الأخبار الطبية

عائلة جديدة للفيروسات العملاقة

بعد اكتشاف عدد من العائلات الفيروسية العملاقة مثل فيروس ميمي وفيروس ماما وڤـَيْروفاج، أصبح للفيروسات العملاقة الآن عائلة جديدة هي فيروس مرسيليا.

واكتشف عضو العائلة العملاقة الجديد في الأميبا فريق بحثي فرنسي من “وحدة بحوث الأمراض المُعْدية والاستوائية المستجدة” بجامعة مرسيليا الثانية، بقيادة الدكتور ديدييه راؤول.

وقد نشرت حصيلة الاكتشاف الجديد مؤخرا على الموقع الإلكتروني للدورية الأميركية “وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم” (PNAS).

وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن تبادل الجينات في الأميبات قد يؤدي إلى تكوين أو تخليق ذخيرة واسعة من مختلف المورثات (الجينات)، وهذه يمكن أن تصبح أيضا مصدرا لكائنات جديدة مسببة للأمراض.

والمعلوم أن هذه الأميبات هي كائنات حية وحيدة الخلية (يوكاريوت)، وكذلك لها نواة واحدة أيضا. وبعض هذه الكائنات طفيليات، قد تتطفل على الإنسان أو الحيوان، ويمكن أن تسبب نطاقا متنوعا من الحالات المرضية.

بوتقة التبادل الوراثيتعيش معظم أنواع الأميبات في الماء أو التربة الرطبة أو الطحالب، وهي كائنات حية متحركة وقادرة على استيعاب أو ابتلاع تنويعة واسعة من مختلف الكائنات الحية الأخرى، كالفيروسات أو البكتيريا، وضمن نطاق عريض ومتنوع بشكل غير عادي من حيث أحجامها وأنماط حياتها.

وهكذا تقدم الأميبات بالتالي موقعا أو بوتقة لتبادلات عديدة للمادة الوراثية (الجينية) الناجمة عن قيام الكثير من الكائنات الحية باستعمار أو استيطان هذه الأميبات.

وكان الدكتور ديدييه وزملاؤه بجامعة مرسيليا الثانية قد اكتشفوا مؤخرا، في إحدى الأميبات، عضوا في عائلة جديدة من الفيروسات العملاقة، التي أطلقوا عليها اسم فيروس مرسيليا، وهو أصغر حجما من فيروس ميمي، وهذا بدوره أكبر الفيروسات العملاقة حتى وقتنا الحاضر.

يمتلك فيروس مرسيليا خريطة وراثية أو جينوما خيالي الحجم بالنسبة لغيره من الفيروسات العادية، ويحتوي على كل من الحمض النووي (دي أن أي) والحمض النووي الريبي (آر أن أي).

فسيفساء من الجينات

تتكون الخريطة الوراثية الجينية من 368 ألف زوج (قاعدة) أساسي، وبذلك يكون هذا الفيروس صاحب خامس أكبر خريطة جينية فيروسية ينبغي فك متوالياتها.

ولهذا الفيروس شكل متعدد السطوح، ويقدر قطره بحوالي 250 نانومترا (250 جزءا من المليون من المليمتر).

وإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون أن هذا الفيروس العملاق يحتوي على مورثات (جينات) من مصادر مختلفة على نحو ملحوظ، أي من أصول بكتيرية أو فيروسية أو أميبية، أو ناشئة عن كائنات بالغة الصغر ووحيدة الخلايا وليس لها نُوَيّات أو عُضَيّات (Archae).

ونظرا لأن الخريطة الوراثية (الجينية) لفيروس مرسيليا هو فسيفساء من المورثات (الجينات) الواردة من كائنات بالغة الاختلاف، يدل هذا بالتالي على تبادلات جينية بين مختلف الكائنات التي “تستعمر” الأميبات.

تكشفت هذه الدراسة وأمثالها أيضا عن دور الأميبات، وبشكل أعم دور الأميبات البالعة وحيدة الخلية والنواة وتتغذى على الميكروبات في بيئتها في تخليق ذخائر جديدة من الجينات التي قد تكون قادرة على توليد كائنات جديدة، من شأنها أن تسبب أمراضا للكائنات متعددة الخلايا، كالنباتات والحيوانات والبشر.

Related Posts

1 of 13