أمراض القلب

دقات القلب وإيقاعها غير الطبيعي وطرق علاجها – الجزء الثاني –

لقد تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن كيفية تكون النبض الطبيعي وما يلعبه دور إصدار الإشارة الكهربائية وانتشارها إلى الأذينين ثم البطينين من أهمية في جعل القلب ينقبض ليدفع الدم بالدورة الدموية ليحافظ على حيوية ونشاط الأعضاء الحيوية بالجسم . ثم انتقلنا في حديثنا عن الإيقاعات غير الطبيعية للقلب وتطرقنا للإيقاعات الأذينية غير الطبيعية وتركنا الإيقاعات البطينية غير الطبيعية للجزء الثاني من هذا المقال . وأرجو الله أن أكون قد وفقت في عرض هذا الموضوع الصعب بأبسط وأدق ما يمكن لنصل للغرض المطلوب.
ب- الإيقاعات البطينية غير الطبيعية
بما أن البطينين مسئولان عن ضخ الدم إلى خارج القلب وإلى جميع أجزاء الجسم ، فإن الإيقاعات غير الطبيعية غالباً ما تكون لها عواقب أكثر خطورة من الإيقاعات الأذينية غير الطبيعية .
1- التسارع البطيني المنتظم
يحدث هذا التسارع بمعدل 140-300 نبضة / بالدقيقة وتنشأ ضربات القلب من نشاط كهربائي من نقطة انطلاق غير طبيعية في أحد البطينين أو كلاهما ، وينجم هذا النوع من اضطراب النبض عادة عن مرض في القلب كجلطة أو احتشاء القلب أو اعتلال عضلة القلب . وقد يستمر هذا التسارع لثواني قليلة ، وفي هذه الحالة فإنه لا يسبب أعراضاً تذكر وقد توجد في الأشخاص أصحاب القلوب السليمة أو التي تعاني من عيب خلقي في التوصيلات الكهربائية مسببة طول زمن انقباض وارتخاء عضلة القلب أما في حال استمرار التسارع البطيني لمدة دقائق أو ساعات فإنها غالباً ما تسبب أعراضاً لأن القلب عندئذ يكون غير قادر على الضخ بكفاءة وقد يتحول هذا الاضطراب في النبض إلى الرجفان البطيني القاتل . وبتأكيد التشخيص عن طريق التاريخ المرضي والفحص السريري وعمل التخطيط الكهربائي للقلب ويحتاج المريض لعلاج فوري منعاً لحدوث مضاعفات خطيرة أو تطور النبض المضطرب إلى الرجفان البطيني القاتل وقد تتم المعالجة إما بإعطاء الدواء عن طريق الوريد أو بإعطاء صدمة كهربائية للقلب لتصحيح نظم القلب للوضع الطبيعي وفي أغلب الأحيان يحتاج المريض للدخول للمستشفى لعلاج المرض المسبب ولمنع حدوث مثل هذا الاضطراب في نظم القلب دوائياً أو كهربائياً إذا تعذر السيطرة عليها بالعقاقير الدوائية بزرع جهاز صدمات تحت الجلد يعطي القلب صدمة كهربائية كلما حدثت عملية تسارع بطيني .
2- الرجفان البطيني
وهى حالة خطيرة يمر بها القلب تكون فيها النبضات والإشارات الكهربائية التي تتحكم في القلب صادرة من البطين وهي غير منتظمة وسريعة جداً تجعل العضلة ترتجف بدل أن تنقبض ولم يعد لدى البطينين المقدرة على الضخ والانقباض ويصبح عاجزاً على دفع الدم مما يؤدي إلى توقف القلب وتوقف الدورة الدموية وإذا لم يتم التدخل الطبي في خلال دقائق لاستعادة النبض الطبيعي أو حتى النبض غير الطبيعي الذي يمكن المريض من مساعدة القلب على الضخ للمحافظة على جريان الدم والدورة الدموية فإن الشخص يعتبر في حالة وفاة . والطريقة المثلى لعلاج مثل هذا الاضطراب هو إعطاء صدمة كهربائية محسوبة قد تتكرر وقد يصاحبها إعطاء علاج دوائي وريدي مع القيام بعملية الإنعاش القلبي الرئوي إلى أن يتم إرجاع النبض للوضع الطبيعي أو إلى الوضع الذي يسمح برجوع النبض وحركة الدورة الدموية يتم بعدها إدخال المريض للعناية القلبية المركزة وعلاج المرض المسبب والذي يكون في غالب الأحيان قصور حاد بتروية القلب بسبب جلطة قلبية .
وتشخيص مثل هذه الحالة ليس صعباً فعلى عكس التسارع البطيني الذي يكون فيها المريض واعياً يشتكي من خفقان أو آلام بالصدر أو دوخة فإن مريض الرجفان البطيني يكون فاقداً الوعي لا نبض ولا ضغط لديه ويعتبر التدخل بالعلاج الكهربائي بالصدمة الكهربائية أهم علاج لإنقاذ حياة المريض كما أن الإنعاش القلبي الرئوي من الخطوات المهمة بعد القيام بثلاث صدمات كهربائية وفشلها في تصحيح الرجفان البطيني .
3- خوارج الانقباض البطيني
وهي ضربات غير منتظمة في غالب الأحيان تأتي مبكرة قبل حدوث النبضة الطبيعية ويكون مصدرها بؤرة أو أكثر من بؤرة في البطينين وفيها يشعر الشخص أن قلبه توقف لفترة قصيرة جداً بعد حدوثها تتبعها ضربات طبيعية قوية منتظمة وكثير من الناس من تنتابه مثل هذه الضربات الزائدة وقد لا يكون هناك أي مرض قلبي . ولكن ينبغي استشارة طبيب قلب للتأكد من سلامة القلب . وكثيراً ما تحدث تلك الضربات بعد الإكثار من شرب المنبهات مثل القهوة والشاي أو التدخين أو شرب المسكرات أو تناول المخدرات . وقد تحدث خوارج الانقباض البطيني بعد إصابة الشخص بجلطة قلبية أو هبوط بوظيفة القلب أو اضطرابات بأملاح الدم كالبوتاسيوم والمغنيسيوم أو بسبب تناول بعض العلاجات الدوائئية . كالديجوكسين في غالب الأحيان لا يحتاج المريض إلي علاج بل يحتاج لعلاج المرض والامتناع عن المنبهات والتدخين أما إذا تكررت خوارج الانقباض البطيني وأصبحت مصدر إزعاج فقد يعالجها الطبيب .
ج- حصار القلب
ويحدث حصار القلب عندما تصاب الشبكة الكهربائية القلبية بعلة تؤدي إلى فشل توصيل الإشارات الكهربائية داخل القلب من الأذينين إلى البطينين وبذلك يضطر نبض القلب قد يصل لحد التأثير على كمية ضخ الدم وانخفاض ضغط الدم وهناك
ثلاثة أنواع من حصار القلب
1- حصار من الدرجة الأولى
ولا تسبب هذه الحالة عادة أي أعراض
2- حصار من الدرجة الثانية
وفيه تفشل بعض الإشارات الكهربائية بالأذينين في الوصول للبطينين ويصبح النبض غير منتظم وقد لا يصاحبها أي عرض وفي أحيان أخرى قد يصاحبها أعراض تشبه ما يشعر به المريض الذي يعاني من خوارج بطينيه أو أذينية وقد يشتكي المريض من دوخة وقد يصاب بحالة إغماء أو آلام بالصدر وقد يتطور هذا النوع من الحصار إلى الدرجة الثالثة لذا قد يحتاج بعض المرضى زرع منظم كهربائي تحت الجلد لتصحيح الحصار وضبط نبض القلب .
3- حصار القلب من الدرجة الثالثة ( الحصار الكامل )
وفيه يصعب تماماً وصول أي إشارة كهربائية من الأذينين إلى البطينين ويصبح هناك عزل تام بين المنطقتين وينخفض نبض القلب إلى ما يقارب 40 نبضة بالدقيقة وقد يصاحبها انخفاض بضغط الدم الشرياني ودوخة وغثيان وربما إغماء أو آلام صدرية أو ضعف عام أو تشويش في الذاكرة والتركيز وتنجم درجات الحصار القلبي عادة بسبب وجود مرض بالقلب غالباً ما يكون تصلب بالشرايين التاجية أو بسبب إصابة المريض بجلطة قلبية حادة أو بسبب إصابة الشخص بحمى روماتيزمية قلبية أو التهاب بعضلة القلب أو بسبب تسمم ببعض العلاجات الدوائية كالديجوكسين ، وقد لا حظنا أنه قد تحدث بعض أنواع الحصار القلبي بدون اكتشاف سبب مرضي واضح . وتتم عملية التشخيص عن طريق التاريخ المرضى والفحص السريري ويتأكد التشخيص بعمل تخطيط كهربائي للقلب أو تسجيل ضربات القلب لمدة 24 ساعة لمحاولة اكتشاف بعض أنواع الحصار غير الثابت والمتقطع الذي لم يكتشف أثناء عمل تخطيط كهربائي للقلب ويعالج حصار القلب الذي يسبب نوبات إغماء أو الحصار من الدرجة الثالثة بوضع بطارية تحت الجلد في الصدر تغذي القلب بإشارة كهربائية ليقوم القلب بعمله بكل كفاءة .

Related Posts

1 of 5