استشارات اجتماعية

كيف أتعامل مع الشباب الذين يبدون إعجابهم رغبة في الزواج؟ أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، كثيراً ما كان يصادفني في الدراسة أو بين أقربائي من هو معجب بي، ولكنه لا يستطيع التقدم لخطبتي؛ لأنه ما زال يدرس، ويبدأ في التلميح بالإعجاب، ويريد مني أن أتجاوب معه في هذا التلميح، فهو يريد بذلك أن يحجزني إلى أن ينهي دراسته، ولكنني لم أكن أتجاوب مع هذا التلميح؛ لأنني في الحقيقة لا أعرف ما هو الحكم الشرعي لذلك.

مع العلم أنني لم أكن أتحدث مع أي شاب لا أعرفه، ولكن التلميح كان يأتي بطرق كثيرة، وفي نهاية الأمر كان ينصرف الشاب إلى أخرى، معتقداً أنني لا أريده، ولقد رأيت زميلاتي ممن نصفهن ملتزمات يتجاوبن مع مثل هذه التلميحات، بل أكاد أشعر أنه لا غيري في وسط مجتمعي يفعل ذلك، فهل أنا مخطئة ومتكلفة، أم ماذا؟ وهل هذا التلميح يقع تحت حكم الآية الكريمة: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم)؟

وماذا إذا كان هناك أكثر من شخص يلمح لي بذلك؟ وأنا لا أعرف أيهم خيراً، وقد أختار أحدهم ثم يتركني في منتصف الطريق، مع العلم أن هذا التلميح لا يكون لمرة واحدة، فالشخص الذي يفعل ذلك يريد من ذلك تواصلاً بيني وبينه، ولو لسنتين أو أكثر، مثال على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي مثل (الفيسبوك)، حيث يكون الشاب والشابة غير مضافين عند بعضهما كأصدقاء، ولا يكلمان بعضهما بتاتاً، ولكن كتاباتهما تحتوي هذه التلميحات، وتوحي بأنهما يهتمان ببعض، لقد رأيت كثيراً من صديقاتي يفعلن ذلك، فهل هذا يجوز؟

أفيدوني أفادكم الله، فأنا في حيرة، ولا أريد أن أفعل شيئاً لا يرضي الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة العاقلة الحيية- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونحيي فيك الامتناع عن مجاراة الجهال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

ولا شك أن رغبة الكثيرين في التواصل معك يدل على تميزك، وإصرارك على عدم التجاوب يرفع من قيمتك، والعاقلة إذا شعرت أن هناك من يميل إليها لا تتجاوب معه، لكنها تدله على محارمها حتى يأتي البيوت من أبوابها، فإن فعلت ذلك أكرمها خاطبها، وعلم أن وراءها رجالا، وارتفعت مكانتها عند أهلها، ونالت بذلك رضوان ربها، وأي ربح أكبر من هذا.

فلا تغتري بكثرة الهالكات، وثقي بأن ضحكهن اليوم خصم على سعادتهن غداً، وحتى لو فرضاً أنهن تزوجن بتلك الطريقة، فإن الشيطان الذي جمعهم على المخالفات سوف يأتي ليغرس شجرة الشكوك والعداوات، وسوف يقول لكل طرف كيف تثق في شريك عصى الله وخان أسرته، وما المانع أن يكون له علاقات وتجاوزات، فتتحول الحياة إلى جحيم لا يطاق، هذا إذا استمرت الحياة بينهما، وربما قال لها أنت من كنت تجرين خلفي، ونحو ذلك من الكلام الجارح، بخلاف من تأبى وتلوذ بعد الله بحيائها، والرجل يجري وراء المرأة التي تهرب منه، لكنه يهرب ويفر ممن تجري وراءه وتقدم له التنازلات.

أما العاقلة المؤمنة التي لا تقبل إلا بعلاقة شرعية معلنة، فإنها تنال الخيرات، وعملها هذا هو أهم ما تعرف به صدق الشاب، فما أكثر من يريد قضاء أوقات، وما أكثر الذئاب، بل ما أكثر العابثين بمشاعر الفتيات، فمتى تنتبه بناتنا الفاضلات؟

أما آية التعريض بخطبة النساء، فقد وردت في حق المعتدة من وفاة زوجها، حيث لا يجوز خطبتها أثناء العدة، ولكن لو قال: سعيد من يفوز بصالحة مثلك، أو مدحها، فإن ذلك لا مانع فيه من الناحية الشرعية، ولو فرضنا أن شاباً لمح بهذه الطريقة، فأرجو أن لا حرج، ولكننا نذكر الفتاة بضرورة أن تطالبه بالتواصل مع محارمها، ولا تتواصل معه حتى تصبح العلاقة شرعية ومعلنة وموافقة لقواعد الشرع في نوعها وحدودها.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، وسعدنا بتواصلك، ونشيد برجاحة عقلك، ونسأل الله أن يرفع قدرك.

Related Posts

1 of 39