استشارات منطقة الرأس

الحالات النفسية المرتبطة بقلق الفراق وكيفية علاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مشكلتي هي أني أعيش في الغربة، وعندما يذهب زوجي إلى الدوام أو أقول لكم عندما أبقى وحيدة، يلعب الشيطان بعقلي، وأحس بنفسي أنني سوف أقع على الأرض، وأدوخ وأحس أن لدي دوخة!

ذهبت إلى الدكتور وفحصت نفسي فقال: ليس لديك شيء. أنا أحس بهذه الدوخة عندما أبقى وحيدة، ويرتجف جسمي وأخاف وأقول أنني سوف أقع، ولا يوجد أحد معي ومن يساندني! وتأخذني الوساوس وأقوم وأفكر وأخاف! ويأتيني هذا الخوف عندما أكون وحيدة وفي الظلمة، وأخاف وأدوخ من الأشياء العالية، فماذا أفعل؟

مع العلم أني لا أحب أن أذهب إلى الطبيب النفسي!

أعتذر عن الإطالة! فما هذه المشكلة التي أعاني منها؟ أخاف أن أصبح مجنونة من هذه الحالة!

وشكراً!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الأخت الفاضلة، هذا فعلاً من الحالات النفسية التي قد تفوت على بعض الناس، وهي تُعبير بما يعرف بقلق الفراق، والذي يظهر في شكل مخاوف، وهذه المخاوف بالفعل قد تؤدي إلى الشعور بالدوار أو الدوخة لدى البعض، وربما تظهر أيضاً في شكل انقباضات في عضلات الصدر لدى بعض الناس وشعور عام بعدم الطمأنينة.

أرجو أولاً أن تحاولي أن تقنعي نفسك أنك والحمد لله لست بمريضة، وإنما هذه مجرد ظاهرة نفسية بسيطة.

ثانياً: حاولي أن تتحركي حول المنزل ولا تجلسي في مكان واحد.

ثالثاً: أرجو أن تشغلي نفسك بأعمال المنزل حين يكون زوجك خارج البيت، وعددي من نشاطاتك في داخل بيتك.

رابعاً: أرجو أن تمارسي بعض تمارين التنفس وهي جيدة جدّاً في مثل هذه الحالات، فيمكن أن تستلقي في مكان هادئ، وتغمضي عينيك، ثم تفتحي فمك قليلاً، ثم بعد ذلك خذي نفساً عميقاً عن طريق الأنف (لابد أن يكون التنفس عميق وبطيء) ثم اقبضي على الهواء في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء وهذا هو الزفير، ولابد أن يكون بنفس القوة وبنفس البطء الذي حدثت به عملية الشهيق.

كرري هذا التمرين عدة مرات بواقع مرتين أو ثلاث في اليوم، وسوف تجدي فيه إن شاء الله خيراً كثير.

الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، والذي أعتقد أنه سوف يفيدك كثيراً، وهو إن شاء الله من السبل العلاجية الممتازة جدّاً، وتوجد الآن عدة أدوية تُساعد في ذلك، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسم زيروكسات، والزيروكسات يسمى في أمريكا الشمالية باسم باكسل (Paxil،) أرجو أن تبدئي بجرعة نصف حبة (10 مليجرام) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن العلاج.

لا شك أيضاً أن ممارستك للرياضة، واللجوء إلى كتاب الله تعالى، فيهما الكثير من الطمأنينة وإزالة هذا الخوف وهذا التوتر.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفته لك، علماً بأنه سليم وغير إدماني مطلقاً.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 71