السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته..
أعاني كل يوم من مخاط كثيف، أو ما يسمى بالبلغم، منذ صغري في الصفوف الابتدائية وحتى الآن وأنا على أبواب تخرجي من المدرسة -نسأل الله التوفيق-، مع العلم أن المخاط يلازمني حتى في بعض الأيام العادية وأنا مستيقظة فأخرجه أحيانا، ولست أعرف ما سبب ذلك بالضبط؟ أهي مشكلة في تنفسي؟ أو أنفي؟
وللعلم: فإن الوالد مدخن -هداه الله-، ولكن جميع أفراد أسرتي لا يعانون كما أعاني، جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا بد من إجراء الفحص السريري الدقيق وباستخدام المنظار، كما لا بد من إجراء التصوير الشعاعي للأنف والجيوب لمتابعة حالة الجيوب الأنفية، من حيث وجود التهاب جيوب مزمن، أو وجود بوليبات أنفية، أو في الجيوب الأنفية، أو ضخامة في القرينات والناميات، ( ولو أنه من النادر وجود الناميات الأنفية في مرحلتك العمرية).
ويرجح أن ما لديك هو التهاب أنف وجيوب تحسسي مزمن، حيث أن التحسس يكون تجاه عوامل في الجو تسبب عند وصولها إلى مخاطية الأنف واتحادها مع خلايا مناعية معينة إطلاق لمادة الهيستامين في البشرة المخاطية للأنف، وهذه المادة موسعة وعائية تسبب تضخما في المخاطية الأنفية والقرينات، وبالتالي تسبب انسداد الأنف، وتزيد من إفرازات الغدد المخاطية لهذه البشرة المخاطية للأنف، كما تسبب تخرش الأنف، وتسبب الإحساس بالحكة الأنفية، وبالتالي تعطي الأعراض الكاملة للتحسس الأنفي.
وقد طلبت الاستقصاءات السابقة لنفي وجود أحد اختلاطات الالتهاب التحسسي، وهو وجود البوليبات الأنفي التي هي عبارة عن أكياس ليفية مملوءة بالمادة المخاطية، وهي تسبب الانسداد الأنفي المزمن، وزيادة المفرزات المخاطية في الأنف، وفي حال التأكد من وجودها فلا بد من الجراحة لإزالتها، وفتح الممر الأنفي، ولإزالة الانسداد في فتحات الجيوب.
وبالنسبة للتحسس الأنفي، فإن العلاج الأساسي هو:
الوقاية من كل عوامل التحسس، وأشيعها هو: الدخان، والعطور، والغبار، والمنظفات القوية كالكلور، ومساحيق الغسيل، فالوقاية هي مفتاح الحل، لأن التحسس هو طبيعة في الجسم يصعب تغييرها، ولهذا أرجو منك أن تبلغي رجائي لوالدك المحترم بالإقلاع عن التدخين حفاظا على صحته أولا، وصحة العائلة كاملة.
والعلاجات الدوائية مفيدة في حالات النوبات الحادة بمضادات التحسس الفموية، وبخاخات الكورتيزون الأنفي، كما يمكن إعطاء بخاخ الكورتيزون الأنفي لفترات طويلة (أشهر) في الحالات التحسسية السنوية أو الفصلية، حيث أن تأثيره موضعي في الأنف، وامتصاصه الدموي ضئيل أو مهمل، ولذا لا يسبب التأثيرات الجانبية العامة للكورتيزون التي تظهر عند الإعطاء المديد للكورزتيزون عن طريق الفم.
وهناك العلاج المناعي للتحسس بعد إجراء الاختبارات الجلدية وتحديد العوامل التحسسية، حيث يعطى المريض لقاح نقط تحت اللسان، أو إبرا تحت الجلد بشكل أسبوعي لمدة ثلاثة أشهر، ثم بشكل شهري لمدة سنتين، وهذا العلاج إن تم تطبيقه بشكل جيد سيعطي شفاء من التحسس -بإذن الله-.
لك منا كل الدعاء بالشفاء الكامل، والتمنيات بالتوفيق الدراسي.