السؤال
السلام عليكم
أعاني من صداع شديد برأسي لم أشعر بمثله من قبل، كأن ضربات برأسي أو إبرا تغرز فجأة، وعندما ألمس الرأس تؤلمني الفروة كأنها تعرضت لضربات ولا أتحمل حتى أن أستلقي ويلمس رأسي الوسادة، ألم شديد وأشعر بثقل برأسي وتنميل وشد، إذا التفت لجهة اليمين أشعر بشد بالأذن اليسرى والعكس، وأحيانا يكون الصداع على العينين والجبهة وكأن شيئا عليها مثل الشد، ويمتد للرأس وإلى أسفل الرأس عند الرقبة وعلى الكتفين، قد يزيد مع التوتر لكنه أحيانا يأتي بدون توتر، وقد يأتي الصداع خلف الرأس وخلف الأذنين، وأشعر بنبض فيه أحيانا وألم فيه كله، أو نصفه.
والطبيب شخصه بالتهاب بالأذن الوسطى، ولم أستخدم علاجا إلى الآن، وأيضا عندي نقص وانحراف بالنظر، هذا الصداع يعيقني عن ممارسة أمور حياتي، كما أنه يزيد مخاوفي، ومن سنة شخصه طبيب بصداع نصفي، لكني الآن أخشى أن يكون سرطانا بالدماغ من شدته، وعندما يأتي شديدا أشعر بكتمة. كما أنه من فترة تصيبني دوخة بأوقات متفرقة خصوصا الصباح، مع ألم بالبطن وحاجة للذهاب للحمام –أكرمكم الله-، وأشعر كأن الأرض تهتز فجأة وأني سأسقط، وتتزايد نبضات قلبي ويأتيني خفقان شديد ودوخة شديدة لا أعرف أسبابها. وقرأت أن الصداع النصفي خطير ويؤدي للموت، لأنه يضخم شيئا بالرأس، هل هذا صحيح؟ أنا تعبت جدا، ما الحل؟
عذرا لكلامي غير المرتب، لكني أعيش معاناة مع هذا التعب، جزيتم كل خير ورزقتم الجنة من غير حساب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا -يا أختنا الفاضلة- ليس للصداع النصفي علاقة بالأورام أو السرطان، وما يحدث في الصداع النصفي هو توسع في الأوعية الدموية، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها المسؤولة عن الإحساس بالألم، مما يؤدي إلى نوبات من الصداع قد تشعرين بها في جانب واحد من الرأس، وقد تشعرين بها في كل الرأس مع وجود أعراض تسبق نوبات الصداع تعرف بالأورا (Aura) مثل: الغثيان، التقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء والضجيج، ويحتاج المريض إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدا عن الضوضاء والصوت العالي، وقد لا يسبقه أعراض ويسمى Classic migraine without aura.
وما زالت أسباب الصداع غير مفهومة، إلا أنه وجد انخفاض في مستوى هرمون السيروتينين، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس، مما يؤدي إلى الصداع، إما في جانب واحد من الرأس وإما في الجانبين، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعة إلا في الحالات الشديدة جدا، مثل الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
وعلاج الصداع أو الشقيقة من خلال مسكنات الألم مثل بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضا Triptans وهي حبوب 100 مج تؤخذ مرتين يوميا، أو على صورة بخاخ في الأنف، وهذا يعطي نتائج أسرع في علاج الصداع، وتعالج الشقيقة أيضا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب antidepresants مثل سبراليكس 20 مج Cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية ويحسن الشعور بالضيق، ويقلل كثيرا من المخاوف المصاحبة للمرض، ولكن أنصحك بالذهاب لطبيب أمراض الباطنة لتوقيع الكشف الطبي وعمل صورة دم كامل، وأخذ التاريخ الطبي ووصف الأدوية والنصائح الضرورية للتعامل مع هذا المرض.
وفقك الله لما فيه الخير.