التغذية السليمة و الرشاقة

تغذية مرضى الفصام

تغذية مرضى الفصام

يعتبر مرض الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصل, وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما، ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع… ويكوّن مرض الفصام 10% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد المشردين بدون مأوى.

الأعراض:
• اضطراب التفكير والإدراك.
• تغيرات شعورية مثل التوتر العصبي والاكتئاب.
• اضطرابات سلوكية تتراوح بين الإغماء ألتخشبي إلى الهياج العنيف مع فقدان الاتصال بالواقع.

أسباب الإصابة بالفصــام :
1. الأسباب النفسية كما وصفها خبراء منظمة الصحة العالمية .
أ-أسباب نفسية عضوية: زيادة الاستعداد النفسي،إصابة الطفل في رحم أمه أو أثناء حياة الشخص (وراثية،ولادية،مزمنة أو الاضطراب العائلي).
ب-أسباب نفسية مهيئة: تطلق نوبة المرض أو تحدد وقته (الإجهاد،الضغوط الاجتماعية..الخ).
ج- أسباب نفسية مستمرة: تؤخر الشفاء (نقص الدعم العائلي والاجتماعي، مرض عضوي مزمن).
2. الوراثة: وتشكل 80% من الحالات ولم يتحدد الجين المسبب بعد.
3. مضاعفات تحدث أثناء الولادة.
4. رد فعل لإصابة فيروسية .
5. سموم البيئة.
6. إصابات الرأس في الطفولة.
7. بعض الأدوية.

إرشــادات غـذائيـــة :

1) تناول طعاماً غنياً بالألياف ويشمل الكثير من الخضروات الطازجة النيئة مع الاهتمام بالنوعية الجيدة من البروتين.
2) تناول بكثرة وجبات صغيرة متعددة بدلاً من ثلاث وجبات ثقيلة في اليوم فهذا يساعد على ثبات مستوى سكر الدم وبالتالي ثبات التأثير على المزاج والسلوك.
3) أجعل الطعام يحتوي على صدر الدجاج أو الديك الرومي، خميرة بيرة، سمك الهليبوت ،البسلة ،بذور دوار الشمس ،سمك التونة.
4) تناول الأطعمة الغنية بالنياسين مثل البروكلي (نوع من القرنبيط أخضر اللون) والجزر والذرة والبيض والسمك والبطاطس والطماطم والقمح الكامل.
5) الإقلاع قدر الإمكان عن الكافيين (الموجود في الشاي،القهوة،الشوكولاته).
6) ينصح بزيادة تناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم كالخضار والحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء الجافة.
7) الإقلال من تناول الأغذية الغنية بالنحاس كالمحاريات والصدفيات والكاكاو والكبد،والمكسرات.
8) تناول الأطعمة الغنية بالزنك: كاللحوم ،الأطعمة البحرية (الأسماك والجمبري) ،صفار البيض،الشوفان،بعض الخضار كالكرنب،الفاصوليا الخضراء والجافة.
9) الإقلال من الأطعمة السكرية البسيطة.
10) ضبط مستوى سكر الدم لدى المصابين بداء السكري لعلاقة ارتفاعه بتغيرات المزاج والتوتر والاكتئاب ونوبات فقد الوعي واضطراب السلوك.
11) الاهتمام بالأغذية الغنية بالفيتامينات (ب): نياسين، بيرود كسين ، ب12، لعلاقتها بالأمراض العصبية.

العلاقـــة بين التـغذيــة ومرض الفصـــام
مازالت العلاقة بين التغذية ومرض الفصام علاقة نظرية في طور البحث،ولم يثبت حتى الآن بشكل قاطع وبصورة عملية دور التغذية في علاج حالات الفصام.
وعلى أية حال فهناك عدة نظريات لكثير من الباحثين والعلماء لتفسير الأسباب الحقيقية لحالات الفصام وما يهمنا هنا من هذه النظريات تلك النظرية التي تلقي الضوء على العوامل الغذائية والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:

أ‌) نظرية ارتفاع مستوى النحاس في الدم وانخفاض مستوى الزنك:
1) توجد بعض الدلائل على أن الفصام ربما يكون مرتبطاً بارتفاع مستوى النحاس في أنسجة الجسم،فعندما يرتفع مستوى النحاس إلى حد كبير يقل مستوى فيتامين (ج) والزنك في الجسم وهذه النظرية أدت إلى الاعتقاد بأن نقص عنصر الزنك ربما يكون هو أصل المشكلة.
2) عند عمل تحليل دم لمرضى الفصام لوحظ وجود مستوى عال من النحاس في الدم وهذا يعزز النظرية السابقة.
3) نقص الزنك (المصاحب لارتفاع النحاس) ربما يؤدي إلى تدمير الجسم الصنوبري بالمخ وهذا أيضاً يعزز هذه النظرية،ومن المعروف أن الجسم الصنوبري يحتوي طبيعياً على مستويات عالية من الزنك.
4) هناك دلائل أخرى تشير إلى موسمية حدوث هذا المرض حيث لوحظ أن معدل حدوث نوبات الفصام يصل إلى قمته في فصل الشتاء البارد حيث يقل الميل إلى تناول الزنك ، بناء على دراسة أجريت في هذا الصدد.

ب‌) نظرية تابعة لمنظمة الأغذية و الزراعة (منظمة الأمم المتحدة):
1) ربطت هذه النظرية بين أعراض ومضاعفات مرض الفصام وبين تناول غذاء غني بالسكريات النقية (البسيطة) وكذلك منتجات الألبان.
2) كان هناك عدة تحفظات على هذه النظرية لأن موضوع بهذه الحساسية يجب أن يؤخذ بحذر تام ،وأن ربط الغذاء بهذه النتائج الهامة هو نوع من الدراماتيكية في الربط بين الغذاء وبين الفصام.

ج) نظرية إنخفاض مستوى الماغنسيوم في الدم:
1) حيث أوضحت إحدى الدراسات أن مستويات الماغنسيوم في دم مرضى الفصام النشط أقل من الطبيعي وأن هذه المستويات أعلى في المرضى بعد زوال نوبة الفصام.
2) تعليقاً على هذه النظرية أنه ربما أن معدل الضغوط العصبية المرتفع الذي يلاقيه المرضى المصابون بالاضطرابات النفسية الشديدة ربما يؤدي إلى نقص الماغنسيوم وبالتالي تتفاقم الأعراض مثل القلق الانفعالي ،الخوف،الهلوسة،الإعياء الجسماني.

د) نظرية أن تناول مرضى الفصام للمأكولات البحرية يقلل فرص إصابتهم بالاكتئاب:
1) تؤكد هذه النظرية أن هناك ارتباط بين حدوث الاكتئاب مع مرضى الفصام تتناسب مع الأغذية التي يتناولها المرضى خاصة عندما تكون الأطعمة لا تحوي على الكثير من المأكولات البحرية،وبهذا فإن هذه النظرية تقول بأن مرضى الفصام الذين يتناولون أغذية غنية بالأطعمة البحرية تقل نسبة الاكتئاب بينهم (المعروف أن نسبة حدوث الاكتئاب بين مرضى الفصام عالية حيث تصل إلى أكثر من 50%) ، وإذا كان الغذاء الذي يحوي المأكولات البحرية يقلل من الإصابة بالاكتئاب بين مرضى الفصام فإن هذا يعني إنجازاً رائعاً في علاج الاكتئاب لدى المرضى الذين يصابون بالفصام،وهذا يساعد على عدم استخدام مضادات الاكتئاب لهؤلاء المرضى والتي لها أعراض جانبية غير مقبولة.

توصيات عند تصميم وجبات مرضى الفصام:
1) تجنب الأطعمة المرتفعة في محتواها من النحاس وهي (المحاريات،الصدفيات،الكاكاو،الكبد،المكسرات).
2) الإكثار من تناول الأطعمة المحتوية على الزنك وهي اللحوم،الأطعمة البحرية،صفار البيض،الشوفان،وبعض الخضروات مثل (الكرنب ،الفاصوليا الخضراء ،والجافة ).
3) تجنب أو الإقلال من الأطعمة السكرية أو الغنية بالسكريات البسيطة.
4) الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالماغنسيوم وهي( الخضروات الخضراء،الحبوب الكاملة،الخبز الأسمر،الفاصوليا الجافة،البازلاء).
5) الاهتمام بتناول الأطعمة البحرية كالأسماك والجمبري.
6) من الأفضل تناول (6 – 8) وجبات صغيرة خلال اليوم بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة حيث أن ذلك يفيد جداً في ثبات مستوى السكر في الدم،ومن المعروف أن انخفاض مستوى السكر في الدم يرتبط بحدوث ارتباك في المزاج والتوتر والاكتئاب ونوبات من فقدان الوعي اضطرابات السلوك.
7) تناول غذاء غني بالألياف خاصة الخضروات الطازجة غير المطهية مثل الجزر،الخرشوف،السبانخ،الجزر،الكوسة،الفاصوليا الخضراء.كذلك المصادر الجيدة للألياف مثل الفاصوليا البيضاء،الأرز البني،العدس،البطاطس،منتجات الصويا،،التفاح،المشمش،الليمون،الكانتلوب.
8) الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالنياسين (فيتامين ب3) حيث أن أعراض مرض الفصام والاضطرابات العقلية ترتبط بنقص النياسين في الجسم ومصادر النياسين هي (اللحوم الحمراء،الأسماك،زبده الفول السوداني،الحبوب الكاملة،البيض،الجبن،ويتوفر النياسين بكميات متوسطة في البطاطس،البازلاء.فلقد وجد علماء النفس ارتباط بين مرض الفصام ومرض البلاجرا (نقص النياسين)
9) الإقلال قدر الإمكان من المنبهات كالشاي والقهوة نظراً لتأثيرهما غير المرغوب فيه على مرضى الفصام.

ملاحظات على الوجبة المقدمة لمرضى الفصام:
الوجبة المقدمة لمرضى الفصام تتشابه إلى حد كبير مع وجبة مرضى الإكتئاب ولكن تختلف معها فيما يلي:-
1) يراعى استخدام الخبز الأسمر (البر) بدلاً من الخبز الأبيض.
2) استخدام عصير بدون سكر في الوجبة الخفيفة بين الإفطار والغداء.
3) زيادة عدة مرات السمك في الأسبوع في وجبتي الغداء والعشاء (يمكن أن تحل محل وجبة دجاج).
4) يمكن تقديم سلطة (الكرنب+ الفاصولي + الجزر + الذرة) مرتان أو ثلاثة أسبوعياً لمرضى الفصام.
5) يراعى تقليل نسبة السكر في الوجبة الخفيفة بين الغداء والعشاء (كريم كراميل، جيلي ، مهلبية.. )وكذلك تقديم شاي خفيف قليل السكر مرتان يومياً على الأكثر.
6) الاهتمام بتقديم الفاصوليا الخضراء والفاصوليا الجافة واللوبيا والبازلاء والعدس باعتبارها أطعمة مفيدة وهامة لمرضى الفصام.

المراجع
موقع مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض
موقع تيريزيا – أ. باتريسيا تليسة

Related Posts

1 of 6