السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أتقدم لخطبة ابنة خالتي، ولكن أهلي يرفضون، والسبب هو أنها من مدينة لا يرغبها أهلي، أو بالأصح أهلي يقولون إن أخلاقهم ليست حميدة، وهذا لم أره منهم، فأنا على صحبة أخيهم لمدة طويلة، ولم أر منه إلا كل خير.
مع أنني أستغرب؛ حيث إن التي أود خطبتها هي ابنة خالتي، أي أمها أخت أمي، والرفض طبعاً جاء من أمي، ولا أريد أن أعصيها، وفي نفس الوقت أنا شاب معرض للفتنة، وأخاف أن أقع في الحرام! فقد تكون خطبتي لها أمراً ميسراً ومبعداً -بعون الله- عن الحرام.
أرجوكم ساعدوني، ماذا أعمل؟ هل أترك التفكير فيها؟ مع أنني أحبها حباً شديداً، ولا أرى فيها أي عيب، فوالله هذا الأمر أصبح متعباً.
علماً أني سألت عن أهل هذه المدينة فما وجدت منهم إلا كل خير.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكر الله لك -أخي عبد العزيز- على تواصلك معنا، ولقد سررنا في إسلام ويب بهذا التواصل المبارك، ونرحب بك على مدار الساعة.
أما بالنسبة لسؤالك، فبداية أسأل الله أن يزوجك زوجة صالحة تحفظ عليك دينك وتقر عينك، ودعني أتحدث إليك من خلال النقاط التالية:
أولاً: سعدت كثيراً بك -يا عبد العزيز- حيث قلت عن والدتك: لا أريد أن أعصيها، وهذا هو الظن بك، وبكل مسلم حريص على مرضاة ربه، والواقع يخبرنا أنه ما عق أحد والديه أو أحدهما وصلح حاله، فجيد منك أن تراعي هذه النقطة التي يأجرك الله عليها، ونحسب أن الله سيسدد خطاك من أجلها.
ثانياً: اعلم يقيناً -يا عبد العزيز- أنه لا أحد سيحبك أكثر من والدتك، ولن يحرص علي مستقبلك أحد أكثر منها، فانتبه لقولها وارعها سمعك.
ثالثاً: -أخي عبد العزيز- بارك الله فيك، هل أنت مقبل يقيناً على الزواج أم لا زال الأمر على التراخي؟ فإن بعض الشباب يحدث مشكلة في البيت كبيرة من أجل فلانة أو فلانة، مع أنه غير مستعد للزواج إلا بعد أربع أو خمس سنوات، وكان الأجدر به أن يهتم بما هو ممكن في يديه، وأن يترك الأمر حتى يكون الأمر في طور الجدية.
رابعاً: هناك فرق كبير بين المدينة غير المرغوبة، والأخلاق غير الحميدة، لذلك عليك أولاً أن تحدد علة الرفض.
ختاماً، أنا أتمنى أن تجلس جلسة استماع إلى رأي والدتك، وأن يكون القاعدة في الجلسة الاستماع لا المجادلة، حتى تخبرك بكل ما عندها، وستجد في الجلسة ما يريحك، أو ستجد من الحجج عند والدتك ما تستطيع أن ترجح بها الأمور.
أسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يوفقك للخير.