استشارات امراض العيون

تشنج وحول في العين وانكماش في اليد

السؤال

الإخوة الأعزاء/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي ابن عمره الآن ثلاث سنوات، ويعاني منذ أكثر من عام من تشنجات تصيبه من وقت لآخر، وبه حَوَل في إحدى عينيه لازمته منذ ولادته، وأيضاً كف يده اليمنى لا يستطيع فتحها أو حمل الأشياء بها وحتى الأكل، والملاحظ أن الحول بالعين اليمنى أيضاً، وبعد مراجعة الطبيب وما زلنا فهو يتناول دواء (Tegratol 100 ml)، وأما بالنسبة ليده فعملنا عدة جلسات علاج طبيعي، وأوصانا الطبيب بمواصلة الدلك اليومي لليد.

سؤالي: ما هو تشخيص الحالة بالضبط أي بماذا ابني مصاب؟ وإلى متى سوف تستمر معه هذه الحالة؟ وهل يمكن ليده الشفاء؟ وماذا عن الحول؟ هل له علاقة بالتشنجات وثقل اليد اليمنى؟

علماً بأن حجم اليد طبيعي ومثل اليد اليسرى تماماً.

أرجو يا سادتي الإفادة .. وكل الأمنيات أن يجعل الله هذا الجهد في موازين حسناتكم ودمتم ذخراً لأمتنا الإسلامية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله تعالى لابنك الشفاء والصحة والعافية..

فبالنسبة للتشنجات التي يعاني منها هذا الابن – حفظه الله – لا شك أن مركزها وجود بؤرة في المخ يكون فيها نشاط كهربائي زائد، وهذا بالطبع يدل على نوع من الخلل في الجهاز العصبي – أسأل الله أن يكون بسيطاً -.

أما بالنسبة لحول العين، فالحول قد يكون غالباً من عضلات العين، وقد يكون مرتبطاً بالتشنجات أيضاً، أي أن تكون هناك علة مركزية في الجهاز العصبي.

أما بالنسبة للانكماش الموجود في اليد، فهو أيضاً في أغلب الظن يكون ناتجاً من ضعف في العضلات التي توصل النشاط لليد، وهذا غالباً يكون ناتجاً من نوع من الخلل في الجهاز العصبي المركزي، أو ربما يكون حدث نوع من العلة أو الخلل في الجهاز العصبي الطرفي الذي يمول اليد اليمنى، وهذا ربما يحدث في وقت الولادة، فإذا تأخرت الولادة أو كان هناك شدة في إخراج الطفل فهذه من الأسباب التي ربما تحدث، ولا أريد بالطبع أن أضع اللوم على أي جهة طبية، ولكن هذه بعض الأسباب التي نعرفها.

هنالك حالة تسمى باللغة الإنجليزية (C.b) وهي نوع من الشلل، ولا يعني هذا الشلل العضوي الكامل، ولكنه نوع من العطل الجزئي الذي يصيب الجهاز العصبي المركزي.

القانون والمبدأ النفيس والسليم في الطب هو أن يتم علاج ما يمكن علاجه، فأنا أقدر مشاعرك كأب، ولكن يجب أن يطبق هذا المبدأ، فاسعَ للعلاج، واسعَ للأخذ بالأسباب، واسأل الله تعالى له الشفاء وهذا هو المبدأ الأساسي.

أولاً: عليك بالانتظام التام في إعطائه الدواء المضاد للتشنجات؛ لأن حدوث التشنجات يضر بنمو المخ، وحين نقلل من هذه التشنجات أو تختفي تماماً هذا بالطبع يحسن فرص الطفل – إن شاء الله تعالى – في التحسن.

ثانياً: الدَّلك والعلاج الطبيعي يعتبر أيضاً ضرورياً لحفظ مستوى عضلات اليد، وكذلك مساعدة اليد على الحركة وعلى النمو.

أما بالنسبة للحول، فالحول لابد أن يكون الطفل تحت إشراف أطباء العيون، فهنالك النظارات الطبية تساعد في علاج الحول، وفي بعض الحالات إذا رأى الطبيب أن تُجرى جراحات لتعديل عضلات العين فهذه الجراحات أيضاً متوفرة بجانب المختصين.

أسأل الله تعالى لابنك الشفاء، ونصيحتي لك – أيها الأخ الكريم – : لا تيأس أبداً، فهذا ابتلاء، وأنا على ثقة أنك – إن شاء الله تعالى – سوف تقبله وتحتسب الأجر، وفي نفس الوقت عليك أن تسعى، فيجب أن يكون ابنك تحت إشراف طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب وليس كل طبيب، هذا هو الطبيب الذي يستطيع – إن شاء الله تعالى – أن يقدم لك النصح وأن يقدم لابنك الخدمات الطبية الصحيحة، وإذا رأى طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب أن يظل الطفل أيضاً تحت الرعاية الطبية لطبيب العيون المختص في أمراض العيون لدى الأطفال أو الطبيب المختص في أمراض الحول فأعتقد أن هذا أيضاً سيكون قراراً جيداً وقراراً حكيماً.

إذن عليك بمواصلة العناية والرعاية الطبية لابنك، ونسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، وبارك الله فيك.

وبالله التوف

Related Posts

1 of 53