جددت نتائج دراسة حديثة حول إشعاعات الهواتف المحمولة التخوف من تأثيرها على الخصوبة والقدرات الجنسية عند الرجال بشكل خاص. ففي دراسة أعدتها مؤسسة RF Safe وهي مؤسسة معنية بدراسة آثار أشعة الهواتف المحمولة والتقليل من أخطارها على البالغين والأطفال، وجدت تأثيرا سلبيا واضحا للإشعاعات في رفع نسبة العقم وتقليل نسبة الحيوانات المنوية وأيضا في التسبب بمشاكل الانتصاب.
حيث ربط التحقيق الذي نشر في مجلة Environmental Health Trust العلمية عبر تجميع نتائج عشرة دراسات سابقة وحديثة تؤكد وجود عامل ربط بين التعرض لإشعاعات الهواتف المحمولة وحدوث تغييرات كبيرة في الحيوانات المنوية التي تعرضت للإشعاع الهاتف الخليوي. وجدت هذه الدراسات أن الرجال الذين كانوا يحملون هواتفهم في جيوبهم أو على الحزام أكثر عرضة لانخفاض تعداد الحيوانات المنوية و / أو تقليل نشاطها وحركتها.
وفي دراستين منفصلتين أجريت إحداهما في كلية الطب بجامعة غراتس في النمسا؛ والأخرى في جامعة كوينز في كندا. وجدتا نتائج مشابهة لدى الرجال الذين أفادوا باستخدام المستمر للهواتف المحمولة، حيث أظهرت انخفاضا ملحوظا لمستويات هرمون ملوتن ( LH ) ، وهو هرمون مهم للقدرة الإنجابية تفرزه الغدة النخامية في الدماغ، بالإضافة لظهور مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون المنتشر.
الواي فاي يؤثر على الشفرة الوراثية
وجدت الدراسة أن الرجال الذين يتحدثون على الهاتف لأكثر من ساعة في اليوم انخفضت نسبة حركة الحيوانات المنوية لديهم بنسبة 17 ٪ أقل من الرجال الذين يتحدثون لأقل من 15 دقيقة يوميا. كما أن الرجال الذي يحملون هواتفهم على جيوب الورك أو على حزام الخصر أصبحت حيواناتهم المنوية أقل نشاطا بنسبة 11% من نظرائهم الذين أبقوا هواتفهم قرب أماكن أخرى من أجسادهم.
في حين وُجد أن أنا الرجال الذين يحملون هواتفهم على الأحزمة ويستخدمونها بشكل مكثف خلا فترة الاختبار (مدة خمسة أيام) لوحظ لديهم انخفا في حركة الحيوانات المنوية بنسبة 19% مقارنة بمستوياتهم السابقة. أظهرت دراسة أرجنتينية أجراها الدكتور كونراد أفينادو ركزت على أشعة الواي فاي أن 9% من الحيوانات المنوية تعرضت لتجزء الحمض النووي وحصول أضرار لارجعة فيها في الشفرة الوراثية مقابل 3% في المجموعة التي لم تتعرض لأشعة الواي فاي.
في النتائج الأكثر إثارة للدهشة ، أثبتت الدراسات أن هذه الآثار الصحية تحدث عند مستويات تعرض أقل بكثير من إرشادات السلامة الحالية التي فرضتها لجنة الاتصالات الفدرالية. مايعني أن مسؤلية الحماية تقع على الأفراد حيث يقترح المتخصصون اتخاذ بعض الخطوات العملية لتقليل أخطار الانبعاثات مثل استخدام سماعات الهاتف المحمول أو المراسلة النصية، ومحاولة تجنب حمل الجهاز بجانب الجسم في جميع الأوقات دون استخدام منتجات الحماية من المجالات الكهرومغناطيسية التي توفر الحماية من الإشعاع الهاتفي الخليوي. مع مراعاة الحذر من المنتجات المزيفة والتي قد تتسبب بنتائج عكسية.