الأخبار الطبية

اضطرابات القلب ترتبط بألزهايمر

ربط باحثون أميركيون بين الرجفان الأذيني بالقلب، وهو اضطراب شائع في إيقاع القلب، وبين الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو أوسع صور العته انتشارًا بين الأميركيين.

أجرى الدراسة التي شارك فيها نحو 37 ألف مريض، فريق بحث بمركز إنترمَوْنتِن الطبي بسولت ليك سيتي بقيادة الدكتور جيريد بنش، وقدم حصيلتها بالمؤتمر السنوي لجمعية إيقاع القلب الأميركية (أتش آر أس)، بعنوان “إيقاع القلب 2009″، المنعقد مؤخرًا ببوسطن.

والرجفان الأذيني هو أكثر مشكلات اضطراب ضربات القلب شيوعًا، ويصيب أكثر من مليوني أميركي، ويحدث عندما يدق القلب بشكل فوضوي، مؤديًّا إلى تجمع الدم بالقلب وربما تكوين جلطات تسبب بدورها سكتات دماغية إذا غادرت القلب.

وطبقا لسَيَنْس ديلي, فقد استندت الدراسة الجديدة لمعطيات المشروع البحثي المسمّى “دراسة إنترمَوْنتن التعاونية للقلب”، وهو قاعدة بيانات ضخمة حول مئات الآلاف من المرضى الذين تلقوا العلاج بمستشفيات إنترمَوْنتن.

مؤشرات
واكشف الباحثون أن مرضى الرجفان الأذيني كانوا أكثر تعرضًا بنسبة 44% للإصابة بالعته من المرضى غير المصابين باضطراب القلب.

وكان مرضى الرجفان الأذيني الأحدث سنا أكثر تعرضا لمخاطر الإصابة بكافة صور العته، خاصة مرض ألزهايمر، من نظرائهم الأكبر سنا. فكان هؤلاء المرضى تحت سن 70 عاما أكثر تعرضا بنسبة 130% للإصابة بألزهايمر.

أما المصابون بالرجفان الأذيني والعته معًا، فكانوا أكثر تعرضًا بنسبة 61% للوفاة خلال فترة الدراسة، مقارنة بمرضى العته فقط. وكان المرضى بالرجفان الأذيني والعته الأحدث سنا أكثر تعرضا للوفاة من مرضى الرجفان الأذيني والعته الأكبر سنا.

وقد أظهرت دراسات سابقة أن المرضى بالرجفان الأذيني أكثر تعرضا لمخاطر الإصابة ببعض أنواع العته، كعته الأوعية الدموية. لكن هذه أول دراسة واسعة تظهر بوضوح أن الرجفان الأذيني يُعرّض المرضى لمخاطر أعظم إزاء الإصابة بألزهايمر.

الاستدراك المبكر
العوامل المعروفة حاليا المرتبطة بمخاطر الإصابة بألزهايمر هي العمر وتاريخ الأسرة والوراثة، وكذلك إصابات الحوادث. ويشتبه منذ زمن في أن صحة القلب تلعب دورا في الأمر، لكن لم يعتبر ذلك ارتباطا. بيد أن هذه الدراسة تدعم تلك الصلة.

وتظهر هذه الدراسة وجود صلة بين الرجفان الأذيني وكافة أنواع العته، فنتائجها حول عته ألزهايمر، خاصة ارتفاع مخاطر الوفاة لدى المرضى الأحدث سنا، جاءت بجديد حول هذه الصلة.

ونظرت الدراسة الجديدة في معطيات وبيانات خمس سنوات من متابعة أكثر من 37 ألف مريض، أصيب منهم أكثر من 10 آلاف بالرجفان الأذيني، وأصيب 1535 مريضا بالعته خلال سنوات الدراسة الخمس.

يؤكد مؤلفو الدراسة الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف علاقة أظهر بين الرجفان الأذيني ونشوء مرض ألزهايمر.

يقول الدكتور جون ديه المختص بطب القلب ومدير خدمات إيقاع القلب بمركز إنترمَوْنتن الطبي، وأحد المشاركين في الدراسة، إنه بعد إثبات الصلة (بين الرجفان الأذيني والعته)، سيتركز الاهتمام حول ما إذا كان علاج الرجفان الأذيني مبكرًا يحول دون الإصابة بالعته.

يذكر أن ألزهايمر مرض مدمر للدماغ، ويصيب 5.3 ملايين مريض بالولايات المتحدة وحدها. وهو الصورة الشائعة للعته، أي فقد الذاكرة والقدرات الإدراكية المخل بالحياة. ويمثل ألزهايمر ما بين 60 و80% من كافة حالات العته، وهو سادس أسباب الوفاة الرئيسة بالولايات المتحدة.

Related Posts

1 of 13