قد تحدث مشكلات الغدة الدرقية على مدار الحمل مما يجعل الأم والطفل عرضة لخطورة الإصابة بمضاعفات شديدة إذا لم يتم التعامل معها. وأفضل الوسائل لمواجهة هذا الاحتمال هي التأكد من صحة العلاج والرعاية السليمة لمشكلات الغدة الدرقية. وأولى الخطوات لتحقيق ذلك هي فحص وظائف الغدة الدرقية بواسطة طبيبك.
تنصح كل الأمهات الحوامل بفحص سلامة الغدة الدرقية مرة واحدة على الأقل في المراحل المبكرة للحمل.
من المهم بشكل خاص فحص الغدة الدرقية إذا كنت تعانين من تناثر بطانة الرحم أو متلازمة المبيض متعدد التكيسات، حيث تزداد احتمالات الإصابة بخلل الغدة الدرقية
نقص عنصر اليود
يعتبر عنصر اليود حيويا لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية ونظرا لأن الجسم لا ينتجه فلا بد أن يكون جزءا من الغذاء الصحي. واثناء الحمل، حتى نقص اليود البسيط يمكن أن يؤثر سلبا على الولادة و نمو الطفل بما في ذلك القصور الدرقي. لذلك يوصى بأن تتناول السيدات الحوامل و اللاتي يرضعن رضاعة طبيعية مكملات غذائية تحتوي على عنصر اليود بصفة يومية
يجب على النساء في سن الإنجاب تناول اليود بكمية تساوي 150 ميكروجراما بصفة يومية، و تزداد الكمية إلى 250 ميكروجراما تقريبا اثناء الحمل و الرضاعة الطبيعية
قصور الغدة الدرقية والحمل
يصاب نحو 5% من النساء تقريبا بقصور الغدة الدرقية (القصور الدرقي) اثناء الحمل. إلا أن الحالة قد تمر دون ملاحظتها حيث تتشابه الأعراض مع التغيرات الطبيعية التي تحدث في جسمك اثناء الحمل مثل زيادة الوزن والإحساس بالتعب والتورم.
يمكن أن يكون للقصور الدرقي اثناء الحمل احتمالات خطورة عالية جدا إذا أهمل علاجه. تزيد أمراض الغدة الدرقية من مخاطر الولادة المبكرة لأطفال مبتسرين، كما قد يتسبب أيضا في تعرض الطفل لمشكلات في النمو والقدرة على التعلم. وقد يتسبب القصور الدرقي أيضا في انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل ولادة الطفل وهي حالة خطيرة تسمى انقطاع المشيمة. وفي بعض الحالات قد يهدد انقطاع المشيمة كلا من الأم والطفل.
ولا يختلف علاج القصور الدرقي في النساء سواء كن حوامل أم لا حيث يستعمل عقار ليفوثيروكسين عن طريق الفم ليحل محل هرمونات الغدة الدرقية المفقودة ويوصى به طوال فترة الحمل الرضاعة الطبيعيه
ويكتسب علاج القصور الدرقي اثناء الحمل أهمية خاصة لأنه يحمي كلا من الأم و الطفل من احتمالات المضاعفات المستقبلية. وتحتاج النساء اللاتي كن يعانين من القصور الدرقي قبل الحمل إلى جرعات أكبر من الليفوثيروكسين عما كن يعالجن بها قبل الحمل و يحتجن أيضا للفحص المتكرر و المراقبة أثناء الحمل للتأكد من صحة جرعة الليفوثيروكسين
زيادة نشاط الغدة الدرقية والحمل
يعتبر زيادة نشاط الغدة الدرقية (فرط التدرق) نادرا بين الحوامل و يعتبر مرض جريفز هو السبب في معظم الحالات. مرض جريفز هو أحد أمراض المناعة الذاتية و يتسبب في أن تنتج الغدة الدرقية هرموناتها بكمية أكثر مما يحتاجه الجسم لذا يحدث فرط التدرق.
ويؤدي عدم علاج فرط التدرق اثناء الحمل من مخاطر ولادة جنين ميت (الإملاص)، وولادة طفل مبتسر كما يزيد احتمال حدوث تشوهات الأطفال وتسمم الحمل.
فقد يختلف أحيانا علاج فرط التدرق في الحوامل عنه في النساء غير الحوامل حيث قد تتسبب العلاجات باحداث اضرار في الجنين.
يمكن الاكتفاء بالمتابعة الدقيقة للنساء اللاتي يعانين من فرط تدرق بسيط دون الإحساس بأعراض اثناء الحمل، إلا أنه لا توجد ضرورة للعلاج بشرط أن يكون مسار الحمل طبيعيا بالنسبة لكلا من الأم و الطفل
تعالج النساء اللاتي يعانين من فرط تدرق شديد اثناء الحمل مع الإحساس بأعراض واضحه باستعمال الأدوية المضادة للهرمون الدرقي مثل ميثيمازول أو بروبيلثيويوراسيل (PTU)، و يعتبر PTUالخيار العلاجي الأفضل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
في بعض الحالات يتحتم على بعض الحوامل إجراء جراحة لاستئصال جزء من الغدة الدرقية وذلك في حالة وجود حساسية للأدوية أو إذا تطلب الأمر جرعات كبيرة للتحكم في المرض مما قد يضر بالجنين.
والوقاية من نقص اليود يجب تناول الأغذية البحرية خاصة أسماك التونة والرنجة ، السردين، الأناناس، المشمش يعد واحدا من الأسباب الرئيسية التى يمكن من خلالها تعريض النقص فى اليود.