استشارات منطقة الرأس

أصبت بضعف العضلات والدوخة وعدم التوازن

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت قد واجهت مشاكل عديدة في العمل قبل عدة سنوات، فما من مشكلة تحدث معي إلا أفكر فيها ليلاً ونهاراً حتى ساءت حالتي، حيث أعاني من ضعف الأعصاب والعضلات والرؤية، وأشعر بالدوخة وعدم التوازن.

ذهبت إلى دكتور نفساني فأوصى ب 0.5mg من دواء Xanax ولكن داومت عليه لمدة شهر وتوقفت، والآن والحمد لله لا توجد ضغوط كثيرة ولكن أشعر أن التوتر مخزن في جسمي بمجرد أني أتوتر لأي سبب أشعر بالتعب والغثيان، حتى بدأت أشعر بضغط على الرقبة.

أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأعراض التي ذكرتها هي حقيقة أعراض قلق نفسي، فيه الجانب الجسدي أو الجسماني أكثر من الجانب النفسي، والقلق النفسي منتشر جدّاً، ومرات يكون هنالك أسباب تؤدي له، ولكن في كثير من الأحيان لا يكون له أي سبب.

المهم حين يحدث القلق، على الإنسان ألا يفكر سلبياً، عليه أن يفكر إيجابياً؛ لأن التفكير الإيجابي يقلل من القلق، كما أنه لا يؤدي إلى حدوث أي نوع من الاكتئاب، والحقيقة أنت لديك أسباب قوية لأن تفكر تفكيراً إيجابياً، فأنت -الحمد لله- رجل مؤهل ولديك مقدرات ولديك مهارات اجتماعية، وكما أنه أسأل الله أن تكون مستقراً على النطاق الأسري، وأنك تتمتع بتواصل اجتماعي، هذه كلها إن شاء الله حقيقةً هي إيجابيات، على الإنسان أن يتذكرها وأن يعيشها بصدق وجدية، لأنها سوف تقلل من السلبيات.

ثانياً: من الأشياء الضرورية جدّاً في مثل حالتك هي ممارسة الرياضة، الضعف النفسي أو الوهن النفسي أو الشعور بهذه التوترات وعدم التوازن يعالج بصورة ممتازة عن طريق الرياضة؛ لأن الرياضة تؤدي إلى زيادة في إفراز بعض المواد الكيميائية، خاصة مادة السيرتونين وما يعرف بمادة الإندرفين، هذه المواد ضرورية جداً لأن تشعر الإنسان بالاسترخاء وأن تشعره بالطمأنينة، إذن الرياضة هنا تعتبر وسيلة علاجية، وهي مقوية للنفس، كما أنها مقوية للأجساد بالتأكيد.

بالنسبة للعلاج الدوائي: ربما تكون أنت محتاجاً لمواصلة العلاج الدوائي بعض الشيء، ولكن حقيقة أنا لا أؤيد الزاناكس كثيراً، وذلك بالرغم من احترامي للطبيب الذي وصفه، الزاناكس علاج جيد لعلاج القلق والتوتر والمخاوف، ولكنه حقيقة يعالج الأعراض فقط، ولا يعالج لب الأعراض – أي المرض في ذاته –، هو يعالج الأعراض بصورة سطحية ولكن لا يعالج الأمراض كما هو مطلوب، كما أن الزاناكس ربما يؤدي إلى نوع من التعود والذي قد ينتهي بالإدمان.

هنالك أدوية ممتازة جدّاً تعالج مثل هذه الحالة، وهي الأدوية التي تنشط مادة السيرتنين، وربما يكون العلاج الأفضل لك هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك؛ حيث أنه يزيد من الطاقات ويزيل القلق والتوتر، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عنه؛ وستجد فيه إن شاء الله خيراً كثيراً.

وهنالك أدوية بديلة أخرى كثيرة، مثل الفافرين والسبرلكس والزولفت، ولكن في هذه المرحلة أرجو أن تتناول البروزاك.

الشعور بالضغط على الرقبة هو جزء من القلق؛ لأن القلق يؤدي إلى انقباضات عضلية، وهذه الانقباضات العضلية تكثر في عضلات الصدر والرقبة والظهر، ولذا يشتكي الكثير من الناس من نوع من الضيق في الصدر وآلام في الظهر ويذهبون إلى أطباء العظام وخلافه، ولكن حقيقة الأمر هي انقباضات عضلية ناتجة عن التوتر الداخلي، وحين يزول القلق والتوتر وتناول العلاج النفسي سوف تزول هذه الأعراض.

كما أني أوصيك يا أخي بممارسة أي نوع من تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس، وهنالك طريقة تعرف باسم طريقة جاكبسون، في أبسط صورها هي أن تستلقي في مكان هادئ وأن تغمض عينيك وأن تفتح فمك قليلاً، وأن تأخذ نفساً عميقاً وبطيئا، وهذا هو الشهيق، ثم تمسك الهواء في صدرك لفترة، ثم بعد ذلك تقوم بعملية الزفير – إخراج الهواء – ويكون أيضاً بالقوة والبطء الذي قمت به بالشهيق، كرر هذا التمرين عدة مرات مع التأمل والاسترخاء.

كما أنه يا أخي توجد أشرطة وكتيبات كثيرة بالمكتبات، وهي متوفرة والحمد لله في دولة الإمارات العربية المتحدة، يمكنك الاستعانة بهذه الكتيبات والأشرطة من أجل تطبيق هذه التمارين بالصورة الصحيحة.

أنا على ثقة كاملة بإذن الله تعالى، أن اتباعك للإرشادات السابقة وتناولك للدواء سوف يزيل تماماً هذه الأعراض التي تعاني منها، وعليك بمزيد من الثقة في الله أولاً، ثم الثقة في نفسك ومقدراتك.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 71