الجزء الأيسر ويمتد إلى الفكين والأسنان والأذن اليسرى، مع انسدادها، وأسمع فيها مثل الطنين، ورقبتي فيها كهرباء وتنميل في الأصابع، وخاصة الخنصر والبنصر، والكهرباء في الإبهام والسبابة، وتيبس في المفاصل، وضعف عام في العضلات وألم في العظام.
أرجوكم طمئنوني، هل أعراضي طبيعة بالنسبة لحالتي؟
وهل هناك أي خلل في الأعصاب أو العضلات؟
علما بأني كنت أمارس العادة السرية -قبحها الله- وسمعت أنها تسب الشلل والخلل في الأعصاب والمخ.
وما أعراض جرثومة المعدة؟ وكيف علاجها؟ وهل تمتد إلى الأمعاء؟ وهل هناك ما يستدعي القلق أم أني مصابة بوسواس، بحيث أتخيل الأعراض؟
وما أثر نقص فيتامين د على العظام؟
وهل تسبب عقدا مؤلمة في العضلات؟
وعندما أخرج في الجو البارد تصبح أطراف أصابعي زرقاء، ونغزات في الصدر وخفقان وسرعة دقات القلب، فهل هذا يدل على نقص الأكسجين في الدم؟
هل عندي أمراض مفاصل؟ أو مشكلة؟
وشكرا جزاكم الله عني خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هناك أمور عديدة، لا أدري إن تم علاجها أو لا، وإن كان قام بمعرفة السبب في فقر الدم ونقص البروتينات ونقص الحديد؟! لأنه يجب في هذه الحالة التأكد من عدم وجود سوء في الامتصاص، مثل الداء الزلاقي.
هذا المرض ينجم عن حالة مناعية يشكل فيها الجسم مضادات ضد الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة، ويؤدي إلى نقص الوزن، وإلى آلام في المفاصل أيضا، والتعب والإعياء ونقص البروتينات في الدم، وقد ينجم عن ذلك أيضا هشاشة في العظام، وآلام في الجسم نتيجة نقص الفيتامين د.
قد يؤدي ذلك إلى ضعف في العضلات، وإن كان هناك نقص في الفيتامين ب12 فقد يؤدي ذلك إلى تنميل في الأطراف.
لذا مهم جدا متابعة حالتك عند طبيب مختص بالجهاز الهضمي، لأنه قد يلزم جراء تحاليل معينة لنقص الامتصاص.
أما بالنسبة للدم في البراز فإن كان قليلا فإنه قد لا يرى بالعين المجردة، وعندها نلجأ لإجراء تحليل البراز للدم الخفي Occult blood ، وهذا يحدث في حالات وجود ورم أو زوائد لحمية في الجهاز الهضمي.
أما البواسير فتسبب خروج دم أحمر فوق البراز، أما الدم الذي يكون من المعدة فيكون أسود بلون القطران.
أما جرثومة المعدة فلا تمتد إلى الأمعاء، وإنما تكون في المعدة والاثني عشري، وتسبب التالي:
– التهاب المعدة
– قرحة معدية
– قرحة اثني عشرية
– عسر هضم
أعراضها كون بشكل آلام في أعلى المعدة، وتكون بعد الطعام إن كان هناك التهاب أو قرحة معدية أو آلام عندما تكون المعدة فارغة في حال قرحة الاثني عشري.
ونقص الفيتامين د يسبب آلاما في العضلات والعظام، وإن استمر فقد يسبب ضعفا في العضلات.
أما عن الأطراف الزرقاء..
فهذا يدل على أن التروية للأطراف متأثرة، وقد يحصل هذا مع بعض أمراض الروماتيزم، والتي يمكن أن تسبب آلاما في المفاصل والعضلات.
لذا يفضل أن تذكري ذلك للطبيب، لفحص المفاصل والعضلات، وإجراء تحاليل للروماتيزم.
أما عن الأعراض الأخرى فأحيل السؤال لاستشاري الأمراض النفسية .
وبالله التوفيق..
__________________________________________________________
انتهت إجابة الدكتور: محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية، وتليها إجابة الدكتور: محمد عبد العليم استشاري الأمراض النفسية.
__________________________________________________________
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
من جانبي أقول لك أن العامل النفسي واضح جداً في هذه الأعراض التي تعاني منها، أنت لديك تقريباً شعور بعلة في جميع أنحاء جسدك، فهنالك الألم، والتنميل في الجسد، وعدم الارتياح، وهذه الحالات تشاهدها كثيرة مع ما يعرف بالمراق المرضي.
وهو لا أقول نوع من التوهم، ولكنه نوع من الانشغال الزائد بوظائف الجسد، وهذا الانشغال يؤدي إلى ارتفاع في حساسية الإنسان نحو وظائف جسده، ولذا تجده يتوقف عند الصغيرة والكبيرة من أعراض قد تحدث وتكون عادية جداً لبقية الناس، الألم التي تحدث هنا وهناك أمر طبيعي جداً، وهي ناتج من انقباضات عضلية.
اضطرابات القولون العصبي هي أيضا ملازم ومرافق معروف للقلق والتوترات النفسية، فإذن أنا أرى أن المكون النفسي كبيرة في الحالات التي تشتكي منها، ربما يكون القلق أو شيء من الاكتئاب البسيط هو المسبب الرئيسي لحساسيتك الشديدة نحو الشعور بهذه الأعراض الجسدية المختلفة.
أيتها الفاضلة الكريمة كما ذكر لك من الضروري جداً أن يصحح موضوع فقر الدم، وهذا ليس بالصعب، ويجب أن تحسني من نمطك الغذائي، مع مراجعة طبيب الأمراض الباطنية فهذا مهم جداً، وأخذ العلاجات التعويضية من حديد وكالسيوم وفيتامينات وهو مطلوب في مثل حالتك، واهتمامك بهذا الأمر مهم وضروي، وإن شاء الله تعالى سوف يعود عليك بكمال الصحة والعافية.
من حيث الإرشاد النفسي..
أريدك تكوني أكثر ثقة في مقدراتك الجسدية، وكذلك مقدراتك العقلية والوجدانية، ويجب أيضاً أن تكوني فعالة، والإنسان الفعال هو الذي يقدم لنفسه وللآخرين.
أنت محتاجة لأن تركزي على دراستك، كما وأن ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة تعتبر مهمة وضرورية لتنشيط الجسد والعضلات، وإزالة القلق النفسي.
كما وأن ترتيب الوقت بانتظام والاستفادة منه بصورة جيدة مطلوب ومطلوب جداً.
وأنصحك بعدم التردد على الأطباء بكثرة، فأنت محتاجة إلى طبيب واحد تراجعيه من أجل إجراء الفحوصات العامة التي أشير إليها، ومن ثم سوف يقوم بإعطاء العلاج المطلوب، وعليك الالتزام بتعليماته وتوجيهات الطبية، ولا تذهبي إلى طبيب آخر.
حالتك هذه تستجيب أيضا لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي، وهنالك دراسات كثيرة جداً تشير إلى أن المراق المرضي أي (كثرة الشكاوى من الأعراض الجسدية) تعتبر أحد مقابلات الاكتئاب النفسي، ولذا فإن كثيرا من الأطباء يميلون إلى إعطاء هذه الأدوية المضادة للاكتئاب، وقد انتفع منها الكثير من الناس.
أنا لا أود أن اقترح عليك اسم دواء في هذه المرحلة، لكنني أريدك أن تراجعي الطبيب الباطني وتذكري له ما ذكرته لك، ومن ثم إذا رأى بأن هنالك حاجة لتناول الدواء النفسي، فقطعاً سوف يقوم بالتواصل مع أحد زملائه الأطباء النفسيين من أجل الأخذ برأيه، ومن ثم تكون الخطة العلاجية قد اكتملت.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك الشفاء والعافية.