استشارات منطقة الرأس

أعاني من دوخة شديدة وتأتي غالبا قبل النوم، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

في البداية أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من قام على هذا الموقع المبارك، وساعد الناس، وأجاب على أسئلتهم واستشاراتهم لوجه الله تعالى، وأدعو الله مخلصاً أن يجعل هذا الجُهد في موازين أعمالكم، ويجزيكم عنا خير الجزاء.

سأطرح مشكلتي عليكم، وأملي بالله ثم بكم أن تنصحوني وتوجهوني، لأنني مشوش التفكير، ولا أدري ماذا أفعل؟!

لقد بدأت مشكلتي منذ أربعة أشهر، علماً بأنني شاب أعزب، أبلغ من العمر 28 عاماً، لم أشك من أي تعب أو مرض في الماضي، باستثناء الأمراض الطبيعية كالانفلونزا والاتهابات اليسيرة، لكن قبل أربعة أشهر أحسست بدوخة غريبة، كالهبوط، مع طنين بالأذن، وتنميل اليد اليسرى.

بدأت هذه الدوخة تأتيني غالباً قبل النوم، ثم إذا غفوت يأتيني فزعة من النوم، علماً بأن طنين الأذن مستمر منذ ذلك اليوم – أي قبل أربعة أشهر من الآن – ويزداد وينقص، ثم أصبحت لا أستطيع النوم سوى ساعتين على الأغلب، فتوجهت إلى طبيب باطنية، وطلب مني تحاليل دم وتحليل الغدة الدرقية، فكانت النتيجة أنه لدي نقص بسيط بالحديد، وتحليل الغدة سليم، فوصف لي (فيتامينات وفروز) لمدة أسبوعين، ثم عدت إلى الطبيب وعملت تحليل الدم، فكانت النتيجة أنه عاد الحديد إلى المستوى الطبيعي، ولم تتحسن حالتي.

بدأت تزداد الدوخة، ويأتيني قشعريرة في جسمي، وتنميل في الرأس واليد اليسرى، وعندما أقوم من النوم أجد يدي اليسرى مخدرة تماماً، وبدأت تتدهور حالتي حتى بدأت أصاب بالذعر الشديد والهلع مما يحدث لي، ثم ذهبت إلى استشاري أنف وأذن وحنجرة، وفحصني الطبيب وفحص ضغط الأذن، وطلب مني اختبار السمع، وكانت النتيجة أن الأذن سليمة، ووصف لي دواء اسمه Ginexin-F كعلاج للطنين، ونصحني أن أذهب لطبيب مخ وأعصاب.

توجهت إلى استشاري مخ وأعصاب، وطلب مني صورة رنين مغناطيسي واختبار للتوازن، فكانت النتائج بأن كل شيء سليم -ولله الحمد- وتم تشخيص الحالة بأنها توترات عصبية واكتئاب، وصرف لي الأدوية التالية:Remeron 30 MG و Amitriptyline 10 MG قبل النوم.

لقد داومت على هذه الأدوية ما يقارب الشهرين، وتحسن نومي، ولكن قد أتتني بعض الأعراض الأخرى، ولقد اختفى بعضها وبقي بعضها، وهي:

– تنميل بالرأس.

– خفة بالرأس.

– ضغط على الرأس والاذنين.

– تحركات ونبض في رأسي وكل جسمي.

– ضغط على الفك.

– نغزات في جميع أنحاء جسمي.

– رجفة أحس بها عند الاستلقاء.

– خفقان بالقلب.

– نبض في كل جسمي.

-برودة في الرأس.

-حركة بسيطه في الجفن الأيسر.

أود أن أوضح لكم عن الأعراض المستمرة معي إلى الآن، طنين الأذنين ودوخة عند الاستلقاء تشبه الهبوط أو ما قبل الإغماء، ورجفة عند الاستلقاء، وخفقان بالقلب، ونبض في كل جسمي ورأسي.

لقد لاحظت وجود مادة بيضاء غريبة مع البراز، فهل أحتاج لتحليل براز؟ وهل من الممكن أن تكون هذه الأعراض نتيجة لشيء في البطن؟ مما أدى إلى نقص الحديد كما ذكرت لكم سابقاً، كما أود أن أسأل بعض الأسئلة لو تكرمتم علي، فأنا في أمس الحاجة لمساعدتكم.

هل أحتاج لزيارة طبيب مختص بالقلب؟ هل أحتاج لتحاليل أخرى؟ هل أستمر على هذه الأدوية؟ كما أنني مدخن، فهل له علاقة بما يحدث لي؟

أفيدوني كفانا الله وإياكم شر الأمراض، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الأمراض الجسدية والعضوية البسيطة – كالأنفلونزا أو التهابات البسيطة – كثيرًا ما تؤدي إلى نوع مما نسميه بتضخم الأعراض، يعني أنها حتى وإن انتهت إلا أن الإنسان يُصاب بشيء من القلق الداخلي والوسوسة، والانشغال حول أعراضه، ويبدأ في التأويلات الكثيرة، وذلك لأننا نعيش في زمان كثرت فيه الأمراض، وتغيرت الأحوال، وطمأنينة الناس قلَّت، كما أن الناس لا تعيش حياة صحية، كما أن موت الفجاءة قد كثر.

هذا جعل أحوال الناس تتغير، ولذا نشاهد كثيرًا وكثيرًا جدًّا الحالات النفسوجسدية.

أنت – إن شاء الله تعالى – حالتك بسيطة، وأنا أعتقد أن الطبيب حين أعطاك عقار ريمارون كان قراره صحيحًا جدًّا، وهذا الدواء هو في الأصل مضاد للاكتئاب لكنه يحسن النوم بدرجة كبيرة، كما أنه يقلل جدًّا من الأعراض النفسوجسدية.

لكن أعتقد – ونسبة للأعراض التي تبقت لديك – تحتاج أن تُدعم هذا الدواء بعقار آخر يعرف باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا (سلبرايد) الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا كل ثمان ساعات لمدة شهر، ثم تجعلها مرة أخرى خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لا شك أن الدوجماتيل داعم قوي جدًّا للريمارون في علاج الأعراض النفسوجسدية.

أما بالنسبة للإميتربتلين: فأعتقد أنه لا داعي له، لأنه قريب جدًّا من الريمارون، وجرعة الريمارون التي تتلقاها هي جرعة كافية جدًّا.

أخي الكريم: أنت محتاج أكثر من غيرك لأن تمارس التمارين الرياضية، الرياضة تعطيك الشعور الصحيح، الشعور السليم، تحفز جسدك ونفسك بصورة واضحة وجلية، والرياضة تعمل من خلال تغيرات كيميائية كثيرة جدًّا في الجسم، وأصبحت الآن هي منهج علاجي معروف، فكن حريصًا عليها، وأنا على ثقة أنك مع تناول الدواء سوف تتحسن جدًّا، وأرجوك أيضًا – أيها الفاضل الكريم – ألا تتنقل بين الأطباء.

لا أعتقد أنك في حاجة لمقابلة طبيب القلب أبدًا، ربما قد تكون محتاجًا لأن تفحص البراز من أجل التأكد، وهذا يمكن أن يقوم به طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، وسيكون أيضًا من الأفضل لك أن تراجع الطبيب مرة واحدة كل أربعة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الدورية الروتينية، هذه وجدت – أي مراجعة الطبيب دوريًا – أنها مفيدة جدًّا للناس، وتمنع المخاوف والتشككات والوساوس المرضية.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد،

Related Posts

1 of 71