استشارات امراض الجهاز العصبي

طفلي لا يطيق رؤية الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمر ابني سنة وثمانية أشهر، وهو الطفل الأول وإن شاء الله سأرزق بالثاني بعد أشهر، مشكلة ابني أنه يبكي ويلطم خديه إذا ما أخذ منه شي، ويضرب أمه ويضربني ويبكي بكاء مراً.

أرجو أن تمدوني بحل جذري ومنهجي وعلمي لحالة ابني، صرت أخجل من تصرفاته أمام رفاقي، وإذا ما رأى طفلاً في عمره أو أصغر يبكي ويلطم خديه ويصيح، في بعض الأحيان نقول: هذا دلال فنتركه يفعل ما يشاء، يضرب نفسه طويلاً ويبكي حتى يمل، وأحياناً أخرى لا نحتمل هذا المنظر فننهره ونضربه ليكف عن ذلك.

قد تكون الظروف المحيطة هي السبب، فنحن نعمل خارج الوطن، بعيداً عن الأهل، ليس لنا جيران أطفال، يقضي طول اليوم مع أمه التي تحاول أن تسليه بكل الطرق، ننتظر إجازة نهاية الأسبوع حتى آخذه إلى الملاهي حتى يلعب مع الأطفال ويحتك بهم، لكنه يرفض الأطفال الصغار ويحب أن يبقى إلى جانبنا أو مع أناس كبار، هو يحب الناس ولا يرفض أحداً ما عدا الأطفال من عمره أو أصغر.

فبمجرد أن يرى طفلاً يبدأ بضرب نفسه ويبكي، حتى لو رآه على شاشة التلفزيون.

أرجو منكم حلاً؛ لأنني أخاف أن تتطور الأمور. بصراحة صار الأمر كابوساً يزعجنا وخاصة أمه الحامل التي تقضي معه كل اليوم تقريباً.

وشكراً لكم والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فاختلافات السلوك والمسلك لدى الأطفال، خاصة الطفل الأول، هي شيء يحدث كثيراً لبعض الأطفال، وكما ذكرت لك خاصة بالنسبة للطفل الأول.

لا أقول: إن هذا الطفل يعاني من دلال أكثر من اللزوم، ولكن ربما يكون شكلت نحوه حلقة من الحماية المفرطة؛ لأنه الطفل الأول، ولأنكما تعيشان في بلاد بعيدة وخارج الوطن.

هذا الذي يقوم به الطفل هو صرخة من أجل المساعدة، وهو احتجاج على وضعه، هذا هو التحليل الأقرب، هذا الطفل يفزع ويخاف من الأطفال؛ لأنه يرى الأطفال الآخرين في شكل مجسمات ربما تقوم بإيذائه، يرى الكثير من العلماء التحليليين ذلك.

الحل بالتأكيد هو أن نقربه من الأطفال أكثر، -وذلك بالرغم من تقديري لظروفه- نقربه للأطفال أكثر، وسوف يحتج ويصرخ في المرة الأولى والثانية والثالثة، ولكن قطعاً ليس في الرابعة والخامسة، سوف يحدث له نوع من فك الارتباط الشرطي، كما يقول علماء النفس: كل سلوك غير مرغوب فيه يمكن أن يختفي بالصبر وبأن نعرض الطفل للسلوك المخالف، هذا أساس في علم النفس.

الأمر بالتأكيد يتطلب منكما الصبر، ويتطلب منكما فتح قنوات مع أسر أخرى، حتى يجد الطفل المجال للتفاعل مع بقية الأطفال مهما كان يحس بالخوف والرهبة منهم، ونسأل الله أن يرزقكما بالطفل الثاني، وهذا ربما أيضاً يحسن من توجه هذا الطفل. لا أعتقد أن هنالك غيرة سوف تحصل، وللتقليل من فرص ذلك عليكما أن تسعيا بكل السبل لأن يحب أخاه أو أخته الجديد إن شاء الله، وأن يساعد حتى في شئون الطفل من نظافة وإحضار المرضعة وخلافه، هذا إن شاء الله يشغله ويحببه إلى الأطفال.

هذا العمر أيضاً -لأن هناك مشاكل الأسنان والتسنين- يكون الطفل فيها قلقاً وملولاً، ربما يكون أيضاً هذا من العوامل التي جعلته يظهر هذا القلق في أوقات معينة، لا شك أنكما على دراية كاملة بمبدأ الترغيب، نحن نركز دائماً على الترغيب ونحاول أن نقلل من الترهيب في هذا السن، وعليكما التجاهل الشديد لكل سلوكياته السلبية، والتجاهل لا يأتي إلا بالصبر، حين نتجاهل الشيء مرة أو مرتين أو ثلاثة سوف يضعف، وبعد ذلك نشجع الطفل على ما هو إيجابي.

وبالله التوفيق.

Related Posts

1 of 7