السؤال
تقدم لخطبتي شاب عمره 24 عامًا، وأنا عمري 22، الشاب من أسرة طيبة، ولا يعيبه شيء، إلى هنا لا يوجد مشكلة، تمت النظرة والملكة، بعد الملكة وبعدما أخذ رقمي، وبدأت أهاتفه صرح لي أنه يوجد لديه مرض السكري، وأنه يستخدم إبر الأنسولين، أنا لا أعلم هل المرض قديم لديه وهو يخدعني، أم أنه صادق؟ لكن ما يهمني الآن هل أطلب الطلاق أم ماذا أفعل؟!
قرأت عن أضرار ومضاعفات السكري، وأنا خائفة جدًا، لا أريد أن أظلمه، ولا أريد ظلم نفسي، ولا حتى أطفالي مستقبلاً، حقًا أنا حائرة جداً، وأصبح قلبي يؤلمني بسبب هذا الموضوع.
أرجوكم أرشدوني، فلم يتبق على زواجي الكثير
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك فعلاً الاهتمام والسؤال، وأرجو أن تستفيدي من إجابة الطبيب المختص.
أما من الناحية الشرعية، فنوصيك بالنظر في الأمر والتأمل فيه من كافة جوانبه، فإذا كان الشاب على الصلاح والخير والتقوى والنجاح والتوفيق، فنحن نرى ألا تستعجلي في طلب الفراق، وأرجو أن تعلمي أن هذا المرض أصبح عاديًا، وأنه إذا تعامل معه الإنسان بحذر واهتمام، فإنه كما يسمى (مرض صديق)، وقلَّ أن تجد المرأة إنسانًا ليس فيه عيب واحد أو مرض، ولا في أهله، ولا في أسرته، ولا في أخلاقه..؛ ولذلك المسألة تحتاج إلى موازنة، تحتاج إلى أن تنظري في الأفق المحيط بك، تحتاجين أن تنظري في البدائل، في المستقبل، في الفرص المتاحة بالنسبة لك، في عواقب عدم الاستمرار معه.
ولا يخفى عليك أن المسلمة إذا احتارت في أمر ولم يتبين لها وجه الصواب، فإنها تسارع إلى صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
فاجتهدي في التوجه إلى الله تبارك وتعالى، واحرصي على أن تحاولي التعامل مع هذا الوضع بمنتهى الهدوء والنضج والحكمة، وشاوري من حولك، وتجنبي الأحزان، فإن الأمراض تذهب وتجيء، وهي من قدر الله تبارك وتعالى، والإنسان قد يصبح اليوم سليمًا وغدًا يُصاب بالمرض، لذلك ينبغي ألا تقفي طويلاً أمام مثل هذه الأمور، ولو أن كل فتاة بدأت تبحث عن عيب في خطيبها لما تزوجت فتاة ولما تزوجت امرأة، ولكن كما قلنا ننظر ونأخذ الصورة كاملة بإيجابياتها وبما فيها من نقائص، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، والمرض كما قلنا من تقدير الله تبارك وتعالى، ونحن لا بد أن نرضى بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره.
وندعوك إلى أن تصلي صلاة الاستخارة، وفيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى.
وإذا كانت صفات الرجل جيدة، فنحن لا نرى أن تخسري هذا الشاب؛ لأن الشاب المتدين – صاحب الخلق والدين – هذا عملة نادرة، ولا يخفى عليك أن سعادة المرأة لا تتحقق إلا مع رجل يخاف الله ويتقي الله تبارك وتعالى فيها.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إحابة الدكتور أحمد الفرجابي الاستشاري الاجتماعي والأسري/ تليها إجابة الدكتور محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإن السكري من النوع الأول أو السكري الشبابي يتطلب العلاج بالأنسولين مدى الحياة، ويتطلب كذلك أن تكون الزوجة على دراية بمضاعفات السكري التي يمكن أن تحدث، وخاصة الإجراءات التي يجب أن تقوم بها الزوجة في حال حصول نقص السكر، وكذلك في حال وجود مضاعفات أخرى، فإنه يجب على الزوجة أن تتعرف على هذه المضاعفات.
وأما بالنسبة للزواج؛ فإنه في مثل هذا السن لا يؤثر على القدرة على الانتصاب، وإن استمر ضبط السكري في الحدود الطبيعية فإنه عادة ما يمنع من حصول المضاعفات، والتي يمكن أن تحصل بعد مرور سنوات على السكري من النوع الأول.
من ناحية أخرى فإن العوامل الوراثية لا يكون لها دور كبير في هذا النوع من السكري، فإن كان الأب مصابًا بالسكري من النوع الأول فإن احتمال أن يكون أحد الأبناء عنده سكري من هذا النوع هي منخفضة وتقدر ب6% فقط.
أما عن سؤالك عن المصارحة؛ فأنا أرى أن الزواج من أنبل العقود الإنسانية؛ ولذا يجب أن نكون شفافين منذ البداية، وخاصة في الأمراض التي يمكن أن يكون لها تأثير على الحياة الزوجية، وتتطلب من الزوج أو الزوجة تضحيات وتبعات قد يراها الطرف الآخر أنها قد تكون عبئًا عليه أو غير راض فيها، ومن الأمراض أيضًا ما يمكن أن يؤثر على الزوج، أو الزوجة، أو ينتقل إليها، أو يمكن أن يسبب أيضًا بعض الأمراض على الأطفال؛ فلذا أرى الصراحة والوضوح منذ البداية، وأن نكون أمينين مع الطرف الآخر فهذه أمانة.
وعلى كل حال لا تتصرفي بسرعة، استخيري الله تعالى في أمرك، واستشيري أهلك، وناقشيه في الأمر، فقد يكون ذا دين وصلاح، وقد يرزقكم الله الذرية الصالحة، ويكون لك فيه الخير الكبير: (وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم).
بارك الله فيك، وأعانك على أخذ القرار الصواب.