استشارات امراض العيون

قصر النظر وعلاقته بالوراثة

السؤال

السلام عليكم

هل قصر النظر ينتقل بالوراثة السائدة أم المتنحية؟ وما هي الأسباب غير الوراثية التي تؤدي لذلك؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قصر النظر (Myopia) هو حالة من انكسار الضوء غير الطبيعية التي تؤثر على الرؤية، ويعتبر قصر النظر من أهم عيوب انكسار العين، وهو نادر الحدوث في الأطفال الحديثي الولادة، وتزيد نسبة حدوثه إلى (10%) من الأطفال في المراحل الأولى من العمر، وإلى (20%) فيما بين سن عشر سنوات وعشرين سنة.

وإن السبب الحقيقي لقصر النظر غير معروف على وجه اليقين، ولذلك فهناك عدة نظريات أو آراء مختلفة تفسر ذلك، وقد يكون لكل نظرية دورها في حدوث قصر النظر، ويمكن تلخيص الأسباب باختصار وفق ما يلي:

الوراثة تلعب دوراً كبيراً، ولذلك ينصح بأن لا يتزوج شخصان عند كليهما قصر نظر شديد، خاصة إذا كان مصحوباً بتغيرات مرضية في قاع العين، وذلك لضمان عدم انتقال هذا العيب إلى الأجيال القادمة، وهذا يعني أنه متنحٍ.

وإن قصر النظر عيب في تكوين بعض الأشخاص، وبعض حالات اضطراب الغدد الصماء قد يصحبها قصر النظر، ومما يؤيد ذلك هو التغير الملحوظ في درجة قصر النظر أثناء فترة البلوغ، وزيادة قصر النظر مع نمو الجسم.

وبعض حالات نقص التغذية قد يصحبها قصر نظر، خصوصاً النقص في الكالسيوم، وكذلك فقد ينجم قصر النظر عن تقعر في القرنية أو بسبب المياه البيضاء أو مرض السكر، كما تزيد نسبة حدوث قصر النظر في بعض الأجناس كالألمان واليابانيين.

وقد ثبت أن استعمال العينين الدائم في القراءة وغيرها لا يؤدي – بالتأكيد – إلى قصر النظر، والحقيقة هي أن المصاب بقصر النظر يفضل عملاً مثل القراءة أو الحياكة لأنه يستطيع الرؤية بوضوح عن قرب، ويعزو بعض العلماء الزيادة في طول العين في حالة قصر النظر إلى ضغط العضلات على العين أو احتقان ورخاوة طبقة العين الخارجية التي تنتج من أسباب عدة أو إلى شكل الحجاح حيث يبدو الوجه عريضاً كما في الألمان.

وهناك نوعان من قصر النظر وهي:

1- قصر نظر حميد: وهو الذي يبدأ في مرحلة الصبا، ولا تزيد درجته بعد توقف نمو الجسم، أي بعد سن 23 أو 24 سنة، ولا يزيد عن (6) ديوبتر.

2- قصر نظر متزايد: وهو الذي يبدأ بدرجة كبيرة في الصبا ويتزايد بسرعة حتى سن 25 سنة أو بعدها، ويصل إلى درجات كبيرة، وهذا النوع يكون مصحوباً بتغييرات مرضية في قاع العين، قد تؤدي إلى نقص ملحوظ في قوة الأبصار، ويمكن اعتباره مرضاً.

والله الموفق.

Related Posts

1 of 53