استشارات منطقة الرأس

إرهاق شديد ودوخة وفتور ونوم عميق… فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة سنة أولى جامعة، في كلية علمية، أذهب إلى الجامعة الساعة السابعة صباحا، وأعود الساعة السابعة مساء، أعود مرهقة جدا جدا، آكل وأنام للراحة، حتى أستيقظ لأذاكر وأنام مرة أخرى لأذهب للجامعة، ولكن لا أستيقظ إلا الساعة 12 وأحيانا أستيقظ الفجر، أنام كثيرا جدا، وأكون ضابطة للمنبه، وأهلي يوقظونني، لا أشعر بشيء حتى أطفئ المنبه وأنام مرة أخرى لا أشعر بشيء على الإطلاق، وأستيقظ وأظل أقول لهم: لماذا لم توقظوني؟! ويقولون: إنهم أيقظوني، ولكني لا أستيقظ!

أريد حلا لهذه المشكلة، فأنا لا أذاكر بسبب ذلك، والامتحانات قربت، وقد فكرت أن لا أنام عندما أعود من الجامعة، ولكن الأمر صعب، لأني أكون مجهدة جدا.

علما أني أشعر دائما بالتعب والدوخة، ورجلي تؤلمني دائما، لا أشعر أن عندي نشاطا وحيوية، حتى إذا لم أقم بمجهود، دائما أنا كذلك، وهذا يؤثر على تركيزي في المحاضرات، ومذاكرتي، فماذا أفعل؟ وهل هناك أشياء أفعلها لتعطيني طاقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالنوم هو حاجة غريزية طبيعية بيولوجية للإنسان، وهنالك مراكز في الدماغ وإفرازات كيميائية وفسيولوجية، وومضات كهربائية مقرها الدماغ.

كذلك الحالة الوجدانية للإنسان، هي التي تحدد درجة نومه وعمقه وصحيته، هذا ينطبق تقريباً على كل إنسان، مع وجود فوارق بسيطة.

كل الذي تحتاجينه هو أن تشعري بأهمية تحصيل العلم، إذا أعطيت هذا الموضوع أهمية قصوى وأنت في حالة اليقظة، فحين تنامين سوف تستيقظين في الوقت المطلوب إن شاء الله تعالى.

أعطيك مثالا بسيطا جداً، كل الذين يحرصون على صلواتهم خاصة صلاة الفجر معظمهم لا يحتاجون إلى المنبه ليوقظهم لصلاة الفجر، بل يستيقظ أحدهم وحده مهما كان نومه عميقاً، لأن ساعته البيولوجية قد ترتبت إلى هذه الطريقة، وعلى هذا النسق نسبة لاستشعاره لأهمية الصلاة.

الأمر في غاية البساطة، ولتساعدي نفسك عليك بالنوم المبكر، عدم النوم في أثناء النهار، تثبيت وقت النوم، الحرص على أذكار النوم، عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء، عمل تمارين الاسترخاء قبل النوم، والحرص على الأذكار دائماً.

أنا أعتبره أمراً أساسياً، ولا مانع من أن تضبطي ساعة المنبه صباحاً، عند الفجر صلي الفجر ثم بعد ذلك ادرسي لمدة ساعة إلى ساعتين صباحاً، وهذا الوقت قيمته عالية جداً من حيث الاستيعاب، الساعة أو الساعتان إذا ركز الإنسان فيهما في هذا الوقت أفضل من ساعتين إلى أربع ساعات في الأوقات الأخرى، هذا أمر مثبت.

الدماغ يكون في حالة استرخاء، في حالة ترميم واستيعاب كاملة، وبعد الاستيقاظ يمكنك أن تتناولي كوبا من القهوة ليجدد طاقاتك، وبعد الدراسة الصباحية تذهبين إلى جامعتك ثم تعودين لتأخذي قسطا من الراحة.

لا تنامي أثناء النهار، وبعد ذلك ادرسي مرة أخرى ثم رفهي عن نفسك بأي شيء ترينه مناسبا ومباحا، ويمكنك أيضاً أن تتواصلي مع زميلاتك لتراجعي بعض الأسئلة السابقة، وهكذا اجلسي مع أفراد أسرتك.

هذه هي الطريقة الصحيحة التي تبرمجين نفسك على أساسها، وكثير من الناس نجحوا من خلال هذه الطريقة، وتلقائياً تتم برمجة الدماغ والجسد والنفس على هذا الطريق والمنهج إذا حرص الإنسان على تطبيقه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

Related Posts

1 of 71