السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فترة أعاني من صداع فوق عيني، وعدم القدرة على التركيز، وأحياناً تؤلمني عضلات رقبتي تحت المخيخ مباشرة حتى أنام وأريحها، وبعد استيقاظي بنصف ساعة يعود لي الصداع وفقدان التركيز، والألم في رقبتيّ من الجنبين لدرجة أني أحتاج لإسنادها على شيء ما، ما سبب كل هذا؟ تعبت جداً ومللت من هذه الحالة لأني محتاج للتركيز في عملي، ولا أعرف ماذا أفعل.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هذه الآلام سببها إجهاد عضلات الرقبة الخلفية العلوية، وأكثر ما يحدث هذا مع الجلوس على الكمبيوتر لفترات طويلة، مع ثني الرقبة للأمام أو الانحناء على الكمبيوتر، أو الجلوس في وضعيات بحيث تكون الرقبة مائلة للأمام، مما يؤدي إلى إجهاد عضلات الرقبة التي تؤدي جهداً كبيراً في الحفاظ على وضعية الرأس، فبدلاً من أن يكون الرأس مستنداً على عظام الرقبة، فإنه في حالة الانحناء المستمر، فإن العضلات يحصل فيها شد بسبب الإجهاد، ولذا فإن أهم شيء هو مراقبة وضعيتك، ووضعية الرقبة بالمقارنة مع الأكتاف، ففي الجلوس الصحي يكون الرأس مستنداً على عظام الرقبة والعضلات مرتخية، وتكون الأذنين والكتفين في خط شاقولي واحد.
وآلام عضلات الرقبة العلوية الخلفية تنتشر إلى أعلى الرأس، وإلى الجبهة وحول العين، لذا يشعر الانسان أن الألم يكون أيضاً فوق العين، عليك أيضاً بمراقبة وضع المخدة، فقد تكون المخدة مرتفعة أو منخفضة، وهذا يزيد من آلام الرقبة ولذا فإن الألم قد يزيد في الصباح، والوضع الصحي أن يكون الرأس والرقبة وأعلى الظهر في مستوى واحد، لذا فإنه في مثل حالتك ينصح باتباع النصائح التالية:
– تجنب الاستمرار في وضع الجلوس لفترة طويلة، خصوصاً الجلوس الذي تكون فيه مضطراً لتثبيت وضع الرقبة في اتجاه واحد، مثل القراءة أو الكتابة أو مشاهدة التلفزيون، وإذا كان ضروريا ذلك، فاعتدل واسترح كل 15 دقيقة على الأقل، وقم بعمل بعض التمرينات الخفيفة.
– حافظ على وضع رأسك مستقيماً أثناء الجلوس، ويجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعمل عليها مناسباً بحيث تمنع انحناء رقبتك عليها، ويجب أن يكون المكتب قريباً منك.
– يمكن وضع قاعدة خشبية مائلة صغيرة على المكتب، لتساعد على القراءة أو الكتابة بدون انحناء الرقبة، بحيث يكون ما تكتبه أو تقرأه في مستوى النظر.
– الوضع الأمثل للعمل على الكمبيوتر يكون بوضع الشاشة بحيث يكون مركزها في مستوى أنف الشخص الجالس أمامها، وتوضع لوحة المفاتيح، بحيث تكون الأكتاف في وضع معتدل وغير مرفوعتين لأعلى ، ويكون الكوع مثنياً بدرجة 90 -أي قائماً-، ويكون المعصم مسترخياً في وضع 30 درجة.
– الوضع الطبيعي للرأس هو أن تكون على استقامة واحدة مع العمود الفقري، بمعنى أنه عند النظر للشخص من الجانب تكون الأذن على خط واحد مع الكتف، وكلما زاد تحرك الرقبة إلى الأمام من هذا الوضع، زادت الضغوط على فقرات وعضلات الرقبة، فكل حركة للرأس للأمام بمقدار (2.5 سم) معناها زيادة الضغوط على فقرات الرقبة السفلى بمقدار وزن الرأس وهكذا، لذا يجب المحافظة على الرأس في وضع مستقيم دائماً.
– تجنب وضع سماعة الهاتف أو المحمول بين الكتف والرأس، لأن ذلك يؤدي إلى تحميل زائد على فقرات وأنسجة الرقبة.
– تجنب تعريض الرقبة لتيارات الهواء، وحاول تجنب التغيرات المفاجئة للجو، كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف البارد.
– عندما تعاني من نوبة تقلص وألم بعضلات الرقبة والأكتاف، يمكن وضع قربة المياه الساخنة وتحتها فوطة خفيفة على عضلات الرقبة والأكتاف لمدة 20 دقيقة، أو تعريض عضلات الرقبة والأكتاف لتيار المياه الساخنة من الدش، لكن تجنب التعرض للتيارات الهوائية بعد ذلك مباشرة.
– حاول النوم مع الاحتفاظ برأسك ورقبتك في وضع مستقيم، بحيث لا تكون الوسائد عالية جدآ أو منخفضة جدآ، سواء كان ذلك وأنت نائم على جانبك أو على ظهرك.
ويمكنك وضع كمادات ساخنة على الرقبة قبل النوم، وتناول المسكنات العادية مثل بروفين 600 لمرتين، ومتى تحسن الألم يمكنك التوقف عنها.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.