استشارات منطقة الرأس

آلام في الصدر ودوخة وعدم ارتياح، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من أوجاع في الصدر، وهي أوجاع حادة وأيضاً وآلام حادة، ووخزات في يدي اليسرى، سواء من الداخل أو من الخارج، وآلام في منتصف الظهر، وإلى شقي الأيسر من تحت الإبط ب 30 سم تقريباً، ولا أجد لها حلاً أو راحة.

دائماً أشعر أني غير مرتاح في صدري، أو أن صدري ممتلئ، وأني أتنفس بصعوبة، وعدم الارتياح لا يفارقني، فهل هذه ذبحة صدرية؟ هذه الحالة الأولى، والذي زادها علي أن هذه الآلام الحادة والنابضة تنتشر لتصعد إلي فوق الثدي الأيسر.

كذلك أحس بهذه الآلام تقريباً في شرايين رقبتي من الجانبين، وهي آلام قوية وحادة ونابضة، ويستمر مع هذه الأعراض وجود الدوخة والضغط الرهيب في رأسي، ويصاحبه تسارع وضربات قلب قوية عند أي حركة، سواء من الجلوس إلى الوقوف أو العكس أو مع أي حركة بسيطة، ولا شرط أن أقف سريعاً أو أجلس سريعاً.

هذه الحالة مستمرة وليست مؤقتة، وأحس كأن الدم لا يصل إلى دماغي، ومنذ أيام أتاني طنين في أذني لمدة 3 ثواني واختفى سريعاً، هذه الحالة الثانية.

أما الحالة الثالثة فهي مثلاً عندما أقوم باحتباس نفسي داخل رئتي لمدة تقريباً 15 ثانياً ثم أفرغه أو عندما أتثاءب، ويخرج الهواء من وضعية الاحتباس، أدوخ لدرجة الشعور بقرب الإغماء أو ضغط رهيب جداً في رأسي أو عدم وصول الدم إلى الرأس مصحوب بدقات قلب سريعة وقوية؟ فهل هذه أعراض لانسداد شرايين الرقبة أو ضيق شرايين الرأس أم ماذا؟ وهذه الحالة هي الثالثة.

ذهبت إلى الطبيب ففحصني بسماعته الطبية فكان كل شيء طبيعياً، وعملت CBC فكان كل شيء طبيعياً، تخطيط قلب سليم، واختبار تنفس وكان ممتازاً وجهاز تخطيط 24 ساعة هولتر، وكان طبيعياً وسليماً، وأيكو القلب كان طبيعياً وسليماً، فما الذي يحصل معي في هذه ال 3 حالات التي تلزمني كل يوم ولا تفارقني، وما الذي يجب علي فعله.

أقسم بالله إني يا دكتور تعبت من هذا الشعور في الثلاث حالات ليلاً ونهاراً الذي جعلني أبدو عجوزاً وأنا في عمر الزهر، لا أستطيع ممارسة حياتي مثلي مثل أي شاب، ولا حتى أن أرى أصدقائي وأضحك وأعمل أي شيء.

أرجوكم أريحوني.

للإفادة، لا يوجد شيء وراثي في العائلة.

التدخين، تركته منذ شهر ونصف.

وزني 77.

طولي 176.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن كان الفحص الطبي طبيعياً ويشتمل على فحص القلب والصدر وشرايين الرقبة، وشرايين الأطراف، ولم يكن هناك أي شيء سمعه الطبيب بالسماعة على القلب، وعلى الشرايين في الرقبة وشرايين الطرف العلوي، وكان الايكو سليماً كما ذكرت وصورة الصدر وتحاليل الدم، وسرعة الترسب طبيعية فإن هذا يستبعد إلى حد كبير، أي مرض عضوي عندك، وخاصة أن الأعراض عندك قوية التأثير حسب وصفك لها، مع عدم وجود أي تفسير عضوي لها، سواء ذبحة صدرية فالذبحة الصدرية تحصل في الكبار في السن، وكثير من الشباب يقرأ عن الذبحة الصدرية، ويحسب أن كل ألم في الصدر هو ذبحة صدرية، وكأنه يقرأ فقط الأعراض دون أن يقرأ عند من تحصل الذبحات الصدرية، وفي أي سن؟ وما هي الخلفيات الطبية لهؤلاء المرضى؟

ويقرأ عن الدوخة بأنها قد تكون بسبب تضيق الشرايين، فتبدأ تظهر بعض الأعراض عنده، لأنه بدأ يخاف من أن الدوخة سببها ضيق في الشرايين، فإن كان الطبيب قد استمع إلى الشرايين في الرقبة، وشرايين الأطراف فإن هذا يستبعد أن يكون هناك تضيق لدرجة أنه يسبب أعراض الدوخة.

من الكلمات في نهاية السؤال، واضح أن هذه الحالة قد أثرت على نفسيتك وبدت علامات الاكتئاب في كلماتك، وكثير منا قد يحس بهذا الشعور إن لم يجد تفسيراً لأعراضه.

أنا أرى أن ننظر إلى الجانب الإيجابي من الموضوع، ونحاول التركيز عليه، وذلك أنه -ولله الحمد- الفحص الطبي والصور والتحاليل كلها طبيعية، وبالتالي يجب أن تشغل نفسك عن الأعراض، وتمارس أي نشاط رياضي، وكذلك تمارس تمارين الاسترخاء، ولا تجلس بمفردك في غرفتك، وتفكر في الأعراض، فكلما ركزت أكثر على الأعراض كلما زاد إحساسك بها، ومن الناس من يركز كثيراً على نبضات قلبه، فيحس أن السرير والمخدة وكل شيء حوله ينبض مع نبضات قلبه، ومع القلق والتوتر يرتفع إفراز الادرينالين، وهذا يؤدي إلى زيادة عدد ضربات القلب وإلى التنبه بصورة أعلى.

إن كنت تتناول أي دواء فيجب معرفة إن كانت هذه الأعراض قد ظهرت بعد تناولك لهذا الدواء فقد تكون من الأعراض الجانبية لهذا الدواء.

سأحيل سؤالك إلى استشاري الطب النفسي ليعطينا رأيه في حالتك.

وفقك الله وشافاك

______________________________

انتهت إجابة د.محمد حمودة. مستشار الأمراض الباطنية والروماتيزم، وتليه إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري الأمراض النفسية.

______________________________

إن أعراضك الجسدية كثيرة، ومن الواضح جدًّا أنها كلها تدور حول محور واحد أو سبب واحد وهو الانقباضات العضلية: الشعور بالكتمة، الشعور بالدوخة، احتباس النفس، الآلام، كلها ناتجة من انشدادات عضلية، والانشدادات العضلية سببها القلق النفسي ولا شك في ذلك.

لقد أحسنت بأنك قد قمت بكل الفحوصات اللازمة، وكانت سليمة كما هو متوقع، وهذا يجب أن يكون نقطة انطلاق تؤكد لك أنك الحمد لله سليم جدًّا من الناحية العضوية وحتى الذي بك من الناحية النفسية إن شاء الله تعالى بسيط جدًّا.

الذي أنصحك به هو أن تذهب لمقابلة الطبيب النفسي، هذا هو الأفضل، هذا هو الأحسن، وإن شاء الله تكون فوائده رائعة جدًّا، أما إذا لم تستطع مقابلة الطبيب النفسي فلابد أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد) الجرعة المطلوبة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بجانب الدوجماتيل هنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين) هو من الأدوية الفاعلة جدًّا في علاج، هذا النوع من القلق والتوتر، كما أنه محسن جدًّا للمزاج، جرعة الباروكستين هي أن تبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمد شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية سليمة وفاعلة وممتازة جدًّا، وهي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

هنالك آليات علاجية أخرى لابد أن تلتزم بها أهمها ممارسة الرياضة، في مثل عمرك الرياضة مطلوبة، والرياضة فاعلة، والرياضة تؤدي إلى شعور استرخائي، وتقلل جدًّا من التقلصات العضلية والقضاء على ما نسميه بالنفسوجسدية.

عليك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدًّا، وسوف يقوم الإخوة في إسلام ويب بإرشادك بكيفية القيام بهذه التمارين.

لابد أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وذلك بأن تشغل نفسك في دراستك أو في عملك، وأن تكون فعالاً في جميع مناحي الحياة.

هناك كتب ممتازة جدًّا عليك بقراءتها، منها كتاب لدايل كارنيجي تمت ترجمته منذ سنوات، والترجمة للكتاب (تخلص من القلق وابدأ الحياة) وهناك كتاب جيد أيضًا للدكتور صالح بشير الرشيدي يسمى (التعامل مع الذات) وهنالك أيضًا شريط للدكتور صلاح الراشد عن كيفية التخلص من القلق، هذه كلها مصادر معارف ممتازة جدًّا، وإن شاء الله تعالى بتناولك للدواء واتباعك لما ذكرناه لك سوف تحس أن حالتك قد تحسنت جدًّا، وكما ذكرت لك الأفضل هو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وليس في ذلك وصمة أو عيب، فالصحة النفسية يديرها الأطباء النفسانيون بصورة أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

Related Posts

1 of 71